بعثت كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي الى سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الايرانيين برسالة تفيد قبولها عرضا بالاجتماع لمناقشة برنامج طهران النووي. وتمثل أشتون القوى العالمية الست في التعامل مع ايران وجاء قبولها اجراء محادثات بعد أسابيع من المشاورات مع القوى الست. والقوى الست هي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وكانت ايران اقترحت في فبراير في رسالة من جليلي أن تستأنف المفاوضات مع القوى العالمية بعد أكثر من عام من التوقف وقالت ان طهران سيكون لديها مبادرات جديدة تطرحها على المائدة. وقالت أشتون في بيان لها اليوم (أمس) قمت بالرد على رسالة جليلي التي بعث بها يوم 14 فبراير... عرضت استئناف المحادثات مع ايران فيما يتعلق بالقضية النووية». وتابعت أنه سيجري الاتفاق على توقيت ومكان اجراء المحادثات فيما حثت روسيا القوى الكبرى يوم أمس الثلاثاء على اجراء محادثات جديدة مع ايران بشأن برنامجها النووي في أقرب وقت ممكن قائلة ان طهران أثبتت أنها مستعدة للمشاركة في مفاوضات جادة. وتظهر التصريحات أن روسيا أكثر حماسا من الدول الغربية للموافقة على عرض ايراني باستئناف المفاوضات النووية المجمدة منذ أكثر من عام مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين. وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي «أريد أن ألقي الضوء على اهتمام روسيا بأن يتوصل الجانب الايراني ومجموعة الست الى اتفاق على موعد ومكان لاستئناف عملية المفاوضات في أقرب وقت ممكن». وعرضت ايران الشهر الماضي استئناف المحادثات لكنها استمرت في أنشطتها التي أثارت مخاوف من ان تكون تسعى لانتاج سلاح نووي ما اقلق القوى الغربية من بدء المحادثات من جديد. غير أن مسؤولا من وزارة الخارجية الروسية قال ان ايران أظهرت بالقول والفعل أنها مستعدة لمناقشة جادة وان توقف المحادثات يجب ألا يستمر لفترة أطول من ذلك. وفي سياق متصل توعد وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ايران يوم أمس الثلاثاء بعمل عسكري أمريكي لمنعها من امتلاك سلاح نووي اذا فشلت الدبلوماسية. وقال في تصريحات أعدت ليدلي بها أمام لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية (ايباك) وهي جماعة ضغط مؤيدة لاسرائيل العمل العسكري هو البديل الأخير اذا فشلت كل الوسائل الأخرى. لا يظنن أحد أن هذا مجرد تهديد أجوف.. سنتحرك بالتأكيد اذا اضطررنا لذلك. قالت وكالة الطلبة الايرانية للانباء ان ايران اعلنت انها ستسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة بزيارة موقع بارشين العسكري. وتعتقد الوكالة الدولية ان ايران أجرت في هذا الموقع ابحاثا على مواد شديدة التفجير ذات صلة بالاسلحة النووية. وجاء في تقرير للوكالة العام الماضي ان ايران بنت غرفة احتواء ضخمة في بارشين جنوب شرقي طهران للقيام بتجارب على المتفجرات فيما يعد «مؤشرا قويا» لجهود تطوير قنبلة ذرية. وطلبت الوكالة الدولية السماح لها بدخول موقع بارشين خلال محادثات رفيعة المستوى في طهران في شهر فبراير شباط لكن ايران رفضت. ونقلت الوكالة عن بيان رسمي للبعثة الدبلوماسية الايرانية في فيينا مقر الوكالة الدولية قوله نظرا لان بارشين هو موقع عسكري والدخول اليه عملية تستغرق وقتا لذلك لا يمكن السماح بزيارته مرارا... مرة اخرى نسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارته مرة اخرى. ولم يحدد البيان موعدا لهذه الزيارة. ولم يتسن على الفور الاتصال بدبلوماسيين ايرانيين او مسؤولي الوكالة الدولية للتعليق. وترجع الشكوك الغربية في الانشطة الجارية في بارشين الى عام 2004 على الاقل حين قال خبير نووي بارز ان صور الاقمار الصناعية تظهر انه ربما يكون موقعا للابحاث والتجارب التي تطبق لدى تصنيع أسلحة نووية. وفي واقع الامر زار مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقع بارشين عام 2005 لكنهم لم يروا المكان الذي تعتقد الوكالة التابعة للامم المتحدة ان غرفة اختبار التفجيرات بنيت فيه. وورد اسم موقع بارشين في تقرير مفصل للوكالة الدولية في نوفمبر تشرين الثاني أعطى ثقلا من جهة مستقلة الى المخاوف الغربية من ان ايران تعمل وتطور قنبلة ذرية وهي مزاعم ينفيها مسؤولون ايرانيون. ويوم أمس الأول الاثنين قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان انتاج ايران الشهري من اليورانيوم المخصب الى درجة اعلى زاد لثلاثة امثال ما كان عليه في أواخر العام الماضي وان المنظمة التابعة للامم المتحدة لديها بواعث قلق قوية من وجود أبعاد عسكرية لانشطة طهران الذرية.