ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    مغالطات غريبة في تصريحات اللواء الركن فرج البحسني بشأن تحرير ساحل حضرموت! (شاهد المفاجأة)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "صفقة سرية" تُهدّد مستقبل اليمن: هل تُشعل حربًا جديدة في المنطقة؟..صحيفة مصرية تكشف مايجري    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    البحسني يشهد تدريبات لقوات النخبة الحضرمية والأمن    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    "جودو الإمارات" يحقق 4 ميداليات في بطولة آسيا    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    المجلس الانتقالي بشبوة يرفض قرار الخونجي حيدان بتعيين مسئول أمني    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    اشهر الجامعات الأوربية تستعين بخبرات بروفسيور يمني متخصص في مجال الأمن المعلوماتي    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(الحصار والحب من أجل الانتصار) لصالح قائد الكهالي
مذكرات مقاتل من حصار صنعاء 67و1968م
نشر في 14 أكتوبر يوم 11 - 02 - 2014

وذهب الجميع لبيع ما حملوه في صنعاء تلك كانت ثمرة حملة الفريق حسن العمري ((المظفرة ))على جبل عيبان.وبعد مشاهدتنا لذلك المنظر الشنيع عدنا الى البيت الذي كنا فيه وجلسنا مع القبائل الذين باتوا معنا ووضحنا لهم ان ((الطمع والنهب))يضر بسمعة الجمهورية والثورة ،وبالرغم من حقدنا على الملكيين ومن يتعاون معهم تمكنا من اقناع القبائل في ذلك البيت الذي قدم لنا العيش والملح بالكف عن اخذ اي شيء منه .وكان بينهم شاب كانوا يدعونه ((النقيب))وتمكنا من التأثير عليه .وخرجنا من البيت وكانت الساعة قد بلغت الثامنة والنصف صباحاً .وقد فوجئنا بان هناك جنديا آخر في القرية حاملاً (مدا عة)وامرأة عجوزاً كانت تصرخ بكل صوتها وتقول؟(هذه حقي المد اعه وكيف تأخذها وقد امسينا نعمل لكم الاكل ؟)لكن الجندي كان قد تأثر بسلوك القبائل واخذ ينهب مثلهم ولم يعيد (المد اعة )والمرأة تصرخ ؟(المد اعة حقي ،وزوجي معكم مجمهر وهو شاويش بالجيش) وكانت بيدها صورة زوجها بملابسة العسكرية وكان طفل صغير يبكي ويرتعد بجانبها خوفا وقد اثارنا المشهد فأوقفنا الجندي محاولين اقناعه بإعادة المد ا عة للمرأة المسكينة .وكنا نكلمه بلطف ظننا منا انه سيستجيب لنا ،لكنه رد علينا بعنف قائلا؟(يا فندم اهرب مني ملك من عارة والله ما أعيدها هذه ملكية وهي كذابة وليست حقها المد اعه!!! )وبعد ذلك بدأت اوبخ الجندي قائلا له،ياعسكري انت تعلمت النهب وهل هذا سلوك الجيش فرد عليا بسخرية ؟(يافندم روح لك والله ما ارجع لها اي شيء !!)وهنا شعرت ان الموقف يستدعي استخدام العنف فوجهت الرشاش الى الجندي واقسمت بالله وبشرف الجندية انه اذا لم يعد(المد اعة) وبلاش نتقاتل بيننا البين وفعلا استجاب الجندي ،ورمى كل ما فوقه من الفيد بما في ذلك (المد اعة)التي انكسرت نصفين فقلنا للمرأة لحميها واخذ بندقيته ومشى امامنا ،وكنت اراقب اي رد فعل منه ولكنه لم يفعل شيئاَ وعدنا مشيا على الاقدام حتى وصلنا صنعاء .وتركنا القرية بآلامها ودمارها واحزانها وتشردها وقد عادت القبائل الجمهورية اليوم نفسة وفي مساء ذلك اليوم عاد الملكيون الى قمة الجبل بدون قتال !؟.وكنا قد وجدنا احد الجرحى كان قد اصيب يوم الهجوم بجراح خطيرة .وقد ترك مرمياً في الطريق بين قرية بيت نعامة وسط الوادي والطريق الرئيسية الحديدة المتجهة إلى صنعاء، وكان متروكاً على سرير من الخشب والحبال وهو بملابسة القبلية المتسخة وكان دمه ينزف من اول ساعة القتال ببطء ،وكان ينتمي إلى قبائل آل غنيم التابعة للشيخ عبد الولي الذهب، وعند وصولي صنعاء استأجرت سيارة اجرة .
