كتاب حكايات وأساطير يمنية تأليف/ علي محمد عبده عرض/ علي مهدي الذهب يُعد كتاب (حكايات وأساطير يمنية) من الكتب اليمنية النادرة التي اهتمت بالحكايات والأساطير الشعبية في اليمن وتوثيقها كتراث وموروث يمني وكجزء من حياتنا وخصوصياتنا ولذا عمل الأستاذ/ علي محمد عبده على جمع هذه الحكايات والأساطير في كتابه المشار إليه سلفاً. وفي مقدمته للكتاب يرى الدكتور/على الراعي أن المؤلف (يعرف القيمة الحقيقية لهذا الحكايات والأساطير فهي عنده محاولة من أفراد الشعب لتسجيل مواقفهم وعاداتهم وتقاليدهم وأفراحهم وأحزانهم وهي في الوقت ذاته تصور الصراع بين الخير والشر وبين الإنسان وأعداء الإنسان وتعبر عن التفاؤل العريض الذي يحس به أفراد الشعب من ضرورة انتصار الخير على الشر مهما أظلمت الحياة وقست الظروف وتفنن الطغاة في التنكيل بالناس..). وأضاف الدكتور الراعي: (ولإحساس الكاتب بخط الاندثار لهذه الحكايات مما دفعه إلى المسارعة بتدوين ما يذكر أو ما استطاع استقصاءه من هذه الحكايات). وقبل أن يسرد الكاتب حكاياته تطرق في موضوع بعنوان (لماذا الاهتمام بالأساطير اليمنية؟) إلى (أن حياتنا وتراثنا مليئة بهذه الحكايات والأساطير التي ما من طفل قروي إلا ورويت له أكثر من مرة في ليال متعاقبة وهي حكايات وأساطير لا يعرف أحد عن كثير منها، متى قيلت ولا من هو قائلها وما منها إلا وتناولت حياة فرد أو أسرة أو تعرضت لصراع اجتماعي أو لحالة سياسية معينة لم يستطع المواطنون مقاومتها ومعارضتها فلجأوا إلى نسخ الحكايات والأساطير حولها ليخلدوا مقاومتهم لها وموقفهم منها ويا ليتهم أشاروا إلى الفترة الزمنية فيها ليعرف الإنسان في أي عهد قيلت والشيء الذي يلفت النظر ويستدعي الانتباه في بعض أساطيرنا اليمنية هو أنها لا تجعل محورها الصراع بين الإنسان وأخيه الإنسان وحدهما وإنما تنقله إلى صراع بين الإنسان وبين كائن حي مزيجاً من الوحش والإنسان يتخذ له في كل أسطورة اسماً يعيش على لحوم الآدميين ويتقمص شخصية من يريد كما هو الحال في أسطورتي "الدجرة والجرجوف"). وأشار المؤلف أيضاً إلى أن (هذه الأساطير التي امتلأت بها رؤوسنا وآذاننا في عهد الطفولة بالقرى أخذت تتبخر وتتلاشى من أذهاننا تدريجياً بعد انتقالنا إلى المدن والاستقرار فيها ولم نعد نرى فيها سوى أنها (كلام عجائز) و(سمامي نسوان).. ولكن ما جعلني اهتم بها وأحاول أن أتذكر وأتقصى أكبر قدر منها هو عثوري على صور منها أو شبيهة لها من أعمال أدبية غربية). وتناول الكاتب في كتابه خمسة عشر حكاية وأسطورة يمنية هي: (الجرجوف، الدجرة، ورقة الحنا، حكم الفراسة، بشيبه ولا بكل الشباب، التلويح، جليد أبو حمار، وسيلة، على رأس الظالم تقع، قعادة زاج وقعادة زجاج، سيف القاتل صاحبة التويقت، تطهبشه الكبسه، الحبة، ترنجه). ويرى المؤلف أنه (لما كان تداول هذه الأساطير والحكايات اليمنية قد عاش محصوراً أو مقصوراً على القرى وحدها وأن بعض القرى والمناطق احتفظت بحكاياتها الخاصة بها تتداولها وحدها ولا يعرف الآخرون عنها شيئاً مثل (حكم الفراسة) و (التلويح) و (الحبة) في المناطق الشمالية.. وحكايات (بشيبة ولا بكل الشباب) و(صاحبة التويقت) و (الحراب) في الحجرية.. وهناك حكايات تروى في مدينتي (حيفان) و (الحديدة) بتعبيرين مختلفين يؤديان نفس المعنى).