على مدى أربع سنوات فعلت السياسة بالأطباء ما لم تفعله بغيرهم تجزأت النقابة إلى كيانات سياسية المؤتمر الحاكم يتبنا إحداها والمشترك يدعم الأخرى طال عصر الشتات فكسب الساسة وخسر الأطباء. منتصف العام الفائت اتفقت قيادة النقابتين على لم الشمل تم ذلك بإجراء انتخابات في معظم المحافظات ويعيش هذه الأيام أطباء العاصمة صنعاء استعدادات مكثفة لإنتخاب نقابتهم التي تعتبر المحطة الأهم في تحديد هوية الخارطة السياسية لقيادة النقابة الجديدة لذا بدت أنظار السياسيين شاخصة لمتابعة مايجري ويخشى البعض أن تستعيد النقابة سالف أيام الفرقة والضياع حول هذا الموضوع وتفاصيل هامة حاورت "رأي" الدكتور عبد الكريم تامر أمين عام نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين التي يؤكد ضيفنا على شريعتها ويحسبها معارضيه على الحزب الحاكم....فإلى الحوار - لنبدأ بتقييمكم للانتخابات الفرعية التي أ جريت في معظم المحافظات؟ أولاً اشكر صحيفة "رأي" على اهتمامها بقضايا الطب والأطباء واهتمامها بشكل خاص بهذا الحدث الطبي الهام الذي يفضي إلى انتخاب نقابة موحدة تحفظ للأطباء حقوقهم وتحمي المجتمع من عبث المتطفلين على المهنة,والحقيقة أنه بعد عدة أعوام من زمن الشتات وبعد جهود جبارة بذلها خيرون في الوسط الطبي التقينا في منتصف العام الماضي واتفقنا على ميثاق شرف وشكلنا لجنة مشتركة مكونة من عشرة أطباء أعضائها من كلا النقابتين تنظم سير الانتخابات في جميع المحافظات وفق لائحة تنظيمية فيها أسس و ضوابط هذه الانتخابات وتمكنا إلى حد الآن من إجراء الانتخابات في سبعة عشر محافظة وجميعها تمت دون حدوث أي اختلالات أو تجاوزات,وقد رضي الجميع بنتائجها وليس لدينا أي إشكالية,وسوف نتعامل مع القيادة الجديدة بحسب ميثاق الشرف, واليوم نستعد لانتخاب قيادة نقابة أمانة العاصمة . * انتخابات الأمانة تحظى باهتمام الجميع سياسيين وأطباء أين وصلت استعدادكم لذلك ؟ منتظرين لقرار اللجنة التحضيرية المكلفة بفرع الأمانة لاستيفاء جميع الإجراءات من تسجيل معظم الزملاء وتجهيز البطائق والقاعات وعندما يتم إبلاغ اللجنة الإشرافية باستيفاء ذلك سنكون على استعداد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد في ال 24 من الشهر الجاري وكل ما نتمناه ألا يمارس السياسيون خلافاتهم الحزبية من خلال النقابة فعلى الجميع أن يعمل على توحيد الجهود من أجل لم الشمل. * من خلال متابعتكم لعمل اللجنة التحضيرية كيف تقيمون مستوى الإقبال ؟ ليس لدي أي معلومة بهذا الخصوص لكن الجميع يعرف أن هناك تكدساً كبيراً للأطباء داخل الأمانة,وكما أفاد الزملاء في اللجنة الاشرافية, فإن العدد المتوقع لحضور الانتخابات بحدود 3500 مشارك,ولقد كان أحد أسباب تأجيل إجراء الانتخابات من ديسمبر الماضي حتى ال24 من يناير الجاري ان عدد الأطباء الذين استكملت وثائقهم حينها 1500في حين يقدر عدد أطباء العاصمة ب 3500 طبيب ومن خلال صحيفتكم أدعوا جميع أطباء العاصمة إلى سرعة تسجيل أسمائهم أو استكمال وثائقهم من أجل اختيار من يمثلهم خير تمثيل ويتفانى في سبيل الدفاع عن حقوقهم. * كم الحد الأدنى النصاب القانوني كي تجرى الانتخابات في موعدها ؟ وفقا لبنود اللائحة ينعقد الموتمر العام لأطباء أي محافظة بحضور الثلاثين زائد واحد من قوام الأطباء في اليوم الأول و إذا لم يستكمل النصاب تؤجل الانتخابات إلى اليوم الثاني بالنصف زائد واحد وفي حال تعثر ذلك يتم الانتخاب في اليوم الثالث بالثلث زائد واحد. * بالنسبة للترشيح هل سيكون على أساس قوائم متساوية لكلا النقابتين ؟ نحن في نقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين لن ندخل الانتخابات بقائمة ترشيح حزبية لأن ذلك سيكون بمثابة دخول أحزاب ونحن نقابة مهنية, وأتمنى من الزملاء في نقابة الأطباء والصيادلة أن يتخذوا الموقف ذاته لأن هذا الأمر سيجسد حقيقة أن الجميع يضعون المهنة فوق كل الاعتبارات الأخرى. * في حال أصر بعض الأطباء على الدخول بقائمة حزبية هل سيرفض طلبهم ؟ ليس في اللائحة ما يمنع ذلك ولن نصادر طلب أي مجموعة أو أحزب لكننا نتمنى من الجميع أن يعطوا فرصة حقيقية لكل المشاركين بحرية اختيار من يمثلهم وفق اعتبارات مهنية بعيدا عن أي انتماء سياسي أما ميثاق الشرف فانه يعطي الحق لأي عضو بترشيح نفسه فرداً أو ضمن قائمة إن أرتائي له ذلك. * جهات في المعارضة تؤكد سعيكم إلى استغلال إمكانيات الدولة من أجل الفوز ما تعليقك على ذلك ؟ نحن متهمون منذ البداية ومن العيب أن تكال التهم لأي شخص وفق المنظور الماركسي من لم يكن معنا فهو ضدنا,فنحن تجمعنا روابط مهنية فلا يجوز أن نكون أذناب للسلطة أو أي أحزب وما دمنا اتفقنا على تشكيل نقابة موحدة فلا داعي لإطلاق التهم؛ والأمر الثاني إذا كانت لدينا رغبة في التمسك بالنقابة فنحن النقابة الشرعية التي تمتلك المقرات,ونتلقى الدعم من وزارة الشئون الاجتماعية ونتعامل مع جميع الجهات الحكومية ولكننا رفضنا إقصاء زملاء المهنة,فقررنا دمج النقابتين,فمن الخطاء تسويق التهم. * أنتم كنقابة شرعية كما ذكرت هل لديكم برنامج في هذه الانتخابات ؟ أؤكد للجميع أننا نحث كل الزملاء على اختيار الشخصيات التي يرون انها ستكون خير من يمثلهم حتى لو كانت من المعارضة, فما نسعى إليه حاليا هو أن يكون لكلً من المرأة والقطاع الخاص والعام والعاملين في الحقل الجامعي نسبة معينة بحيث تكون النقابة المنتخبة ممثلة للجميع. * خلال فترة الشتات,ماذا قدمت نقابتكم للأطباء خاصة والمهنة بشكل عام؟ على مدى أربع سنوات كنا السباقين في المطالبة بتحسين الوضع المعيشي للأطباء,أما نقابة الأطباء والصيادلة فقد أضاعت ميزة الكادر الخاص الذي منحه قانون مزاولة المهنة الصادر عام 2002م للأطباء؛لأن الزملاء في النقابة لم يتابعوا تنفيذ القانون آنذاك وحينما انقسمت النقابة عام 2004م وطالبنا بهذه الميزة فوجئنا بأن القانون ألغي إذ أن مدة تنفيذه حددها القانون ذاته بستة أشهر فقط الشيء الثاني حينما صدر برنامج إستراتيجية الأجور استطعنا استصدار قانون يمنح خريجي الطب عن كل سنة دراسية ثلاث سنوات عمل وبالتالي ارتفعت القيمة الفعلية لراتب الطبيب الخريج عن نظرائه في القطاعات الأخرى وإضافة إلى ذلك نفذنا عدد من الإعتصامات أمام مجلسي النواب والوزراء للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية للأطباء وتمكنا من صرف بدل طبيعة العمل * هم أيضا نفذوا عدداً من الإعتصامات ويؤكدون أن بدل طبيعة العمل لم تصرف بعد؟ كانت لأغراض سياسية وهناك بعض المزايدات فبعض الموسسات الصحية وبعض المحافظات صرفت لها طبيعة العمل وخلال اجتماعنا الأخير بوزير الصحة فنددنا الموضوع,حيث أكد الوزير أن الهدف من إستراتيجية الأجور هو إصلاح الإختلالات الوظيفية فبعض المحافظات حققت ذلك والبعض الآخر لم تمض بعد,قد يكون تقاعساً أو حفاظاً على مصالح الشخصيات الوهمية. * لا علاقة لكم بالإصلاح الوظيفي واجبكم المطالبة بحقوق زملائكم؟ كلامك صحيح وقد حصلنا على وعد من وزيري الصحة والخدمة المدنية بأن جميع العاملين الحقيقيين سيحصلون على كل مستحقاتهم ابتداء من شهر مارس 2007م. * توقيت الوعود قد يكون دعاية انتخابية لممثلي الحزب الحاكم في النقابة ؟ لا أعتقد ذلك لأن محضر الاتفاق تم في حضور ممثلين عن كل النقابات بما فيها ممثلين لنقابة الأطباء والصيادلة. * في حالة فوز قيادة مؤتمريه ألا تخشى أن تتجاهل الحكومة تنفيذ وعودها ؟ أنا متأكد من أن حسن الاختيار سيمكن القيادة الجديدة من تنفيذ عدد من المهام وعلى رأسها هذه الوعود التي تعدّ من أوليات أي قيادة جديدة. * التجارب السابقة تؤكد تنصل الحكومة من أغلب ما وعدت به ؟ سنتعامل مع الحكومة على أساس مهني وسنضغط عليها حتى نحصل على حقوقنا المشروعة ولن نتلكأ في ذلك كما فعلت قيادة النقابة عام 91م حينما طالب الأطباء برفع رواتبهم و لأن رئاسة الحكومة كانت اشتراكية وكذلك قيادة النقابة فقد جعل الأخيرة ترد على الأطباء لماذا تريدون إحراج حكومة الاشتراكي والأمر ذاته حصل في عام 97 م من جانب التجمع اليمني للإصلاح أما المؤتمر الشعبي فلو أراد أن يمارس السياسة فسيمارسها من خلال مجلسي النواب والوزراء * لكن هذه السياسة لم تكن يومأ ما لصالح الأطباء ؟ القيادة الجديدة ستتمكن بفعل وحدتها من تطويع تلك السياسة لخدمة مطالبنا المشروعة وسيكون تفاوضها مع الحكومة و سيحسب لعدم الاستجابة لمطالبها ألف حساب فالوحدة عامل قوة * في حالة فوز قيادة لها علاقة باللقاء المشترك هل ستسلم المقرات التي تحت أيديكم؟ ما دام ارتضينا على ميثاق الشرف وعلى العملية الديمقراطية فسوف نسلم لهم كل ما هو تحت تصرفنا وسنقدم لهم العون والمساعدة و إذا ما التزموا بالنظام الأساسي المتفق عليه وفي الدفاع عن حقوق الأطباء فسنكون جنودهم المخلصين. يخشى البعض من أن عدم الفوز بنتائج متقاربة بين كلا النقابتين في انتخابات. * العاصمة قد يتسبب في العودة إلى دائرة التشرذم مجددا؟ هذه النوايا نلحظها عند البعض لكن بالنسبة لنا كممثلين لنقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين سوف نسلم بالنتائج أياً كانت, فوحدة النقابة هي السبيل الوحيد لتلبية مطالبنا وحماية المجتمع من عبث المتطفلين على المهنة.