عايشنا، ونعايش، متعة النهوض من بين ركام الخرائب .. هاهي أبين تنهض من تحت أكوام الرماد الذي سقطت فيه.. بفعل سهم غادر مسموم رماها، على حين غرة، بسم أفعى فاتك.. فتراصت الجهود المخلصة لتخليصها من الوباء القاعدي المستطير، ومخلفاته الشيطانية وكان ذلك الانتصار.. بإرادة الأبطال.. قطرات الدماء، صلابة الصمود، أنات الجرحى، وقوة الالتفاف حول المؤسسة الوطنية العسكرية والأمنية واللجان الشعبية التي حددتها مرتين: الأولى في مديريتي زنجبار وخنفر وقبلها مديرية لودر، والثانية مديريتا المحفد وأحور، وتتواصل المعركة الأصعب.. مرحلة البناء والإعمار وجبر الأضرار ، وتعويض المنكوبين، وقد لفت الأنظار الجهد المثابر لرجل من أبين رمت به الأقدار ليكون رئيساً للجنة الخدمات في محلي أبين، ثم أميناً عاماً لمحلي المحافظة ونائباً للمحافظ.. هو الأخ مهدي الحامد الذي يمثل أيضاً واجهة قبلية من قبائل أبين ( العوالق السفلى، باكازم ) في مديريتي المحفد وأحور، يعمل بصمت متحاشياً الأضواء ما استطاع .. التقته الصحيفة بعد بعض وعود تهرب مهذب، وطرحت عليه أسئلتها فجاءت إجاباته في هذا التقرير القصير للصحيفة: من خلال الجهود المبذولة منذ اللحظة الأولى لتراكم المشاكل.. ساهمنا في إنجاح التطبيع، وإعادة دورات عجلة العمل التي ركنت إلى الكسل، قاومنا دوران العراقيل الشائكة .. حيث بدأنا بتحسين أوضاع البنية التحتية، وإيجاد الخدمات من ( مياه، كهرباء، تموين، تعزيز الجانب الصحي ) كون الحرب خلفت أوبئة وأمراضاً كثيرة، وكانت المنظمات والجهات الدولية قد ساعدت.. بالجهد الكبير ، والإيفاء بالالتزامات الأخلاقية الإنسانية التي تشكر عليها مما خفف قليلاً من الضغوطات على قيادة المحافظة أو على الحكومة. كما بقيت مشكلة تواجد العناصر القاعدية في المحفد وأحور معرقلة لإدخال الخدمات، والحرمان من المشاريع، وقد تمكنت قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية من دحرهم، وقمنا بإعادة الاتصالات إلى المحفد المقطوعة منذ خمس سنوات، وتعزيز المشفى والمراكز الصحية بالمستلزمات الطبية المطلوبة لكن مشكلة الإعمار سببت لنا القلق والصداع لعدم إيفاء الحكومة بالتزاماتها، ولذلك تلاحظ مسيرات أو وقفات احتجاجية بين الحين والآخر، حيث تبقى لدى الحكومة مبلغ قدرة ( 17.000.000.000 ) ريال لم تسلمها الحكومة مما أوقعنا في دوائر خلاف حاد مع المتضررين الموعودين، طبعاً الحكومة تقول: لا توجد سيولة، والمتضرر الموعود لا يعرف أو أنه يعرف ولا يريد أن يصلي على النبي، ونناشد الحكومة سرعة إرسال التزاماتها التي اتخذتها في دورتها التي عقدت في 5 /12 /2003م ومن أبرزها تأهيل الكهرباء، وتعزيز الجانب الصحي والمياه، والتعويضات وغيرها. ويضيف الأخ مهدي الحامد أمين عام محلي أبين : ولتفعيل الأداء الخدماتي فقد وضعنا خطة إنعاشية لخمس مديريات هي: زنجبار وخنفر، وأحور، ولودر ، ومودية .. مشتملة على سرعة معالجة أوضاع مرافقها. وعن العيد الوطني الرابع والعشرين لميلاد الجمهورية اليمنية قامت السلطة المحلية ممثلة بالأخ المحافظ جمال ناصر العاقل الذي وضع الحجر الأساس لكثير من المشاريع بما يؤكد أن الخير قادم، وأن العجلة والتسرع واستعجال القطف قبل النضوج .. مثل البسمة ( القطة ) التي تجيب عيالها عميان بسبب السرعة على قول المثل الشعبي ، ومهم أن أشير إلى أن مديريتي أحور والمحفد مظلومتان ومحرومتان منذ سنين عديدة، وتعويضهما بالمشاريع والخدمات.. أمر في غاية الضرورة، ويكفيهما ما عانتا.