دعا قادة سياسيون تونسيون بينهم رئيس الدولة المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي في مؤتمر للحوار الوطني، قاطعه حزبان رئيسيان، إلى أوسع توافق ممكن للتعجيل بصياغة الدستور وتحديد موعد الانتخابات القادمة. ودعا إلى المؤتمر -الذي عقد في قصر المؤتمرات بالعاصمة تونس وحضره ممثلون عن نحو خمسين حزبا و22 منظمة- الاتحاد العام التونسي للشغل, وهو أكبر منظمة نقابية في البلاد. وأعلنت أمس الأول حركة النهضة التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم مقاطعتها الحوار احتجاجا على مشاركة حزب «نداء تونس» المتهم بإعادة إحياء حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل. كما قاطع المؤتمر للسبب ذاته حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المشارك بالائتلاف، وحركة وفاء المنشقة عنه. وقبل يومين، اتفقت أحزاب الترويكا الحاكمة (النهضة والمؤتمر والتكتل) على الدعوة إلى انتخابات تشريعية ورئاسية في 23 يونيو كما اتفقت على مرشح لرئاسة الهيئة المستقلة للانتخابات، واعتماد نظام سياسي مزدوج ينتخب في إطاره رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب مع ضمان التوازن بين رأسي السلطة التنفيذية وبين السلطات الثلاث. ورحبت أحزاب معارضة بالاتفاق لكن بعضها اتهم الأحزاب الثلاثة باستباق مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل، وأبدى تحفظه على التاريخ المقترح للانتخابات، مطالبا بتوافق أشمل. وقد حضر الرئيس المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة حمادي الجبالي بصفتيهما الرسميتين مع أن حزبيهما (النهضة والمؤتمر) قاطعا المؤتمر لرفضهما مشاركة حزب نداء تونس الذي يقوده رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي. وقال المرزوقي في افتتاح المؤتمر إن ملامح الوفاق السياسي بدأت تلوح في الأفق بعد الاتفاق الذي توصلت إليه أحزاب الترويكا بشأن طبيعة النظام السياسي والهيئات الدستورية (هيئة الانتخابات وهيئة الإعلام السمعي البصري..) بالإضافة إلى اقتراح موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية في يونيو القادم. وعبر المرزوقي عن أمله في أن تفضي مبادرة اتحاد الشغل إلى موقف موحد، وأن تضع كل الأطراف مقترحاتها بشأن استحقاقات المرحلة القادمة. وقال رئيس الحكومة حمادي الجبالي من جهته إنه يتعين البحث عن التوافق وتحديد تواريخ المحطات الانتخابية القادمة. وأضاف «نأمل أن ندخل المنعرج الأخير للانتقال الديمقراطي بأكبر قدر ممكن من الحوار والتوافق حول طبيعة النظام السياسي والهيئات الدستورية». من جهته، دعا رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر إلى تقديم تنازلات متبادلة بما يساعد على بلوغ التوافق المنشود على استحقاقات المرحلة القادمة. وشدد المرزوقي والجبالي وبن جعفر في الأثناء على أن التوافق يجب أن يمر نهاية المطاف عبر المجلس التأسيسي, السلطة الشرعية الأصلية بالبلاد. وفي مستهل المؤتمر، قال أمين عام اتحاد الشغل حسين العباسي إن مبادرة الاتحاد لا تعوض بأي شكل من الأشكال السلطة الشرعية القائمة، ودعا إلى ترسيخ ثقافة الحوار لإرساء الاستقرار.