العميد الركن صالح الكهالي خلف المكرفون ويمينه المرحوم محمد عبدربه السلامي ووسط الصورة يحيى محمد الشامي وبجانيه المناضل سلطان أحمد عمر ويمين الصورة العميد
وبعد ساعة من ترك المكان الذي كان فيه الجريح وصلت مع السيارة اليه وتم إسعافه الى مستشفى الثورة . وعرفت بعد يومين عندما ذهبت اسال عنه انه تم إنقاذه من الموت فعلا وذلك اهم شيء كان يمكن تقديمه لإنسان كان يحتضر وسينتهي بساعات قلائل دفاعاً عن الثورة والجمهورية وعن صنعاء المحاصرة وعندما وصلت صنعاء ذهبت الى بيت الفريق حسن العمري وعندها فوجت انها كانت تتملكه نشوة النصر الذي حققه بطلوع القبائل (جبل عيبان) وطرد الملكيين منه . وفي مساء ذلك اليوم التقيت في مستودع فتح الله الظاهري بميدان التحرير شارع الشهيد علي عبد المغني بالشيخ عبد الولي الذهب ومجموعة من قبائله واتضح لي ان مشروع (المقاولة) قد انتهى ،وعادت المياه الى مجاريها وعادت قبائلنا الى قواعدها بسلام. فقد شرح لي الشيخ عبد الولي الذهب قائلا؟ (انهم ظلوا يقاتلون بالجبل 24ساعة بدون إي امداد من القيادة ،وعندما فرغت احزمتهم من الذخيرة قرروا الانسحاب) ثم اضاف قائلا؟ (لقد وعدنا الفريق ان مهمتنا هي طرد العدو فقط وان الجيش سيحتل مواقعنا فور وصولنا الجبل «! ولكن لم يلتزم الضباط بأمر الفريق كما شرح لي الفريق اليوم اثناء المقابلة معه وهنا تبينت (الرقصة)فقد حقق الفريق هدفين معا الاول خلق الاسطورة له وللقبائل بعد كبح هجوم قاسم منصر من قبل الجيش من باب شعوب بالذات، والثاني :تحميل الضباط المسؤولية لعدم ارسال القوات اللازمة لاحتلال جبل عيبان بعد انسحاب قبائل الذهب والجبري من الجبل ؟!وكان( المقدم حسين المسوري في ذلك التاريخ يشغل منصب قائد سلاح المشاة ،ولكنه بعد هذا الهجوم هرب من صنعاء( بحجة ايصال طلبات من الحديدة )غير انه لم يعد الا بعد انتهاء الحصار وعودة الضباط الكبار من الغياب لاحتلال كراسي السلطة بعد مجزرة 23و24اغسطس 1968م المشهورة وكان طبيعياً أن يعود الملكيون الى جبل عيبان بعد انسحاب قبائل الذهب والجبري (الجمهورية ) بعد دقائق معدودة فقط . كانت عودتهم هذه المرة (عودة مظفرة ) فقد جعلوا من عيبان مركز قيادة لهم ، وكانت القبائل الملكية تتجمع فيه بالألاف . وقد تمكنوا من ايصال مدافع الهاون الثقيل من عيار -180ملم والمدافع المتوسطة من عيار 75ملم امريكي والصاروخي +81 82ملم كما تم نقل كميات هائلة من الذخيرة الثقيلة والاسلحة إلى الجرف الاخضر الذي يقع فوق قرية بيت نعامة انفة الذكر في السفوح الغربية من جبل عيبان ،وذلك ما سوف اتحدث عنه فيما بعد .
يسار الصورة العميد/محمد عبده ناشر شيخ الله خلف المكرفون ومحمد عبدربه سلامي يلقي كلمة في الحفل وخلفه العميد الركن/حمود ناجي سعيد يرتدي بدلة مدنية في حفل في معسكر التدريب ويمين الصورة العميد الركن صالح قائد الكهالي يرتدي بدلة مدنية في القرن الماضي وهذه كانت ضمن الاحتفالات السنوية لتخليد ذكرى الحصار والانتصار.
