ما من شك أن الجنوب شعباً وأرضاً أوقعته حرب 94م تحت حكم ( ... ) وهذه الحقيقة التي نعلمها ونعيش واقعها كان قد أكد عليها الأخ اللواء ركن/ علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع قائد المنطقة الشمالية الغربية ،وأعتقد أن الاعتراف عندما يأتينا من لسان رجل بهذا الحجم والمكانة يعد إقرار بما هو قائم منذ 7 /7 / 94م.. كما أنني أراه رفضا لواقع مفروض من ناحية،وهو رسالة بمضمون كبير ومغزى عميق ،وبحاجة لسبر غور معانيه بُغية التعامل معه بكل واقعية ومنطق من ناحية أخرى. قضية الجنوب انتابها الغموض وأُحيطت بالكتمان من قبلْ الإعلام العربي والعالمي على حدٍ سواء اللهم من بعض التناول الخبري القليل جدا والتي وإن نقلت لكنها لم تعط الصورة والحدث حقهما برغم قوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين و أظن أن ذلك مرجعه أسباب كثيرة داخلية منها وخارجية_ وعندما أقول داخلية ومن اجل أن أكون أكثر صراحة ووضوحاً في الملامسة فإلى جانب ما قامت فيه الأسرة الحاكمة في صنعاء _كجهة استعمارية للجنوب من تضليل وتعتيم وتزييف للحقائق . أرى أن الجانب الآخر نتحمله نحن هنا لأننا تعاملنا مع الرسائل الإعلامية للخارج بنوع من البطء وبدون مهنية ،بل أننا لم نبدأ من حيث انتهى غيرنا .. وأرى أن بعض المفسبكين (نسبة إلى الفيسبوك) أو بعض المعلقين على ما ينشر من الجانب أو الرأي الآخر ،يتعاملون بكثير من العاطفة والقصور فيلجأ البعض إلى الشتم والسب والتجريح، عوضا عن أن بعضهم يضع أصابعه في أُذنيه تعمدا أو رفضا حتى لرفاقهم من أبناء الجنوب، كل ذلك في نظري إضافةً إلى ما قد سلفْ لعب دوراً سلبياً في تعامل الآخرين مع قضية الشعب في الجنوب. واليوم وبعد مرور أكثر من عام على ثورات الربيع العربي،على الرغم أن نواة هذه الثورات كانت من الجنوب_من خلال فعاليات ونشاطات الحراك الجنوبي السلمي التي لم تتوقف منذ انطلاقها قبل أكثر من 6 أعوام رغم استخدام كل أنواع التضييق والملاحقة والمنع والقتل والاعتقال وأساليب التخويف والترهيب، بلغت الأمور ذروتها في إطفاء شعلة عدن وصوت الحق الجنوبي المتمثل بتوقيف صحيفة (الأيام)ومحاربتها فضلا عن اعتقال أحد أعمدتها الأخ/هشام باشراحيل وتلفيق التهم وتحريف الحقائق وبالتالي تقديمه للقضاء . إن مجمل ما تم لم يحبط العمل السلمي بل توسع وازدادت رقعته وأنتقل من الريف إلى المدينة في عموم محافظات الجنوب ،والحقيقة من وجهة نظري الشخصية أن الثورة الشبابية الشعبية في محافظات الشمال قد ساعدت إلى حد ما في إبراز القضية الجنوبية إعلاميا وسياسيا داخليا وخارجيا،إلا أن الاختلافات الموجودة والتي تمنيت أن تكون تكتيكية في (العمل السياسي) في خطابات قيادات الخارج قد عكس نفسه حتى على الشارع الجنوبي (المنقسم) ،إن اللحظة تقتضي تضافر الجهود وتعبئة كل الطاقات لمستقبل ننشده ونتطلع إليه وعلى هذا الأساس علينا أن نفكر مليا ونسأل أنفسنا ماذا نريد؟ وفي تقديري أرى أن الإجابة عن سؤال محوري كهذا يجب ألا تكون مقتضبة أو متشنجة أو تخفي في باطنها التخوين لمن يطرح هذا السؤال ، فتهيئة الأجواء لحوار جنوبي جنوبي والقبول بالآخر من أساسيات المرحلة وضمانات المستقبل ... يتبع ملحوظة: الموضوع كتب بعد الندوة التي عقدت في فندق ميركيور 1415 فبراير تحت عنوان(الحوار الجنوبي الجنوبي التطلعات والمخاوف).