(اليمن في عيون ناقدة) أحد الكتب المتميزة للأستاذ والباحث/ عبد الباري طاهر حيث يتطرق في هذا الكتاب إلى أشياء وجزئيات قد تكون خارج اهتمامات الكثير رغم أهميتها وضرورة المعرفة بها. ويتناول الكتاب الصادر عن مؤسسة العفيف الثقافية عام 2002م. مجموعة من المواضيع المهمة كان قد قام (المؤلف) بنشر الكثير منها في صحف ومجلات يمنية في أيام مضت ولكن لضرورة معرفتها وتوثيقها عمل (المؤلف) على جمعها في هذا الكتاب الذي سنستعرضه عبر سطور قادمة. ففي أولى مفردات الكتاب يطرح الأستاذ/ عبد الباري طاهر موضوعاً بعنوان (الإرشاد والحوار المفقود) يُعد بمثابة رد وتحليل على موضوع نشر ضده في (مجلة الإرشاد الشهرية) موضحاً فيه الكثير من القضايا كأهمية الرأي وضرورة الخلاف وعدم الخلط بين الرأي الشخصي والدين الإسلامي وعلى ماذا يكون الاختلاف؟ وهل الزبيري اشتراكي الاتجاه؟ والحجر على العقول.. ومفنداً فيه الكثير من الأفكار المطروحة ضده. وفي ثاني مفردات الكتاب يتحدث عن موضوع جدلي بمسمى (الزبيري ومعركة النقاد) مبتدئاً حديثه بالقول: (لم يثر الجدل والنقاش ولم تحتدم المعارك النقدية والأدبية والفكرية في اليمن حول أي أديب أو مفكر في مرحلتنا الراهنة بل ولم تتعدد الاجتهادات والتخريجات وتتباين حول أي شخصية وطنية كما تعددت وتباينت حول أبي الأحرار شاعر اليمن العظيم وشهيدها الخالد محمد محمود الزبيري.. فما هو السر؟) وموضحاً في البدء المعركة النقدية التي دارت حول الزبيري ومتى بدأت هذه المعركة؟ ومن ثم طرح بعض الشهادات بدءاً ب (الزبيري والبردوني) قائلاً: (لعل أكثر النقاد اليمنيين كتابة عن الشهيد الزبيري هو الشاعر والناقد الأستاذ/ عبد الله البردوني فلقد تعددت اجتهادات البردوني وتخريجاته عن الزبيري إلى حد اتسمت بطابع التناقض والارتباك) وكذا (الزبيري والمقالح) حيث (أن المقالح يخضع فعل تناوله لشعر الزبيري للمنهج الذي اختاره في دراسته للشعر اليمني المعاصر والتطورات الموضوعية والنفسية التي مر بها تبعاً للتغيرات الاجتماعية والتطورات السياسية والاقتصادية والفكرية) بالإضافة إلى (الزبيري والجاوي) و(الزبيري وزكي بركات). وفي ثالث مفردات الكتاب يتحدث المؤلف عن عمرو بن معد يكرب الزبيدي (أبو ثور) ] الفارس الثائر الشاعر[ موضحاً قبل ولوجه إلى الموضوع أن (هذا البحث كتب في النصف الأخير من السبعينات وتحديداً أثناء حصار صنعاء واشتعال الحرب اليمنية وحرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب 63 67 ويقيناً فإن توكيد الذات اليمنية لم يكن على حساب الانتماء للأمة العربية وللمعركة المجيدة للدعوة الإسلامية التي يعتبر عمرو معد يكرب أحد فرسانها الكبار) ومن ثم يسترسل في حديثه عن (عمرو في الجاهلية) و (عمرو ورئيس قبيلة مذحج) وقصة (عمرو والسليك ابن السلكة) والحديث عن (انتشار الدعوة الإسلامية في اليمن) و (وفاء عمرو لقائد الثورة) و(الخلاف بين عمرو وسعد بن أبي وقاص) و(دور عمرو في معركة القادسية) و(الحرب في شعر عمرو) و(أراجيز عمرو الحربية) وكذا (الخصائص اليمنية في شعره حيث) (تزخر أشعار عمرو بالخصائص اليمنية وتشكل هذه الخصائص سمة عامة وصفة شمولية على مستوى الشكل والمضمون والأسلوب والمحتوى ليرسما معاً أروع لوحة متكاملة لعصر ومجتمع عمرو على كل المستويات الاجتماعية والسياسية والثقافية). ولذا ف (إننا نلمس صراعاً وتأثيراً متبادلاً بين تيارات فكرية مختلفة يهودية ونصرانية في أشعار عمرو كما نحس اعتزازاً قوياً بدول اليمن وحضارته القديمة عاد ومعين وسبأ وبراقش). وأخيراً يتناول المؤلف الحكم والأمثال في شعر عمرو بن معد يكرب كقوله: لقد أسمعت لو ناديت.... حياً ولكن لا حياة لمن تنادي. وفي رابع مفردات الكتاب يتناول الأستاذ/ عبد الباري طاهر كتاب (صفة جزيرة العرب) للسان اليمن الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني ومن تحقيق الأستاذ/ محمد بن علي الأكوع بأسلوب تحليلي واستعراضي متميز موضحاً أن الكتاب (يرسم لوحة متكاملة للجزيرة العربية وتتسم هذه اللوحة بالشمول والغنى والتنوع والعمق النابع عن معرفة حقيقية بهذه الجزيرة وأوضاعها بموسوعية لا تضاهى). وفي خامس مفردات الكتاب يتحدث المؤلف عن (اليمنوالحجاز كما رآها أبن المجاور) مستعرضاً أهم ما كتبه إبن المجاور عن ذلك، وأبن المجاور مؤرخ وعالم بالحديث من دمشق. وفي سادس مفردات الكتاب يتحدث عن اليمن في عيون الثعالبي موضحاً (اليمن والجزيرة كما ترويها الرحلة اليمانية لعزيز الثعالبي أغسطس 17/ أكتوبر/ 1924م) ومتحدثاً عن بداية رحلته داخل اليمن من عدن إلى سلطنة لحج والتوجه إلى الحواشب ومن ثم مواصلة الرحلة إلى أرض القحطانيين. إلى الحديث في نهايات الكتاب عن التعريف ببعض المدن اليمنية كما يصفها الثعالبي ولقائه بالإمام يحيى.