اشتد الحصار وضاق الخناق واغلقت المطارات حتى مطار الجراف الذي كان بعيدا عن قصف المدفعية .غير انه بعد احتلال عيبان مرة ثانية واطلاع المدافع الهاون الثقيلة اليه اخذ المطار يتعرض للقصف المستمر حتى اصبح هبوط الطائرات فيه شبه مستحيل بالرغم من شجاعة الطيارين وروحهم المعنوية العالية! وهنا اشتد الصراع وكان الجانب المشرق يتمثل في تشكيل فرق المقاومة الشعبية التي شكلت بصفة تلقائية ،وبعد ان اخذت تطوف بالشوارع تطالب بالسلاح والتدريب، وفي تحويل كل المؤسسات الحديثة لصالح (المجهود الحربي) وفي فعالية وسائل الاعلام التي شرعت تلعب دورا تحريضيا لم يسبق له مثيل ، وخاصة البرنامج الذي كان يقدمه (صالح علي) بما في ذلك الفن حيث ذهب الفنانون والشعراء مع حمود زيد عيسى (صالح علي) وهو من الضباط الصغار كلية الشرطة إلى المواقع العسكرية التي امتدت من حزيز والجرداء جنوباً حتى طرف مطار الرحبة في الشمال وحتى جبل براش ونقم وجبل الطويل شرقاًً وحتى عصر وعطان غرباً والنهدين والحفا جنوباً وحينها لم يكن لدينا اسلحة حديثة عدى بعض البنادق الآلية الموجودة لدى بعض الوحدات ،مثل وحدة الصاعقة والمظلات . حيث كان السلاح السائد هو؟ (الجرمل والشرفاء والكنيد والشميزر والشيكي)غير اننا نملك الإيمان القوي بمبادئنا بالقضية ،وكان شعارنا (الجمهورية او الموت) وكنا مقتنعين بالموت، وكانت الوحدة والتلاحم كلما زاد الحصار . ولم ارى وحدة وروحاً معنويةً عالية ووطنية وثورية مثلما وجدت اثناء اشتداد ،الحصار وخاصة لدى الجيش والمقاومة الشعبية والوحدات المركزية والامن ،التي اصبحت الدرع الواقي للجيش والحامي له من خلفة.لقد مثلت القوى الجديدة اغلبية ساحقة في مواجهة القوى القديمة واخلت ميزان القوى لصالح الثورة والجمهورية داخل صنعاء المحاصرة بينما كان الميزان حول صنعاء يميل لصالح القوى الملكية المدعومة من الرجعية السعودية والامبريالية (الانجلو سكسونية )لم يكن امام المقاومة الشعبية داخل صنعاء الا التمركز في كل حارة وفي كل باب لحماية صنعاء ذاتها من التخريب الداخلي ولحماية ظهر الجيش والامن من ان يطعن من الخلف كما كان مخططاً له عند بدا الحصار ولعب الطلبة دورا هاما في عملية الحراسة وتوزيع التموين للمواطنين بطريقة منظمة ،وفي تفويت الفرص على (التجار الجشعين!) الذين اصبحوا تحت المراقبة حيث انه تم تفتيش مخازن التجار واكتشفت كميات كبيرة من السكر والقمح والجاز المخزونة وكان علينا العمل على التخلص من كل من يشتبه فيه داخل صنعاء فورا ودون الرجوع للقيادة:
العليا ،لأننا اكتشفنا ان القيادة العسكرية كانت سلبية بشكل مذهل فقد تبين ان بعض الضباط الكبار كانوا متعاونين بدرجة كبيرة مع الملكيين المهاجمين لصنعاء. وقد اكد لنا ذلك ايضا واقعة الرائد الترابي الذي فر من صنعاء الى خولان لتقديم فروض الولاء والطاعة للأمام والامراء المتنافسين على دخول صنعاء بل ان اخرين من الضباط فروا من ساحة المعركة ومن البلاد حتى وصل بعضهم مصر وسوريا0وبدا البعض منهم يدلون بتصريحات صحفية مفادوها ؟(ان صنعاء منتهيه وانها ستسقط بيد الملكيين خلال اسبوع ومن هؤلاء العملاء الذين فروا من صنعاء (السياني )0ولقد لقي جميع هؤلاء الجبناء والعملاء المقت والاحتقار من الشعب ومن المقاومة الشعبية والامن العام والجيش حتى لقد اتجهت الجماهير تطالب ؟(بتدمير بيوت الفارين من صنعاء إلى صف العدو وقد كان تحرك الجماهير عفوياً وعنيفاً ،ولم تعطي فرصة للحوار والتفاهم وخلال عملياتها الهجومية دمرت بيوت الفارين إلى الإمام ونهبت كل ما فيها . وقد وجدت الاسر الفقيرة أن تدمير بيوت الخونة داخل مدينة صنعاء فرصة ذهبية لهم للحصول على الحطب والتموين ولكنه كان يتكون من الابواب وابواب النوافذ والخشب (والرجز )الخ .
