دعوة لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي تساءل الكاتب الأميركي دويل مكمناص عما وصفه بالعد التنازلي لحصول إيران على الأسلحة النووية، وأشار إلى أن بعض الخبراء سبق أن توقعوا تصنيع إيران للقنبلة النووية في غضون 18 شهرا، داعيا المجتمع الدولي إلى تضافر الجهود لمنعها. وقال إن الخبراء ما فتئوا يقولون إن الخبراء بحاجة إلى 18 شهرا للحصول على السلاح النووي، مضيفا أن التقديرات تبقى تقديرات، وذلك في ظل ما وصفه بعدم توفر معلومات دقيقة عن الشأن النووي الإيراني. وأشار إلى أن إيران ترفض السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة بعض المواقع العسكرية في البلاد، وأن بعض الخبراء يعتقدون أنه لا يبدو أن قادة إيران قرروا بالفعل تصنيع أسلحة نووية، وأنهم يفضلون أن ينظر إلى بلادهم على أنها قوة نووية محتملة وليست قوة نووية بالفعل. ونسب الكاتب إلى مسؤول أميركي قوله إن ثمة عاملا آخر يحول دون حصول إيران على السلاح النووي في المدة التي يقدرها الخبراء، موضحا أن تلك التقديرات الزمنية مبنية على أساس سير العلميات النووية الإيرانية بالشكل الجيد المفترض، ولكن البرنامج النووي الإيراني تعرض إلى عمليات تخريبية متعددة، وإنه سيبقى يتعرض لمثلها مستقبلا. وقال موشيه يعلون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبوع الماضي إن كل الأشياء تحدث في إيران، فأحيانا تشهد البلاد بعض التفجيرات، وفي أحيان أخرى تهاجم فيروسات الحاسبات المتعلقة بالمنشآت النووي الإيرانية، وذلك في تصريح له لإذاعة تابعة للجيش الإسرائيلي. وأشار الكاتب إلى التهديدات الإسرائيلية بقصف المنشآت النووية الإيرانية وإلى التحذيرات الأميركية لإيران المتمثلة في تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما في أكثر من مناسبة بأن الخيار العسكري لا يزال مطروحا على الطاولة. وبينما أشار مكمناص إلى المفاوضات المزمع إجراؤها منتصف الشهر الجاري لبحث أزمة النووي الإيراني المتفاقمة، أضاف أنه لا بد من بذل وتجميع الجهود الدولية في إطار منع إيران من امتلاك سلاح نووي. صبغة دينية تغلب على انتخابات أميركا أشارت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إلى ما وصفته ببروز العامل الديني بشكل غير مسبوق في الحملات الدعائية لانتخابات الرئاسة في الولاياتالمتحدة لعام 2012، وقالت إن ثمة تجاذبات بين التيارات المختلفة بشأن ما قد يرمز إلى الدين في الانتخابات. وطلبت إدار ة الرئيس الأميركي باراك أوباما من المحكمة العليا الأميركية السماح ببقاء صليب في الأراضي الاتحادية على جبل سوليداد في لا جولا بولاية كاليفورنيا يرمز لتخليد ذكرى المحاربين القدامى. وبينما يقول مؤيدو هذا التذكار إنه رمز عالمي للجنود الذين سقطوا في الميدان، يرى معارضون أنه يشكل رمزا دينيا. كما تحدثت الصحيفة عن مرشحي الرئاسة الأميركيين الذين انسحب معظمهم لصالح مرشحين آخرين أطلقوا عبارات دينية واضحة لسبب أو لآخر، فبينما طلب المرشح الجمهوري ريك بيري من الله مباركة الرئيس الأميركي باراك أوباما، أعربت المرشحة ميتشيل باتشمان المدعومة من حركة الشاي عن دهشتها بشأن ما