قال مسؤول كبير في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم أمس السبت ان الفلسطينيين يريدون من مجلس الامن ان يتخذ قرارا بشأن محاولتهم نيل العضوية الكاملة في الاممالمتحدة خلال اسبوعين. ونقلت وكالة معا الاخبارية المستقلة عن عزام الاحمد قوله بالانجليزية الفلسطينيون سينتظرون اسبوعين حتى يدرس مجلس الامن طلب العضوية. وقال السفير اللبناني في الاممالمتحدة ان مجلس الامن سينعقد يوم الاثنين لبحث الطلب بعدما قدمه عباس للامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم أمس الأول الجمعة. وقال السفير نواف سالم للصحفيين انه وزع الطلب الفلسطيني على جميع اعضاء مجلس الامن ودعا الى اجراء مشاورات في ضوء الطلب يوم الاثنين الساعة الثالثة بعد الظهر (1900 بتوقيت جرينتش). ولم يوضح الاحمد ما هو المسار الذي سيسلكه الفلسطينيون اذا رفض مجلس الامن الطلب وهو سيناريو مرجح في ظل اعلان الولاياتالمتحدة انها ستسخدم حق النقض (الفيتو) للاعتراض على هذه الخطوة. وتعكس محاولة عباس عدم ثقته في محادثات السلام بعد 20 عاما من المفاوضات الفاشلة التي رعتها الاممالمتحدة وانزعاجه من التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي المحتلة التي يريدها الفلسطينيون لاقامة دولتهم. وبعيدا عن التهديد بالفيتو الامريكي فلا يزال من غير الواضح ايضا ما اذا كان تسعة من بين 15 عضوا في المجلس - وهو العدد اللازم للموافقة على اي قرار - سيوافقون على المحاولة. وابلغ وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الاذاعة الوطنية ان المسؤولين لا يزالون يأملون في حشد الاصوات المطلوبة. ونقل عن المالكي قوله ان المشاورات مستمرة خاصة مع الجابون ونيجيريا والبوسنة والهرسك التي لم تحدد موقفها بعد. وبديلا عن مجلس الامن يمكن للفلسطينيين الذين يتمتعون حاليا بوضع مراقب في الاممالمتحدة ان يطلبوا من الجمعية العامة التصويت على رفع مستوى تمثيلهم الى دولة غير عضو وهم ما سيسمح لهم بعضوية عدد من وكالات المنظمة الدولية. ويتطلب تصويت الجمعية العامة اغلبية بسيطة فقط من الاعضاء الحاليين وعددهم 193 دولة وهو افتراض سهل بالنسبة للفلسطينيين. وفي خطابه امام الجمعية العامة يوم أمس الأول الجمعة بعد تقديم الطلب قال عباس "لا اعتقد أن أحدا لديه ذرة ضمير ووجدان يمكن أن يرفض حصولنا على عضوية كاملة في الاممالمتحدة... بل وعلى دولة مستقلة. لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تحدث بعد قليل من القاء عباس كلمته قال ان السلام لا يمكن ان يتحقق الا من خلال المفاوضات ووصف المنظمة الدولية بأنها "مسرح عبثي". وبعد قليل من انهاء الرجلين كلمتيهما وجهت اللجنة الرباعية لوسطاء السلام في الشرق الاوسط دعوة الى العودة الى محادثات السلام المباشرة وهو ما وصفته وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بالمقترحات الملموسة». وقالت للصحفيين "الولاياتالمتحدة سعيدة للغاية لانه بات بمقدور رباعي الوساطة اصدار بيان تضمن اقتراحا ملموسا وتفصيليا لبدء المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين دونما ابطاء او شروط مسبقة». ويقبل عباس بأن المفاوضات لا تزال ضرورية لكنه يقول ان الدولة ستضع الفلسطينيين على قدم المساواة على نحو اكبر مع الاسرائيليين. وترى اسرائيل مسعى الاممالمتحدة محاولة لتقويض شرعيتها. ويريد الفلسطينيون انشاء دولة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس التي تعارض محادثات السلام وفي الضفة الغربية على ان تكون عاصمتها القدس الشرقية وهي اراض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967.