وقد ارعبت هذه العمليات الهجومية الشعبية والعفوية العملاء داخل صنعاء مما جعلهم يتراجعون عن الهروب او عن الاستمرار في اظهار ولائهم للملكيين بالمكشوف . وهو اسلوب جديد لم يتوقعه المهاجمون ومهما يكن فان الجماهير قد فرضت موقفاً على هؤلاء اضطروا معه الى الخضوع للضغط الشعبي والكف عن التآمر العلني على الثورة والجمهورية ولم يستطيع الفريق حسن العمري أن يوقف التيار الجماهيري وبدا يهذي حتى ازبد فهمة !؟ بعد الهجوم على جبل عيبان وانسحاب القبائل الجمهورية من الجبل بدون ارسال قوة من الجيش تحل محلها وفيه اشتدت هجمات الملكيين وتحول موقف الجمهوريين من الهجوم إلى الدفاع المستميت وكانت شعارات المناضلين خلال حصار السبعين يوما هي تلك الشعارات التي هزت مشاعر الثوار داخل وخارج اليمن . (الجمهورية او الموت) (نموت ونحيا مع الجمهورية لن يدخل الملكيين صنعاء سنقاتل في كل شبر من الجبهة .)ومع ذلك فقد كانت الروح المعنوية ترتفع وتهبط وفق الحالات القائمة في الميدان وحالات الانتصارات والفشل ولأحاجه إلى تكرار القول؟ أن حالات الفشل كانت بسبب اعمال القيادة العسكرية العليا والخيانة السافرة او المبطنة . ولقد دافع عن صنعاء جيل الثورة جيل سبتمبر الجديد الذي وجد مع الثورة ،ومع الجمهورية، وعلم الجمهورية الوطني، ومع الامل الكبير لتقدم الشعب اليمني وحريته وعزته . لقد سقط من سقط من الشباب بقناعة ولقد كان الحصار يمثل اختباراً حقيقياً للقدرات الذاتية للقوة الثورية اليمنية بعد رحيل جيش عبد الناصر من اليمن اثر هزيمة /5/يونيو 1967م وكانت القوى الرجعية السعودية واليمنية والامبريالية العالمية تتصور ان الفرصة قد حانت لضرب النظام الجمهوري واعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإلي اقامة المجازر للثوار . غير ان الثوار اليمنيين بتفوقهم وصمودهم ارادوا بانتصاراتهم انهم غدوا قادرين على اقناع الرؤوس المتحجرة بان عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء ،حتى ولو استعانت بكل مخزون القنابل الامريكية وحلفائمها وركائزها الرجعية وذهبها ودولاراتها لقد قيل لنا ونحن في المواقع العسكرية الدفاعية ؟ (ان العلماء والفقهاء يرتلون القران في المساجد ليلاً ونهارا ويدعون الله ان يهزم من يدمرون البيوت والمساجد والنساء والاطفال) ،ولكن لم نكن نفهم نواياهم هل هم يتلون القرآن ويستعينون بالله ضد الملكيين ومرتزقتهم ام ضد الجمهوريين !؟ ذلك على اي حال كان دور علماء المساجد الذين سقط البعض منهم في (مسجد اروى الكبير ) اثناء تلاوة القران وذلك كان ايضا دليلاً قاطعاً على بشاعة اعمال المهاجمين لصنعاء الثورة . وقد كان يمكن أن يحدث اكثر مما حدث بعد فشل ثورة وحركة 1948م،والتي قامت ضد الإمام يحي وخاصةً للسكان الجدد ولجميع الثوار اليمنيين الذين كانوا في صنعاء واستقروا بها بعد قيام الثورة والذين اعتبروا مصير الثورة والجمهورية مصيرهم ولو أن المهاجمين لصنعاء في هذا الحصار انتصروا فلن يفرقوا بين جمهوري وملكي خاصةً اذا ابيحت لهم صنعاء كما اباحها الإمام احمد عام 1948م .
