وفق شريعة الكافر بحسب أدبيات الإصلاح وبغير شريعة الله، حكمت المحكمة الأمريكية ب75 عاما بالسجن علي رجل في الستين من عمره، وإذا قضي المدة فإنه سيخرج من السجن وعمره 135 عاما! سكرتير السفارة الأمريكيةبصنعاء كان قد وصف لحظة اعتقال المؤيد وأكد للصحافة الأمريكية أن العالم سيكون أفضل بدون المؤيد ! وصرح حينها رئيس المخابرات الأمريكية جورج تينيت أنه تم استدراج المؤيد في عملية تحت مسمي (العملية اللاسعة) في إشارة إلي طريقة الإعتقال المسرحية التي تمت عن طريق ضابط برتبة عقيد في الأمن السياسي اليمني يدعي محمد العنسي ويعرفه أمين عام الإصلاح محمد اليدومي جيدا من فترة عمله كضابط في الأمن السياسي وبعدها زعم اليدومي أنه قدم استقالته. ونقلت الواشنطن بوست في عدد سابق من العام الماضي عن مسؤول أمريكي استياءه من الإزدواجية في التعامل الرسمي اليمني في قضية المؤيد، ووصف تصريحات المسؤولين الرسميين في الإعلام أنها للإستهلاك المحلي وقدم شكره لليمن بمساعدتها في اعتقال المؤيد، وأنها من أفضل البلدان التي تعاونت في حرب الإرهاب! المؤيد لم يسمع الكلام! واكتشف خطباء الإصلاح بعد نطق الحكم علي الشيخ المؤيد أن أمريكا دولة ظالمة وليس فيها عدالة وتدعي الحرية والديمقراطية! وهذا الخطاب في منابر الجمعة التي يسيطر عليها حزب الإصلاح في مساجد الجمهورية يعتبر خروجا عن النص سيضطر اليدومي قحطان توضيح الإلتباس للسفارة الأمريكية في صنعاء وتقديم الاعتذار، وأن هذا الخطاب صادر عن أناس لا يعبرون إلا عن أنفسهم ولا يمثلون الإصلاح وخروج عن السنن الكونية ومباديء السياسة الشرعية وفقه الواقع. وفسر أمين عام الإصلاح محمد اليدومي اعتقال المؤيد في حينه بأنه ناتج عن تمرد المؤيد عن التنظيم وعدم التزامه بقانون السمع والطاعة في تنظيم الإصلاح، واستغل اليدومي (العملية اللاسعة) ليلسع بها أعضاء الإصلاح ويؤكد أن ثمن التمرد عن مشورة وإمارة الحزب هذه نتائجه في إشارة إلي طريقة اعتقال المؤيد، ويؤكد اليدومي للأتباع أن الإستئذان والسمع والطاعة في التنظيم أمر مقدس، والمؤيد وقع في الفخ لأنه لم يسمع ولم يطع ولم يشاور! بعد اعتقال المؤيد بعام ونيف، أعلن وزير الخزانة الأمريكية تجميد أرصدة الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس شوري الإصلاح وعضو هيئته العليا وتقدمت الإدارة الأمريكية بطلب إلي مجلس الأمن الذي يحكم بغير شرع الله ولا يجوز التحاكم إليه حسب أدبيات الإصلاح لإدراج الزنداني ضمن قائمة أخطر المطلوبين في العالم والتي يتصدرها زعيم قاعدة الجهاد أسامة بن لادن، ووافق مجلس الأمن بالإجماع علي الطلب في وقت تغيب فيه مندوب اليمن عن الجلسة! وقرارات مجلس الأمن تلتزم بها جميع الدول الأعضاء بما فيها اليمن، ويقضي قرار قائمة المطلوبين بتجميد الأرصدة والاعتقال أو الاغتيال، وعلي الدولة العضو تسهيل ذلك التزاما منها بميثاق الأممالمتحدة. وكان السفير مصطفي احمد محمد نعمان وكيل وزارة الخارجية قال في تصريحات له في فبراير الماضي أن اليمن ملزم بموجب الشرعية الدولية لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1267بتجميد أرصدة الشيخ عبد المجيد الزنداني، ومتابعته