* توجد ضمن مكونات الاعتصامات - في ساحة التغيير بالعاصمة التي أعرفها عن قرب - مجموعات شبابية تسمى ائتلافات ، مرشدة من الداخل بحكم وجود مثقفين تقدميين في صفوفها ، وهذه الائتلافات مراجعها الفكرية والسياسية رواد الاستنارة والإصلاح الديني والليبرالية العربية غالباً.. امتزج فيها القومي بالاشتراكي والعلماني والزيدي والشمالي والجنوبي .. وعندي أمل أن هذه الجماعات سوف تفرز من بينها رجالاً ونساء سوف يكون لهم دور مهم في حياة اليمنيين خلال المستقبل القريب وفي المجالات الفكرية والسياسية تحديداً، إذا كانوا يدركون ذلك بأنفسهم وفي عقولهم وطرائق تفكيرهم وسلوكهم ، وسوف يتعين عليهم من الآن- حسب تقديري- أن يتحرروا من الوصاية والضعف وأن يميزوا أنفسهم عن الآخرين الذين يشاركونهم المكان، ولكنهم يمثلون عقبة لهم .. أعني بالآخرين أولئك الشموليين والإقصائيين والأصوليين الذين يمجدون رجال الدين والعسكر والسياسيين المستبدين ، ويتماهون مع الإرهابيين. * قوى التخلف دفعت إلى الساحات ممثلين عنها يتبنون شعاراتها وأهدافها بوضوح وعن طريق إعلامها تصور للرأي العام المحلي والخارجي أن تلك المجموعات الشبابية أو الائتلافية هي جزء منها ، وبذلك هي تلطخ سمعتها في حين أن هذه المجموعات لم تبذل جهداً كافياًً للبرهنة على أنها ليست جزءاً من هذه القوى المتخلفة ، بينما يفترض بها أن تبرئ نفسها أمام الغير الذي صار ينظر إلى من في ساحات الاعتصامات على أنهم شيء واحد، وهي نظرة كرستها قوى التخلف بحكم امتلاكها للمال وآلة إعلامية ضخمة.. وبالمناسبة .. الحرب في الجوف مثلاً طرفاها حزب الإصلاح والحوثيون ، ولكن حزب الإصلاح وجه وسائل إعلامه لإظهار الموقف على أنها حرب بين " أحزاب اللقاء المشترك" والحوثيين وذلك لكي يلطخ سمعة بقية أحزاب المشترك التي لا علاقة لها بحرب الإصلاحيين في الجوف . * إني أنصح شباب تلك الائتلافات ومرشديها ، أن يبذلوا جهدهم لتمييز أنفسهم عن الآخرين .. أن يكونوا شجعاناً كفاية لمخاطبة الرأي العام المحلي والخارجي بأنهم شيء مختلف عن الصورة التي يحاول ممثلو القوى المتخلفة رسمها لخلط الأوراق. أنصح أولئك الشباب أن يثبتوا أنهم شيء مختلف شيء مختلف عن الزنداني وغيره من الأصوليين وأتباعهم. شيء مختلف عن العسكريين في الفرقة الأولى شيء مختلف عن القاعدة والإرهابيين الآخرين. شيء مختلف عن حملة رايات العنف. شيء مختلف عن شيوخ الأحمر وكل المشايخ. شيء مختلف عن التكوينات العصبوية.