البيت المحاصر ومعركة المطار الجنوبي(العدني
عدت مرة اخرى إلى البيت الذي تسكنه عمتي المسكينة مع اختها.وكانت هذه المرة قد اصبحت لا تملك شيئا من المال او القمح الذي كان معدوماً حتى من الاسواق لقد ساعدة المقاومة الشعبية كما ذكرت انفاً في عملية توزيع المواد المتيسرة ولم يستطيع التجار الذين تم اكتشاف كميات من القمح لديهم أن يتخلصوا من (الحوائل) والاوامر التي كانت تصدر اليهم فلقد احسوا بالخطر الكبير الذي قد يلحق بهم في حالة قيامهم بإخفاء المواد الغذائية التي اكتشفت لديهم فقد كانت الحالة لا تحتمل المماطلة التي كانت سارية قبل اكتشاف الكميات المخفية من القمح وغيره لديهم الخ ولقد ذهبت شخصيا إلى وزارة التموين فوجدت طوابير من الجماهير الكادحة تطالب ادارة وزارة التموين بإعطائها رخصاً للحصول على القمح، وكنت اريد الحصول على كيس قمح للأسرة التي اصبحت مسؤولا عنها رغماً عن ارادتي.فقد طلبت العمة تقديم المساعدة المادية لها حتى تصلها النفقات المطلوبة والمفترضة من عمي الذي كان قد تزوج أمراءه اخرى بالقرية قبل بدء الحصار كما سبق الاشارة والذي هرب بعد ان شعر أن الحصار قد اصبح مفروضاً على صنعاء فترك صنعاء وزوجته فيها وذهب إلى حيث كان في الحبشة-16-سنة.وبالرغم من قسوة ظروفي المادية وجدت نفسي مسئولا عن توفير القوت الضروري لعائلته ودفع الايجار والكهرباء، مما اضطرني إلى أن اضغط على نفسي بغية توفير كل طلبات البيت، وقد تمكنت من الحصول على ترخيص لأخذ كيس من القمح وصفيحة من الجاز والسكر، وبقيت امامي مشكلة الحطب فقد كان الحطب غير متوفر في العاصمة ولم يكن بيت عمتي شبيهاً ببيوت سكان صنعاء القديمة ولاسيما اثريائهم التي كانت مجهزة بالحطب والقمح لشهور معدودة 0 لم اكن قد تحملت مسؤولية بيت من قبل ،وكانت تلك تجربتي الاولى، وكان على ان اتحملها .وحتى المساء كنت قد وفرت القمح والجاز والسكر لشهر كامل ولم يبق الا(مشكلة الحطب) والذي كان الناس يعتمدون عليه عوضا عن وسائل الطبخ الحديثة التي لم تنتشر الا لدى الموسورين الاغنياء ورجالات الدولة . وفي ذلك المساء فوجئت ان العمة وحدها في البيت وعندما سالتها عن اختها قالت :؟
(ابوها هربت عند الملكيين) فلم اصدقها وقد كررت عليها السؤال وتأكدت ان اختها الريفية التي كانت تعيش معها في البيت قد تركت المكان وصعدت السطح بعد خصام بينها وبين العمة وقد تبين لي انها صائمة وانها لم تفطر لقد اضربت عن الطعام والاكل وانها لم تاكل منذ الليلة الماضية.وكانت العمة قد اصبحت عصبية اكثر من الازم بسبب شدة الحصار وبسبب عدم عودة زوجها من القرية، وعدم ارسال (المصاريف)الشهرية.وهنا وجدت نفسي امام مشكلة اجتماعية اكبر من مشكلة الحطب وهي تحتاج إلى اصلاح الخلاف بين العمة واختها الصغيرة التي كان عمرها(18) سنة تقريبا بينما كان عمر العمة تجاوز (28) سنة تقريباً وطلعت إلى سطح العمارة ابحث عنها، حيث وجدتها مختبئة في احدى الزوايا وعند سؤالي لها عن سبب الخلاف بينهما لم ترد على قط وكان ردها البليغ هو البكاء والنحيب، وانهمار الدموع واطلاق التنهدات والزفرات بينما انا احاول معالجة مشكلتة عمتي واختها كانت المعركة قد بدأت تحتدم على طول الجبهة خارج صنعاء.