والحد من نشاطه دون جدال أو نقاش لصحة الاتهام من عدمه وجددت الأممالمتحدة مطالبتها لليمن الشهر الماضي بتقرير عن الخطوات التي اتخذتها الحكومة اليمنية بشأن الشيخ الزنداني ومؤسسات وشخصيات أخري مطلوبة. من أجل الوطن! الرئيس علي عبدالله صالح قال لقناة الجزيرة في ذكري مرور خمس وعشرين عاما علي توليه السلطة أنه من قتل الحارثي ورفاقه الخمسة بالصاروخ الأمريكي في صحراء مأرب في الأول من نوفمبر من العام 2002، واعترف أنه قتلهم..نعم استعنت بالأمريكان لقتلهم!..هؤلاء مخربون، ولا يهم أن يذهب اثنان أو ثلاثة أو ستة أو حتي عشرين في سبيل الوطن بحسب أقوال الرئيس في برنامج بلا حدود. ويحرص الرئيس صالح علي التأكيد دائما أنه شريك متعاون مع أمريكا في حرب الإرهاب ، ومع أننا لا نعلم حتي الآن صيغة وبنود الإتفاق الأمني مع الولاياتالمتحدة، إلا أننا نري أثاره بوضوح! ولعل الشيخ المؤيد والشيخ الزنداني من العشرين الذين لايهم أين يذهب بهم الأمريكان في سبيل الوطن! واللافت للإنتباه التناغم مع إيقاع السياسة الأمريكية وتصريحات الرئيس وتأكيدات محمد قحطان رئيس الدائرة السياسية والأمانة العامة للإصلاح التي تؤكد دائما أن الزنداني لايمثل إلي نفسه ولايمثل الإصلاح في رد علي عدد من الأطروحات والقضايا التي انفرد بها الشيخ عبد المجيد الزنداني منها علاقة الإصلاح مع أمريكا. فالشيخ الزنداني، رئيس مجلس شوري الإصلاح والمنتخب من المؤتمر العام أعلي سلطة في الإصلاح وعضو هيئته العليا، وقيادي مؤسس من قبل أن تنمو أظفار محمد قحطان، لايمثل إلي نفسه ولايمثل الإصلاح، بينما اليدومي قحطان هما القلب النابض والممثل والمعبر الوحيد عن مواقف وقضايا الإصلاح! وهذا الثنائي كليهما يحمل رتبة عقيد، اليدومي في الأمن السياسي ووفقا لمعلومات خاصة أنه مايزال يتقاضي راتبه وعلاواته حتي اليوم ولاأدري هل يتقاضاها بحكم أنه أمين عام الإصلاح أم علي معلومات وخدمات أمنية لوجستيه يقدمها؟ ومحمد قحطان عقيد في الجيش. الإصلاح يصافح أمريكا! وقد تمني قحطان في عدد سابق لصحيفة الشرق الأوسط وفي حوار مطول أجرته معه الصحيفة في صنعاء، أن يلتقي بالسفير الأمريكي الجديد توماس كارجيسكي، الذي كان يشغل منصب المساعد الأعلي للحاكم الأمريكي في العراق بول بريمر، وكان يشرف يوميا علي قتل المسلمين هناك واعتقالهم وانتهاك واغتصاب حرائر المسلمين في العراق، ونائبه نبيل الخوري الأمريكي من أصل لبناني الذي كان الناطق الرسمي باسم الإحتلال الأمريكي في العراق. وأشرف علي فضيحة سجن أبو غريب الذي أجبر فيه الجنود الأمريكيون إحدي المسلمات علي أن تشرب مني الجنود بعد أن لطخوه في وجهها بعد اغتصابها أمام والدها بعد أن ربطوه إلي بوابة زنزانته ليشاهدهم وهم يفعلون بها الفاحشة، وعمرها لم يتجاوز السادسة عشرة، وهي تصرخ بصوت صم الأذان حسب وصف مراسل الجزيرة نت الذي اعتقلته قوات الإحتلال الأمريكية في بغداد لمدة ثلاثة أشهر وخرج من السجن ليروي بعض العذابات التي تمت فيه. ولم يلق صوت تلك الحرة المسلمة صداه عند محمد قحطان رئيس الدائرة السياسية لأكبر حزب إسلامي معارض في اليمن، بل راح يتمني مصافحة السفير الملطخة يديه بدماء إخوانه المسلمين