مسقط/ نجيب مقبل - تصوير/سيف بن مرهون الغابري من المتوقع أن تعلن ظهر اليوم الأحد نتائج انتخابات المجالس البلدية في سلطنة عُمان بعد إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة السابعة من مساءً أمس بتوقيت مسقط، السادسة مساءً بتوقيت عدن وسط حضور مكثف للناخبين من الرجال والنساء على حد سواء. وقد جرت انتخابات المجالس البلدية للفترة الأولى في السلطنة أمس لاختيار192 مقعداً في 61 ولاية من بين 1475 مرشحاً بينهم 46 مرشحة في 104 مركزاً انتخابياً في عموم محافظات السلطنة، حيث بلغ عدد المسجلين في السجل الانتخابي حوالي 546 ألف ناخب. امرأة تدلي بصوتها في ولاية الرستاق امس واستخدمت سلطنة عمان في هذه الانتخابات نظام التحكم الالكتروني الموحد للناخبين و البصمة الالكترونية للدخول إلى ملف الناخب في السجل الانتخابي، إضافة إلى استخدام استمارة التصويت الممغنطة ذات الرقم المشفر(الكود) الذي يسمح بسهولة ومرونة عملية الاقتراع، كما أنه يحمي من التلاعب أو الغش أو التكرار في الاقتراع، إلى جانب حماية الاستمارات الانتخابية من التزوير أو التلاعب، الأمر الذي ساعد على سلاسة الاقتراع وسيساعد على عملية الفرز بصورة آلية وشفافة خالية من أي أشكال للتلاعب أو التزوير، كما أشارت بذلك السيدة / شمسة بنت خلف بن محمد العبرية مشرفة الاقتراع بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة على بعد 200 كم من العاصمة مسقط. ويقول السيد / سالم الفارسي مساعد رئيس لجنة الاتصال أن لجنة الإشراف على الانتخابات في مركز مدرسة أسماء بنت يزيد للبنات بولاية الرستاق تتكون من سبعة رجال وخمس نساء يعملون على الإشراف لعملية الاقتراع. شيخ يقترع في الرستاق ومما يثير الملاحظة الحضور الكثيف للنساء في المراكز الانتخابية وامتلاؤها بالناخبات من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية والتعليمية،وعند سؤالنا الناخبة/ جوخة العامرية عن مستوى الحضور النسائي أكدت أنه أكثر من جيد ويمثل علامة مشرقة على مشاركة المرأة العمانية في هذه الانتخابات التي تجري لأول مرة في البلاد. وعند سؤالها عن الشخص الذي اقترعت له أجابت: أنها اقترعت لصاحب الكفاءة والذي ترى فيه أنه سيكون ممثلاً مؤهلاً للقيام بدور عضو المجلس البلدي المنتخب بغض النظر عن كونه رجلا أو امرأة. ويثير سؤالنا هذا عدم اقتراعها لصالح المرأة الوحيدة من بين 64 مرشحاً في هذه الولاية ، حيث بررت أن الأمر بالنسبة لها لا يتعلق بجنس المرشح الذي ستختاره في الاقتراع بقدر ما يكون مؤهلاً لعضوية المجلس. يذكر أن النساء المرشحات يواجهن صعوبة في الوصول إلى المجالس المنتخبة كما جرى في انتخابات مجلس الشورى حيث لم تصعد إلى قبة المجلس سوى امرأة واحدة، رغم توجهات الدولة في عملية إنجاح مشاركة المرأة في العمل العام. ويعزو بعض المحللين ذلك إلى بعض العوائق الاجتماعية والأعراف التي لا تساعد على وصول أكبر عدد ممكن من المرشحات إلى المجالس المنتخبة بما فيها عدم حماسة المرأة المنتخِبة لمؤازرة أختها المرشحة تحت مبرر الاقتراع للشخص الكفء رجلاً كان أو امرأة بينما الامر يتجاوز هذا التبرير الى الثقة المطلقة بدور الرجل في مثل هذه المهام كما اكدت ذلك الفاضلة نبيلة البلوشي المشرفة في مركز مركز مدرسة أسماء بنت يزيد للبنات بولاية الرستاق. وترى الناشطة الاجتماعية (م. ن. ه) أن من المرجح على سبيل المثال أن تصل امرأة في ولاية بوشر القريبة من العاصمة مسقط حيث يترشح هناك ثمان نساء فيهن عدد من الكادرات الأكاديمية والقياديات في النشاط المجتمعي، مؤكدة أن العوائق التي تحول دون وصول المرأة ترجع إلى أعراف متوارثة وليس إلى فتاوى دينية باعتبار ان المجتمع العماني وسطي واعتدالي بطبيعته ويرفض مثل هذه الفتاوى المخالفة لروح الدين الاسلامي الحنيف بخصوص مشاركة المرأة في الشأن العام. إلى ذلك قال سعادة الشيخ/ علي بن أحمد الشامسي والي الرستاق أن المجالس البلدية كانت موجودة من قبل ولكن أعضاءها كانوا معينين وليس منتخبين، وما يميز هذه المجالس الحالية هي العملية الانتخابية لأعضائها مما يساهم في مزيد من مشاركة المواطن وإيصال صوته عبر ممثله المنتخب، مشيراً إلى أن المجالس البلدية في المحافظات ستقوم بتشكيل لجان فرعية لها في كل ولاية يرأسها الوالي ويدخل في عضويتها عدد من المدراء الحكوميين في مختلف المجالات بحسب قانون الانتخابات البلدية، الأمر الذي سيساعد على تقديم أفضل التصورات والمقترحات والخطط والمشاريع الخدمية بصورة تكافلية بين المجالس المنتخبة والمدراء الحكوميين وهو ما نص عليه قانون انتخابات المجالس البلدية. ويرجع أن تنجح هذه الدورة الأولى لانتخابات المجالس البلدية في تغيير شكل ومضمون المشاركة المجتمعية المعبرة عن صوت المواطن في السلطنة بما يخدم تطلعاته في انجاز الخطط والمشاريع الخدمية والتواصل المجتمعي من أدنى إلى أعلى أي من المواطن إلى الجهات التشريعية والتنفيذية المختصة.