وكان اكثر ما شد انتباهي، هو قصف المدفعية إلى قرب مطار صنعاء الجنوبي، وخاصة تبتي النهدين اللتين كانتا اقرب مكان إلى المطار وإلى البيت الذي اسكنه وكانت نيران المدفعية تشاهد عند انطلاقها وعند سقوطها على الهدف، وكانت تلك المعركة من اشد واخطر معارك المطار الجنوبي. فقد شنت قوات الملكيين هجوماً عنيفاً على تبتي النهدين ووصلت مقدمة الهجوم والقبائل المهاجمة إلى اقرب مكان من مواقع المدفعية التي كانت بقيادة الملازم/اول/ علي مثنى جبران. وهو شاب اسمر البشرة شديد النظرات وصاحب ميزات مرموقة من حيث الخبرة والشجاعة الفائقة. وعندما شعر جبران أن النيران تصل إلى مواقع المدفعية بادر إلى تجهيز سيارة القلاب الروسي، ووضع عليها مدفعاً رشاش عيار/14ونص/ م/ط ثنائي الرمي وتقدم صوب قوى الملكيين المتقدمين، مصطحباً معه اربعة جنود وتمكنت المجموعة مع السيارة برشاشها من توجيه ضربات إلى مقدمة العدو وساهمت المدفعية بقصف مراكز تجمعهم على امتداد المطار الجنوبي، وتم صد الهجوم بعد تكبيد قوى العدو المهاجم خسائر كبيرة افقدتهم صوابهم واصابت المدفعية تجمعاتهم الخلفية في ارتل وبيت بوس وحدة.واشترك الطيران بأسقاط القنابل المضيئة ومهاجمة مواقعهم. وتم احباط ذلك الهجوم مرة أخرى وكما تم من قبل احباط هجوم قاسم منصر على باب شعوب وظهر حمير، وكانت المشاكل التي تواجه القوى الملكية تتمثل في دفع الاموال للقبائل لكي تقوم بتامين الطرق ولم تكن هناك اي صعوبة تحول دون إيصال المدافع الثقيلة من عيار /180مليم إلى ارتل وعيبان ودار سلم لتقصف كل جديد في صنعاء وكان الفرق كبير جداً بين قوة المدافعين عن صنعاء وقوة المهاجمين لصنعاء، حيث كانت النسبة تقدر-1ألى-20-تقريبا وبالفعل عندما نجري المقارنة يكاد المرء لايصد ق ولكنها الحقيقة المرة فقد كانت نسبة تفوق الملكيين على الجمهوريين واضحة لم تكن هناك ارقام اكثر.لقد كانت فصيلة او فصيلتان تتكفل بصد هجوم الف (قبيلي) مدعومين بالقصف المركز والشديد والكثيف من المدفعية الثقيلة والصاروخية المتنوعة ومدافع البازوكا. لقد صمد سبعون فرد من صاعقة الوحدات المركزية طيلة الحصار امام هجمات تصل عدد افرادها إلى الفين واكثر واذا قسمنا / 2000÷70= 28 للفرد الواحد وكانت القنابل اليدوية في متاريس المدافعين هي المنقذ عندما يقترب الهجوم ويصبح القتال بالسلاح الابيض غير مجدي لإيقاف الكتل البشرية المهاجمة. وتلك كانت هي الحقيقة والمعجزة التي حققها رجال الثورة، اثنا الحصار وارادة الله قبل كل شيء، أن البطولات الخارقة لأبناء ثورة -26-سبتمبر الذين صمدوا في وجه الحصار وقادمون و حطموه عديدة وعظيمة؟! استمرت المعركة ذلك اليوم من السابعة مساء وحتى الوحدة بعد منتصف الليل من اليوم الثاني حيث خفت بعد اذا طلقات المدافع من الجانبين. لقد عاد الملكيين يحملون جرحاهم، وقتلاهم وتركوا عشرات القتلى قرب المطار الجنوبي وحول تبتي النهدين، وكانت الخطة لذلك الهجوم هي اسكات واحتلال المواقع الخلفية للمدفعية التي كان الملازم/اول/ علي مثنى جبران يقودها ويقوم خلالها بحماية المواقع القائمة في قمتي تبتي النهدين اللتي كانتا بحماية ابطال صاعقة الوحدات المركزية والامن العام الذين كانوا متمركزين فيها. اي في التبت الغربية وسلاح الاشارة في التبت الشرقية وكانت القوى المهاجمة تعلق امالا كثيرة على هذا الهجوم الذي كان رداً على هجوم قوى الثورة والجمهورية.