حسب أدبيات الإصلاح أن المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله ولا يظلمه ولايحقره. ويعلن قحطان بصراحة تأييده لمبادرات الإصلاح الأمريكية خصوصا مبادرة الشرق الأوسط الكبير التي تجسدت واقعا عمليا في سجن أبو غريب. ولكي يؤدي الثنائي: اليدومي قحطان واجب الإخوة الإسلامية التي يتبناها حزب الإصلاح في برنامجه السياسي وأدبياته ومنهجه سارعا إلي طلب لقاء مع السفير الأمريكي الجديد مؤكدين له اعتدال الإصلاح وأنه حزب ينبذ التطرف والعنف والإرهاب، معتبرا ذبح الأمريكيين بسكين الزرقاوي بشاعة وجريمة لا يقرها الإسلام حسب تصريح للأمانة العامة تستنكر فيه أعمال قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وتعتبرها تشويها للمقاومة وتكريسا للإحتلال حسب تعبيرات بيانات الإصلاح المتكررة. وتلتزم اللقاءات المعلنة بالسفراء الأمريكيين في صنعاء بالأمانة العامة بالودية والمكاشفة حول قضايا الديمقراطية والحريات المدنية وحقوق الإنسان، ولا يشار منها التحدث عن أوضاع المسلمين في العراق وأفغانستان وفلسطين، ولا حتي عن الشيخ المظلوم القابع في زنزانة أمريكية أو الشيخ الزنداني المحاصر في بلده! نموذج إسلامي معتدل! وتؤكد اللقاءات المتكررة للأمانة العامة بالسفارة الأمريكية علي أن ثنائي الإصلاح يجتهد في إقناع الأمريكيين أنه الأصلح لقيادة البلد وأكثر استيفاء للشروط التي تؤهلهم للحكم علي الطريقة الأمريكية كما فعل نظيرهم في تركيا رجب طيب أردوغان وهو مثل أعلي يستشهد اليدومي به دائما علي الحكمة والإسلام النبوي الصحيح وحكمة أردوغان تمثلت في عقد صفقة أسلحة ل إسرائيل أثناء زيارته لشارون في تل أبيب قبل ثلاثة أشهر ليقتل بها المسلمين، وتمثلت في سحبه لقانون تجريم الزنا من البرلمان التركي لأنه يتعارض مع حقوق الإنسان! وهذه الخطوات دفعت الإدارة الأمريكية إلي الإشادة بالتجربة الإسلامية المعتدلة الرائدة في تركيا، وبناء عليها تصرح كوندليزا رايس أن أمريكا لا تمانع أن يحكم الإسلاميون المعتدلون! وتنشر صحيفة اليدومي الصحوة لقاءاته المتكررة ومآدب العشاء والغداء واحتفالات التوديع والإستقبال بالسفراء الأمريكيين الراحلين والجدد، علي صدر صفحاتها الأولي وبالبنط العريض، وحين التقي عمرو خالد بالشيخ الأحمر رئيس الهيئة العليا للإصلاح ورئيس مجلس النواب وحث فيه عمرو خالد علي توعية الشباب بالجهاد وتعليمهم لقاء الأعداء بدلا من لقاء الأحبة وهو عنوان لبرنامج عمرو خالد وحثهم علي الجهاد الذي تحاول أمريكا طمسه وتصويره علي أنه إرهاب، لم يلق هذا الخبر حظه علي صدر الصحيفة بل تم رميه في أخر صفحة وبالبنط الصغير كي لايلتفت إليه أحد! وكان ثنائي اليدومي قحطان قد أقام مأدبة لتوديع السفير الأمريكي في صنعاء آدموند هول في الأمانة العامة للإصلاح، وهو السفير الذي عبر أكثر من مرة عن قلقه من جامعة الإيمان التي أسسها ويترأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني ولم يغادر اليمن إلا وقد أدرج الزنداني ضمن قائمة أخطر المطلوبين وفق معلومات قال أنه حصل عليها من يمنيين في الداخل! وهو السفير الذي اعترف في نفس المقابلة مع صحيفة 26 سبتمبر أنه أشرف ونفذ عملية