من أجمل الأشياء التي نصادفها ،في المجال الفني والإبداعي وخصوصا فن الرسم (الفن التشكيلي ) أن نجد رسومات رائعة المنظر تسحر من يشاهدها ،وننبهر أكثر عندما نلتمس الشيء ذاته في رسومات إبداعية لايتعدى عمر من رسمها ثلاثة وعشرين عاما .. انه الرسام المبدع عبيد محمد باعبيد ،طالب في كلية الهندسة ،له العديد من المشاركات في مجال الرسم والنحت والتصميم (مجسمات ،وغيرها ) . تتجلى مواهب وقدرات عبيد في العديد من اللوحات التي تبهر الجميع وقدرته الفائقة على رسم تفاصيل الوجه المبهمة وعشقه للظل والضوء ،عبيد الرسام الفنان الإنسان الذي يجعل الألوان تنطق والطبيعة الصامتة تتجرد من صمتها وتصحو على جماليات لانراها إلا في إبداع عبيد .. عبيد عاشق الألوان المحب للحياة جعلته موهبته يتميز على الكثيرين ممن هم في سنه وبعض ممن سبقوه بهوايتهم للرسم ،فعندما تصبح الموهبة في صلب العمل يصبح من السهل الإبداع ،فكلية الهندسة أيضا ساهمت في إبراز قدراته و إن لم يجد إنصافا من بعض الأساتذة . عبيد محمد باعبيد قلم ، ولون ، و ضوء ، وظل .. كلمات تلخص دقة أساليبه واختياره لمواضيع اللوحات فتارة نجد لمسات الطفولة ،وتارة اخرى نجد شيخوخة الإنسان ،كما نجد غروبا منكسرا في مشهد لم يسبق لأحد أن رآه من قبل ،إضافة إلى طيور المحبة والسلام التي تصبح جزءا من الواقع عندما يرسمها ،ولعل أكثر ما لفت انتباه الجميع انه بالاضافة إلى المهارات التي يتمتع بها ،فهو يمتلك روح الفنان التي لانجدها إلا في القليلين فعبيد يرسم لكي يعبر عما يدور في داخله لان الحس الفني الذي بداخله يجتاز كل العقبات التي تواجهه وتواجه معظم الفنانين،فيصبح علما واسما شامخا،بغض النظر عن من يتخذ من الرسم وسيله لكسب الرزق فتموت لديه روح الفنان وتصبح اللوحة مجرد سلعة لا أكثر ولا اقل ،فناننا المبدع يمتلك روحاً حساسة فهو يعشق كل ما يرسم ويسمي لوحاته كأولاده ،تسمو فيه روح الأبوة قبل أن يكون لديه أولاد،هذا لان الفن والرسم غزا فكره وحينما يجد نفسه مجبرا على البوح فلايجد سوى الألوان والأوراق يحاكي بها الجميع دون أن يشعر بذلك.عبيد الرسام ،النحات ،المصمم،المهندس ،المبتكر والفنان المتجدد،المتعدد الخصائص،أرى فيك أنامل ذهبية لن تتكرر ولكن هذه الأنامل بحاجة أيضا إلى من يهتم بها لتأخذ حقها من الانتشار ،وكما عرفك من حولك فأنت لاتحب أن تظهر نفسك عنوة ففنك هو من يفرض عليك التميز ،فالتواضع شيء يلمسه كل من صادف أنامل ساحرة كالتي تمتلكها عبيد . أخيرا .. أتمنى أن أكون قد قدمت جزءا ولو بسيطا ولمحة عن فنان يستحق هذا اللقب بجدارة ونتمنى أيضا أن يصل إلى أعلى المستويات فلطالما كانت اليمن حاضنة للإبداع والمبدعين ولطالما كانت عدن مقبرة للإبداع .. أدامك الله ياعبيد وجعل فنك راقيا كروحك وحقق كل أحلامك وأمانيك .