وكان الهدف الثاني هوا حصار واسقاط موقعي النهدين بعد اسقاط موقع مدفعية المطار، ومما ينبغي ذكره هنا إن قوات المدفعية التي كانت في مطار صنعاء الجنوبي (العدني) كانت غير مكتملة الاطقم وكانت بدون حماية من جنود المشاة!!! كان موقع -85/م/د/قريبا من موقع /37/م/ط الذي كان هو الاخر ينقصه الافراد الازمين لإدارة وتوجيه المدافع. فقد كانت المدافع تعمل بواسطة ضابطين .لقد عرفت هذه التفاصيل في اليوم الثاني من الهجوم الكبير على مطار صنعاء الجنوبي وكان يسمى؟ (المطار العدني) كما سبق الاشارة حيث انه يقع جنوب صنعاء.ومعروف إن عدن هي عاصمة الشطر الجنوبي من اليمن وهي بهذا المعنى تقع جنوب صنعاء! واعود مرة اخرى إلى مشكلتي في البيت التي ظلت ماثله امامي، فبينما المعركة مشتعلة كنت في حالة تفكير حول امكانية اصلاح الجبهة الداخلية.داخل البيت التي تصدعت بسبب الخلاف بين العمة واختها لقد اطلقت عليها؟ (جبهي الداخلية الخاصة الجديدة، وحاولت مرات عديدة ولكن دون جدوى لإقناع الاخت المضربة عن الطعام والتي فضلت البقاء في السطح تساهم مع جنود المعركة باحتمال الجوع والبرد القارس بالكف عما هي فيه.واستمرت محاولاتي هذه طيلة ساعات المعركة الطويلة التي شعرت بالمرارة بسبب وجودي بعيدا عنها وعن موقعي المحدد فيها في جبل عصر وقد كنت شديد الثقة بانتزاع النصر اخر الامر وطرأت لي فكرة لا تخلوا من الطرافة، وهي ان احاول مداعبة اخت عمتي واخذها من يدها بطريقة. معينة وبالفعل امسكت بيدها.
وكان اللثام كالعادة يغطي جزءاً من وجهها وشفتيها.وعندما يلوح لي ثغرها في حالات نادرة وكانت تسارع إلى تغطيته بحركات الخجل التي لاتخلومن الارتباك.ولكن محاولتي الاولى بالإمساك بيدها لم تكن ناجحة، ولكن ذلك لم يدعني إلى اليأس، فقررت تكرار المحاولة وكانت كل محاولة تصطدم بعنادها الشديد، غير اني طورت محاولتي معها واقدمت على تقبيلها في جبينها علها ترق او تلين فعلت ذلك بطريقة سريعة وخاطفة وكانت تلك القبلة هي حجر الزاوية. فقد شعرت انها نفذت من جبينها إلى قلبها وهنا استجابت بعد تكرار القبلة لنفس المكان وكانت تلك اولى مغامرتي اذ لم يسبق لي قط أن قبلت فتاة طيل حياتي لقد حققت الان اول انتصاراتي في جبهتي الداخلية فهي الان تنزل من السطح بعينين مغرور قتين بالدموع. وعندما وصلنا الغرفة ارغمت عمتي على ان تقبلها وتعتذر لها، وقد استجابة لذلك، في الوقت الذي قالت لها فيه اختها الصغيرة: (لو كانت الطريق مفتوحة ما كان جلست عند ش بصنعاء وكان انني عند امي!) وقد اثارتني تلك العبارات وبدأت اسل الفتاة عن مكان امها فأشارت انها في قرية بني مطر جنوب غرب جبل عيبان. وقد شعرة بأن العطف والثقة ينموان بيني وبينها وبعد اصلاح ما حدث بينها وبين عمتي من خلاف وكنت قد بدأت افكر كيف استفيد منها لصالح المعركة وكانت تتصف بالوفاء والاخلاق العالية والشرف والنزاهة والعفة وقد اظهرت الوفاء لصالح الثورة فيما بعد واثنا سير المعارك في الحصار وبعد اعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي.وفي اليوم الثاني قررت ان اذهب إلى بيت الفريق العمري لمعرفة ما يدور وعند ذهابي إلى هناك وجدة الفريق نائما ثملا بالخمر وسخرت من القدر الذي جعل منه قائدا في تلك الظروف الصعبة.
