لم يعد يشكل صدمة لدى البعض سماعه لخبر مفاده أن مراهقاً انتحر بعد تعرضه لمعاملة قاسية من اقرأنه عبر الانترنت. لكن وفاة الطفلة ريبيكا ان سيدويك، عن عمر يناهز اثني عشر عاماً في فلوريدا واعتقال اثنين من زملائها في إحدى المدارس الابتدائية يوضح إن الضحايا عبر الانترنت أصبحوا أصغر عمراً، كما ان التخويف والترويع يأخذ جرأة أكبر عبر العالم الافتراضي. ووجهت لاثنين من الفتية (12 و14 سنة) تهم التهكم والتهديد عبر الانترنت وتم مصادرة أجهزة هاتف وكمبيوتر عثر على بعضها رسائل وجهت إلى ريبيكا من مثل «يجب ان تموت». ولربما تكون هذه المرة الأولى التي يوجه فيها لأطفال تهماً متصلة بقضية انتحار ولكنها تعتبر نافذة على قضايا أكبر لا يبدو ان حلها سهلاً قريباً، بحسب ما أوردت صحيفة (لوس انجلوس تايمز) الأميركية. وتعتبر الأدوات وفحوى «البلطجة» والترويع للجيل الحالي من الأطفال أكثر خطورة منه في أي وقت مضى، فرغم ان برامج بث التعاطف والاحترام تنتشر على الانترنت إلا إنها غير مقنعة لبعض الأطفال. وذات الحشود المنظمة في المدارس المتوسطة قد تتحول إلى غوغاء عبر الانترنت الذي يتيح التنكر بأسماء مستعارة لبث الترويع بدلاً من المواجهة المباشرة فيما يصعب على الضحايا حماية أنفسهم من تلقي رسائل التهديد عبر الموبايل أيضاً. ومقابل كل ذلك، يجهل الأهالي حجم الثقافة الجديدة والإغراءات والتهديدات التي يتلقاها الأطفال عبر الانترنت. ودوّن طفل بعمر ال(14) عاماً على صفحة الضحية ريبيكا على (الفيسبوك) «نعم أنا اعلم أني تعمدت تخويف ريبيكا وهي قتلت نفسها، لكن هذا لا يهمني» والرسالة مدونة من «القلب الوردي الصغير». وقال والد ريبيكا «تعرضت صفحة ابنتي للاختراق على الفيسبوك» أما الأم فقالت «كنت أعلم بتعرضها لمعاملة قاسية سحبتها من المدرسة للتعليم في المنزل وراقبت صفحتها على الفيسبوك وهاتفها النقال، وعندما هدأت الأمور عادت ريبيكا إلى الانترنت من جديد». ووفقاً للصحيفة الأميركية فإن الأطفال يكبرون وهم يتابعون مكافآت للسلوك غير المهذب وللشتائم والتهكم والتصريحات العنصرية، ويتبع ذلك جلسات ماراثونية من الدردشة ذات الألفاظ النابية والعاب الفيديو حيث الضرب والعنف واغتصاب النساء عمل مسل. ومقابل ذلك كله يعود البعض ليتساءل، لماذا يعتقد أطفال صغار ان لهم الحق في ممارسة الجنس مع فتاة عمرها 14 عاماً في حالة سكر شديد؟. ولم تعد مرحلة الدراسة المتوسطة ممراً سهلاً، إذ دخلت وسائل التواصل الاجتماعي على الخط وبدلاً من بناء العلاقات المباشرة يتعلم الأطفال العزلة عبر غرف الدردشة. وتظهر حادثة ريبيكا إن الاتصال عبر الانترنت يمكن أن يكون حبل مشنقة أو شريان حياة على السواء.