أقبع في إحدى الزوايا أناظر ملامح ثلاثة عشر حرفاً.. تتهجى بثلاث كلمات تنبض من روح ثورة ونضال شعب وتاريخ مدينة.. في سطور مليئة بالكثير من العطاءات تجدها، وفي صفحات خطت الكثير من الأحداث التاريخية تعرفها، وفي نضالات دامت قرابة أعوام تستشعرها، وفي مدينة عريقة خاضت أهم الثورات التي مرت في حياتها وتخطتها تستبشر بها خيراً.. ما هي إلا (صحيفة 14 أكتوبر) الذي وافق صدور العدد الأول منها في (19 يناير) من عام 1968م. وإذا قمنا باسترجاع سريع لأهم الأحداث التي حدثت في هذا التاريخ فسوف نجد أنه في مثل هذا اليوم 1839/1/19م قام الأسطول البريطاني بقيادة هنس باحتلال مدينة عدن لتبدأ بريطانيا استعمارها لمدينة عدن.. وتعتبر هذه الذكرى في تاريخ شعبنا اليمني نقطة تحول وضعته أمام مسؤوليات جديدة عبرت عن نفسها بالمقاومة التي خاضها شعبنا ضد الاستعمار خلال الستينيات من القرن العشرين وحتى يوم خروجه من أرضنا في ال(30) من نوفمبر 1967م.. وفي مثل هذا اليوم أيضاً في 1968/1/19م أي بعد قرابة (129عاماً) من الاحتلال البريطاني لعدن تم صدور أول عدد لصحيفة (14 أكتوبر) لتبدأ ميلاداً جديداً في مشوار العمل الصحفي وفي هذا التاريخ ترسخ في أذهاننا معنى أن تكون الكلمة حاضرة في شتى الميادين كما هو الحال أن يكون السلاح حاضراً في الميادين القتالية.. وكان صدور العدد مع انتصار ثورة (14 أكتوبر) المجيدة وبداية دخولها في مرحلة البناء الاجتماعي وبصدوره تكون الصحيفة قد تحملت مسؤولية العمل الثوري في اتجاهين متلازمين وهما: (14 أكتوبر) الثورة و(14أكتوبر) الكلمة. وإذا كانت (14 أكتوبر) الثورة قد استطاعت أن تعبر عن طموحات وأهداف الشعب منذ 63 م بفضل عنفها المدمر، ناسفة بذلك قوانين المستعمر الجائرة. وإذا كانت (14 أكتوبر) الكلمة قد عجزت في التعبير عن هذه الطموحات والأهداف في الفترة السابقة لانتصار ثورتنا الخالدة كونها كانت تقع تحت طائلة القوانين الاستعمارية الجارية وكونها تفتقر إلى سلاح يدعمها في نضالها من أجل الجماهير. فإن نزول هذه الصحيفة يعني بداية انطلاق الكلمة لتقول ما تحس به ولتعبر عن أحاسيس الجماهير ونهاية القيود التي فرضها المستعمر عليها. وبإصدار عدد اليوم تدخل صحيفة (14 أكتوبر) عامها السادس والأربعين لتبدأ عاماً جديداً ومرحلة جديدة في مشوار حياتها المهني كصحيفة حكومية سياسية وعامة تحت قيادة جديدة مكونة من رئيس مجلس الإدارة رئيس التحرير الأستاذ محمد علي سعد والأستاذ عبدالرقيب الهدياني نائب رئيس مجلس الإدارة نائب رئيس التحرير والأستاذ شفيع العبد نائب رئيس مجلس الإدارة للشؤون المالية والإدارية والموارد البشرية متمنين لهم النجاح ومواصلة المسار الناجح للصحيفة. ويعرف الكثيرون أنه وعلى مدى أعوام طويلة كان هدف الصحيفة هو مواكبة كافة الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتي عملت جاهدة رغم الصعوبات التي واجهتها خاصة بعد فترة الاستقلال مباشرة - لتشكل منبراً رائداً في العمل الإعلامي، وخلال هذه الفترة الزمنية استطاعت الصحيفة تحقيق العديد من الإنجازات كالملاحق الخاصة التي كانت تصدر في المناسبات المختلفة، وتطوير العمل الصحفي شكلاً ومضموناً وهو ما أكسبها احترام واهتمام قرائها والمتابعين لها في الآونة الأخيرة.. وتمنيات الجميع كانت بعام سعيد ومميز للصحيفة آملين أن تعمل على كسر الرتابة والروتين اللذين يحاصران الصحف الرسمية وأن تقوم بفتح مساحة أكبر للقضايا الاجتماعية والإنسانية. وبهذا المنطلق تسعى صحيفة (14 أكتوبر) خلال العام الجديد إلى تخصيص أبواب وصفحات تواكب تحقيق الهدف من خلال سعيها للوصول للقارئ بالتركيز أكثر على القضايا الاجتماعية والحياتية التي تهمه ونحن كأقلام صحفية هدفنا أن نتلمس أحاسيس وتطلعات الجمهور ونعمل على إنماء الوعي الفكري والثقافي وإعطاء الصورة الحقيقية كما هي.. وعليه نتطلع اليوم إلى الأفضل وكسب المزيد من المؤيدين والآراء الإيجابية التي كانت فيما مضى سلبية وانعكست تماماً في فترة ليست بالبعيدة.. ولا تزال الصحيفة في طور التغيير والتطور نحو الأفضل في مشوارها المهني الطويل.. وكل عام وكل العاملين في الصحيفة من كبيرها إلى صغيرها بخير وسلام.