زيارة النهدين والمطار الجنوبي؟!
وبعد ان تأكد لي انه لن يخرج قررت، أن اذهب إلى المطار الجنوبي ومن المطار إلى النهدين لمعرفة احوال الجنود المرابطين هناك. وحتى أتاكد ايضاً من مصير العريف محمد مسعد انف الذكر وزملائه؟!
وعما اذا كانوا مازالوا على قيد الحياة بعد تلك المعركة الكبيرة ،ام انهم قد لحقوا بقافلة الشهداء وتحركت في سيارة التموين المتجهة الى المطار الجنوبي .كانت الساعة التاسعة صباحاً وكنت احمل مدفعي الرشاش من (نوع ايطالي) الذي كان مكتوباً عليه :(المملكة المتوكلية اليمنية) وكانت معي خمس قنابل يدوية دفاع روسية 36ملز و200طلقة من ذخيرة الرشاش الايطالي الصنع وعندما وصلت السيارة الى باب المعسكر في المطار الجنوبي تعرف الحرس على كل واحد منا وبعد التأكد من شخصياتنا سمح لنا بالدخول إلى المعسكر ،حيث استقبلنا من قبل ضابط الموقع وصف ضباط وجنود معسكر المدفعية وكنت اكن لهذا الموقع حباً عميقا لأنه كان يودي دورا اكبر من حجمة في عملية التصدي للهجمات العنيفة والمتتالية واليومية على مواقع وتبتي النهدين والمطار الجنوبي تعانقنا مع الضباط والجنود عناقا شديداً وحاراً وبينما كنا نتحدث عن الهجوم الذي حدث الليلة الماضية اخذ الجنود والصف يشرحون لنا اعمال قائد الموقع مع الاربعة الجنود عندما هاجم (بسيارة الكيلوبترا) كما كان يسميها الجنود ،وهي سيارة قلاب روسية تابعة لمشروع طريق الحديدة تعز وكانت هذه المجموعة من الجنود قد اخذتها قبل الحصار (بطريقة جبرية). وهو اسلوب كان سائدا بين اغلب وحدات الجيش بسبب عدم التنظيم داخل الجيش . وبعد ان تبادلنا عبارات الاعجاب بشجاعة المقاتلين المدافعين عن صنعاء لم نشعر الا بسقوط قذيفة هاون ثقيل من عيار 180مليم انفة الذكر وكان ذلك حادثاً مفاجئاً ،لأنها كانت اول قذيفة تقع على هذا الموقع منذ بداية الحصار وذلك لان الموقع كان مموها منذ بدا حصار صنعاء وقد هرع الجنود إلى الملجى المعد لمثل هذه الحالات المفاجئة للاختباء فيه وكنت اجلس بجانب الاخ الملازم/ اول علي مثنى جبران وقد حدث القصف قبل ان نشرب الشاهي كان السقف الذي يغطي المكان مكون من سقيفة كبيرة من الزنك وقد بدا الاخ قائد الموقع يشرح لي احوالهم قائلا:(هذه اول مرة يكتشف العدو موقعنا منذ بداية الحصار ،والاحتمال الكبير هو ان افراد العدو الذين هاجموا قد تمكنوا في الهجوم الليلة الماضية من اكتشاف موقعنا واعطوا توجيهاً صحيحاً للمدفعية التي تطلق من (بيت بوس وارتل) وكانت القذيفة التي سقطت قرب الموقع قد اعطت اشارة القصف إلى هذا الموقع الذي كان له اليد الطولى الليلة الماضية في تكبيد العدو خسائر فادحة وكسر هجومه وكان هذا الموقع اقرب المواقع الى صنعاء وكان اهالي صنعاء والجمهوريون منهم خاصة ،معجبين بهذا الموقع وكثافة النيران التي كانت تنطلق منه على الجهات الاربع لموقعي تبتي النهدين وعملية التصدي الكبيرة التي يواجه بها العدو ،كلما حاول التقدم إلى هذا الموقع ،وفي هذه اللحظات حين كان الحوار يدور مع الاخ قائد الموقع، تبين لي أن الموقع يتكون من ثمانية عشر مدفعاً منوعا من الخفيف عيار 81مليم وحتى الثقيل 160،الذي كان احدث مدافع الهون بعد 120مليم الذي كان قد وصل الى الجيش اليمني في تلك الفترة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.