شكل مشهد ليونيل ميسي أثناء تغييره أمام ليفانتي أمس الأول الأحد مؤشرا مبكرا على ان جيراردو تاتا مارتينو المدرب الجديد لبرشلونة حامل لقب دوري الدرجة الأولى الاسباني لكرة القدم لا يشعر بأي قدر من الإنزعاج من اتخاذ قرارات جريئة. ووصل المدرب الأرجنتيني البالغ من العمر 50 عاما إلى برشلونة وهو من المعجبين بطريقة الاستحواذ على الكرة وقال إن كل ما يريد تعديله هو استعادة الضغط المكثف على المنافسين في الثلث الهجومي. كما بدت بعض التغييرات الصغيرة على نظام أداء الفريق واضحة في مباراة أمس الأول التي فاز فيها 7 - صفر على أرضه أمام ليفانتي وخاصة في طريقة التعامل مع ميسي أفضل لاعب في العالم وسيسك فابريجاس والوافد الجديد نيمار. وتم استبدال ميسي بدون أن يصاب عقب 70 دقيقة إلا أن النتيجة كانت تشير إلى تقدم برشلونة 6 - صفر وهو شيء لم يكن يحدث خلال فترتي المدربين السابقين بيب جوارديولا وتيتو فيلانوفا. وكانت آخر مرة يتم فيها استبدال ميسي بدون أن يكون مصابا في عام 2010. وقال مارتينيو «تحدثت إلى ميسي بشأن هذا الأمر. الموسم طويل للغاية ويوجد به الكثير من المباريات وهو لاعب ذكي ويستوعب أن من الضروري القيام بذلك». وأضاف «في أي مباراة متوازنة إلى حد ما لا يمكن لأي احد أن يستبدله...إلا انه من المهم رعايته والحفاظ على لياقته». إلا أن الفوز الساحق على ليفانتي الضعيف وفر بعض المؤشرات على الكيفية التي يبدو عليها برشلونة تحت قيادة مارتينيو. وستكون مواجهة اتليتيكو مدريد في ذهاب كأس السوبر الاسبانية غدا الأربعاء أكثر إفصاحا عما سيجري. وبينما ادخل ليفانتي المتواضع تعديلات على تشكيلته وفقا لميزانية متواضعة يمتلك اتليتيكو تشكيلة مستقرة أنهت الموسم الماضي في المركز الثالث بالدوري الاسباني وفازت على ريال مدريد 2 - 1 في نهائي كأس ملك اسبانيا بإستاد برنابيو في مايو أيار الماضي. وفاز الفريق الذي يدربه دييجو سيميوني على اشبيلية 3 - 1 في المباراة الأولى هذا الموسم أمس الأول الأحد. ومن المؤكد أن يلعب ميسي من البداية يوم غد لكن بقية الخيارات أمام المدرب ربما تبقى أقل وضوحا. ولم يستطع جوارديولا ولا فيلانوفا التوصل لحل لمسألة دمج مواهب مثل فابريجاس الذي قدم أداء رائعا أمام ليفانتي في الفريق كعنصر أساسي. وبدأ مارتينيو بفابريجاس في خط الوسط ودفع به نحو مركز ميسي عندما استبدل اللاعب الأرجنتيني ودفع باندريس انيستا كبديل وهو نوع من التناوب المميز الذي يمكن أن يثبت فاعليته على مدار الموسم. وفي محاولة لتخفيف الضغط عن نيمار المنضم للفريق مقابل 57 مليون يورو (76 مليون دولار) دفع المدرب الأرجنتيني باللاعب البرازيلي البالغ من العمر 21 عاما في آخر نصف ساعة بينما يتحسس اللاعب الشاب خطواته في اسبانيا. وقال مارتينيو: «لا يوجد أي نوع من العجلة. انه بحاجة لمزيد من الوقت». وأدى فوز اتليتيكو على اشبيلية حيث يجري التنافس بين الفريقين على المقاعد المؤهلة لدوري أبطال أوروبا إلى توجيه اسئلة لسيميوني بشأن قدرة فريقه على المنافسة على المركزين الأول أو الثاني في الدوري المحلي. وقال سيميوني : «بالطبع لا. ريال مدريد وبرشلونة يلعبان في دوري مختلف. إنها بطولة مملة. يجب أن ننتظر حتى نصل لدوري متعادل على صعيد العائدات التلفزيونية نظرا لأنه وفي الوقت الراهن فان المنافسة تنحصر بين فريقين فقط». ويحصد ريال وبرشلونة نحو نصف عائدات البث التلفزيوني الإجمالية في الدوري الاسباني عن طريق صفقات يجري التفاوض بشأنها بشكل منفرد وهو موضوع يحظى باهتمام كبير في اسبانيا حيث تضغط الفريق 18 الأخرى للوصول إلى اتفاق جماعي يكون أكثر إنصافا. ولهذا السبب يبدو كأس السوبر فرصة سانحة بالنسبة لاتليتيكو لنيل لقب أكثر من كونها فرصة لبرشلونة. ويدرك اتليتيكو أن المنافسة على لقب الدوري أو بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا يمثل أحلاما بعيدة المنال لكن كأس الملك وكأس السوبر التي تأتي في بداية الموسم تبدو بطولات أكثر سهولة في مواجهة الأندية الكبيرة التي تهتم أكثر بالبطولات الكبرى. وبعد فوز الفريق بكأس الأندية الأوروبية عامي 2010 و2012 اقتنص اتليتيكو كأس السوبر الأوروبية على حساب منافسيه الفائزين بدوري أبطال أوروبا وهما انترناسيونالي و تشيلسي على الترتيب. وفاز اتليتيكو على انترناسيونالي 2 - صفر وعلى تشيلسي 4 - 1 لكن الفارق الوحيد بالنسبة لكأس السوبر الاسبانية هو إقامتها بنظام الذهاب والإياب كما أن برشلونة يبدو أكثر إدراكا لطبيعة اتليتيكو.