اغتيال الحارثي ورفاقه في صحراء مآرب وكان يومها هناك أواخر 2002. ولأن الستة المواطنين اليمنيين المسلمين، الذين قضوا نحبهم بالصاروخ الأمريكية الملتهب الذي أطلقته طائرة بدون طيار تابعة للمخابرات الأمريكية أقلعت من قاعدة أمريكية قبالة السواحل اليمنية في جيبوتي، لأنهم ليسوا أعضاء في حزب اليدومي قحطان فلا يستحقون بيان عزاء ومواساة كما فعلت الأمانة العامة للإصلاح لقتلي أنفاق لندن، ولا تستحق العملية التي قتلتهم أي استنكار أو حتي وصف بأنها جريمة بشعة كما يصفون في بيانات إداناتهم وتجريمهم لحوادث لندن ومدريد والحادي عشر من سبتمبر وحتي عمليات القاعدة في العراق وقتل السياح الإسرائيليين في شرم الشيخ وطابا! وتستنكر بيانات الأمانة العامة ذبح الأمريكيين وتصفها أنها بشاعة والإسلام منها بريء وكشفت صحيفة جيراليزم بوست الأمريكية أن حزب الإصلاح أصدر تعميما إلي الخطباء التابعين له في اليمن أن لايتحدثوا عن الجرعة عقب إعلانها وينصرفوا بالناس للحديث عن الجنة والنار واليوم الآخر! وأول من أعلن الجرعات الإقتصادية وتبني برنامج البنك الدولي الأمريكي الأمين العام المساعد للإصلاح عبد الوهاب الآنسي حين كان نائبا لرئيس الوزراء في العام 1995. الإصلاح حليف أمريكا ضد الإرهاب! والمعلومة الأكثر خطورة أن صحيفة الإندبندنت البريطانية كشفت الشهر الماضي عن تواجد 50 عميلا لل FBI في اليمن، ومهمتهم الرئيسية تكمن في تحليل معلومات استخباراتية مقدمة من أجهزة الأمن ومكتب عمليات مكافحة الإرهاب اليمنية. وقالت شبكة أيوراسيانيت المعلوماتية الإخبارية الأمريكية والتي تتخذ من نيويورك مقراً لها أنه بالإضافة إلي المعلومات التي أوردتها الإندبندت بشأن النتيجة التي توصل إليها عملاء ال FBI أنه لم يعد هناك مؤشرات لهجمات أو عمليات إرهابية في اليمن فإن تحليلات ال FBI لم تقتصر علي المعلومات الأمنية والإستخباراتية المقدمة من أجهزة الأمن اليمنية فقط، بل تعدت إلي معلومات سرية تتحفظ عليها كل من الملحقية السياسية والثقافية في سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبصنعاء. وقالت أيوراسيانيت أن الملحقية السياسية والثقافية قد ساعدت سرية ال FBI في الوصول إلي هذه النتيجة عن طريق تزويد السرية بمعلومات استخباراتية حصلت عليها عن طريق نشاطات وتواصل معلوماتي مكثف بين السفارة وبين عناصر حزبية إسلامية معارضة وقومية. وأشارت (أيوراسيانيت) إلي ان عناصر من حزب إسلامي كبير معارض في اليمن، يصفهم مسؤولون أمريكيون في بصنعاء بأنهم حداثيون ومعتدلون في أفكارهم، يقفون وراء كم هائل ونشيط من المعلومات الأمنية والإستخباراتية والسياسية والاقتصادية عن اليمن، حيث يقومون بتقديم خدماتهم المعلوماتية طوعاً إلي دبلوماسيين في الملحقية السياسية والثقافية بسفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في صنعاء، طمعاً في تلقيهم دعماً مادياً بعد أن فقدوا، منذ ما يقرب من خمس سنوات، مئات الآلاف من الدولارات كانت إحدي الدول المجاورة لليمن تقدمها لهم ولجمعياتهم الخيرية علي شكل مساعدات منذ بداية السبعينيات وحتي تحقيق الوحدة سنة 1990. * كاتب متخصص في شؤون الإرهاب [email protected]