إذا كانت الزلازل الأرضية تمثل دعوة من الله لإيقاظ الناس. كما أبرق المرشح الجمهوري جون هنتسمان برسالة عبر تويتر تقول إن التطور يعتبر جزءا من إرادة الله، واستحضر المرشح الجمهوري رون بول تحذيرات العهد القديم إزاء مداهنة الملوك، وركز نيوت غينغريتش بشدة على التوبة والمغفرة. وبينما قال المرشح الجمهوري الذي يتقدم الصفوف ميت رومني إن الأمر يتطلب تدخل مشيئة الله حتى يفوز من وصفه بالمشاكس ريك سانتوروم بترشيح الحزب، اتهم سانتوروم من جانبه رومني بأنه يعتقد أن الله أمر بفوزه. وأضافت الصحيفة أن الديمقراطيين كالجمهوريين أضفوا صبغة دينية على حملاتهم الانتخابية، مشيرة إلى أن أوباما اقتبس آية من إنجيل لوقا تتعلق بضرورة الإنفاق من رزق الله الذي أعطاه. ويشير خبراء إلى أن الانتخابات الرئاسية الأميركية شهدت ظاهرة لم تحدث من قبل، وتتمثل في بروز الصبغة الدينية فيها. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة أوكلاهوما بمدينة نورمان الأميركية ألين هيرتزك إن التيارات الدينية باتت أكثر انتشارا وتأثيرا من أي وقت مضى في تشكيل النقاش العام بين الناس. مالي هل هي هزة ارتدادية لليبيا؟ دعت فايننشال تايمز إلى ما وصفته باحتواء الهزات الارتدادية للجهود الغربية التي ساعدت في الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، واعتبرت أن ما حدث في مالي من انقلاب ضد الحكومة ما هو إلا إحدى تلك الهزات. وقالت الصحيفة إن مالي كانت تعتبر قبل انقلاب الشهر الماضي دولة أفريقية ذات حكم ديمقراطي راسخ، واقتصاد يزداد اتساعا، وحصن منيع أمام هجرة ما وصفته بالتطرف الإسلامي عبر الصحراء من شمال أفريقيا. ولكن الأحداث الأخيرة -وفقا ل (فايننشال تايمز) قلبت تلك الفكرة رأسا على عقب، فقد تسبب عودة المقاتلين الطوارق من ليبيا بأسلحتهم عقب انهيار الترسانة الليبية في إحداث شق بمالي، لا سيما وأن الجيش الذي يحظى بدعم وتدريب الغرب لم يتمكن من وقف الهجوم. وتشير الصحيفة إلى أن عددا من صغار الضباط اليائسين تمردوا على الحكومة فأطاحوا بها احتجاجا على الظروف المعيشية والفساد الذي يستشري في أوساط قادتهم. وترى أن مستقبل مالي أضحى على المحك، محذرة من أنه إذا لم يتم وأد الأزمة بمهدها، فستتعرض الثقة بهذه البلاد والاستقرار وقطاع الأعمال في غرب أفريقيا للخطر، مؤكدة ضرورة استبعاد العسكر عن أي دور في مراقبة الانتخابات المقبلة أو المفاوضات مع المتمردين. ولكن هذه الأزمة -والكلام للصحيفة- ليست مسؤولية الدول الإقليمية وحسب، بل مسؤولية العالم الذي كان كريما مع ليبيا في إقامة الديمقراطية. وقالت إن الحفاظ على ديمقراطية مالي التي تمتد لعشرين عاما، وعلى السلام في النيجر وتشاد اللتين تعرضتا للخطر من جراء الدعم الغربي للإطاحة بالقذافي، لا يقل أهمية عن ديمقراطية ليبيا. جدل حول ترشيح الإخوان رئيسا لمصر أثار قرار جماعة الإخوان المسلمين تقديم مرشح لرئاسة مصر عاصفة انتقاد من المنافسين السياسيين، وعمق المخاوف بين الليبراليين من هيمنة إسلامية على السلطة. فقد أعلنت الجماعة يوم السبت الماضي أنها سترشح المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد الجماعة لخوض انتخابات الرئاسة في مايو/ أيار القادم. وأشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى أن الجماعة كانت قد أعلنت السنة الماضية أنها لا تسعى لهذا المنصب، في محاولة واضحة منها لتطمين الجيش والدول الغربية بأنه لن يكون هناك استئثار بالسلطة من جانب الإسلاميين. وقال زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي محمد أبو الغار إن هذا النهج ينسجم مع ما يريدونه وهو التحكم في كل شيء، وليس هذا بجديد، فهم دائما ينكثون بعهدهم. وقالت الصحيفة إن الإخوان -الذين كانوا في صراع متفاقم على السلطة مع المجلس العسكري خلال الأسابيع الأخيرة- عزوا تغيير موقفهم لمخاوف على التحول الديمقراطي في البلاد. وأشارت الجماعة إلى رفض العسكر السماح لها بتشكيل حكومة بعد فوزها بالانتخابات البرلمانية، وقالت إن المجلس العسكري كان قد هدد في اجتماعات مغلقة بحل البرلمان المنتخب. وقال المحلل السياسي خليل العناني إن هذا الأمر تصعيد كبير في الصراع مع الجيش. ومن الواضح أن كل المفاوضات باءت بالفشل ووصل الجانبان إلى طريق مسدود. ومن الجدير بالذكر أن قرار جماعة الإخوان تقديم خيرت الشاطر يصل بعدد المرشحين الإسلاميين الأقوياء إلى ثلاثة يخوضون سباق الانتخابات الرئاسية. وبدعم الجماعة لمرشحها من المرجح أن يكون منافسا قويا. ويشار إلى أن الشاطر -رجل الأعمال الثري الذي يعتبر العقل المنظم للحركة- كان يمثل الجماعة في مباحثات صعبة مع العسكر ورجال أعمال غربيين ودبلوماسيين. وقد جعله نفوذه المالي ومهاراته التنظيمية هدفا متكررا للسجن من قبل النظام المخلوع. وقد قضى الشاطر 12 سنة في السجن، وخرج منه مؤخرا بعد الإطاحة بحسني مبارك العام الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن إطلاق سراح الشاطر المبكر بدا كأول ثمرة للتفاهم بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري الحاكم لتمهيد الطريق لنظام سياسي جديد. ولكن رغم كل قدراته، كان الشائع أن الشاطر يرفض الترشح للرئاسة مفضلا عوضا عن ذلك العمل من خلف الكواليس للدفع بعجلة الجماعة -التي التحق بها أثناء دراسته الجامعية- إلى الأمام. وقال العناني إن «الشاطر اعتاد أن يكون صانع الملوك لا أن يكون ملكا هو نفسه، فهو له مهارات إستراتيجية، لكني أعتقد أنه كشخصية عامة لن يستطع أن يأسر قلوب وعقول المصريين». وقالت الصحيفة إن الرأي منقسم حول ما إذا كان دخول الشاطر سيفتت الصوت الإسلامي، أو ما إذا كان الإخوان المسلمون سيتمكنون من حشد نفس مستوى التأييد له كما أمنته لمرشحيها في الانتخابات البرلمانية. والكثير سيتوقف على ما إذا كانت الجماعات السلفية -التي يدعم بعضها مرشحا رئاسيا آخر هو حازم صلاح أبو إسماعيل- ستؤيده. ومع ذلك يقول البعض إن ترشيح الشاطر يفتح على الإخوان مخاطر أخرى بالإضافة إلى خسارة الانتخابات. وقال العضو السابق في الجماعة محمد القصاص إن «هذا ليس في مصلحة البلاد لأنه يعني أن جماعة واحدة تسيطر على السلطتين التشريعية والتنفيذية. وليس في مصلحة جماعة الإخوان أيضا لأنه يحملها كل مسؤولية معالجة مشاكل مصر وحدها. فليس هناك فصيل سياسي يستطيع أن يتحمل ذلك وحده».