شكا ولا يزال العالم من تأثيرات الأزمة المالية العالمية في شتى مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، باستثناء قطاع الرياضة الذي على ما يبدو لا يزال صامداً أمام هذه الأزمة حتى وإن ظهرت بعض الشكاوى من قبل أندية بعينها. لقد تمثل عدم اكتراث الأندية بالأزمة المالية العالمية إلى حد ما في عملية شراء اللاعبين المحليين والأجانب، حيث استمرت الصفقات القياسية، وتضاعفت معها الأرقام بشكل لا يوحي بأن الاقتصاد العالمي مريض، وبقيت أنديتنا العربية المنافسة على ما يبدو - في ما يخص شراء اللاعبين- أكثر قدرة على المنافسة للحصول على خدمات نجوم كبار. بيد أن هذا لم يثنِ بعض الحكومات في وضع توصيات بتقليص الدعم الحكومي على الرياضة وتحديد الميزانيات في بعض البطولات الرياضية لكرة القدم تحديداً، لكن ما يخص صفقات التعاقدات مع اللاعبين ظل في حالة لضم ألمع النجوم والأسماء، ففي الوقت الذي تسابق فيه قطبا الرياض الهلال والنصر على تحطيم الأرقام القياسية بتعاقدات غير مسبوقة، وصلت قيمة مدافع النادي الإسماعيلي المصري شريف عبد الفضيل إلى 8 ملايين جنيه مصري بسبب تنافس الأهلي والزمالك المصريان للحصول على خدماته. وفي وقت اتخذت فيه الحكومتان الكويتية والقطرية إجراءات لتخفيض النفقات عن طريق ضبط الصرف وتقليل الدعم المقدم للتعاقد مع المحترفين والمدربين، بدت الأندية الإماراتية والسعودية بعيداً عن أزمة هذه التعاقدات التي تزايدت بشكل كبير، وفي حين لجأ الأهلي المصري إلى أندية الدرجة الثانية لتدعيم صفوفه، واجه مشكلة مضاعفة الأسعار، حيث اضطر للحصول على خدمات لاعبين بأكثر من قيمتهم الحقيقية بكثير. وعلى المستوى العالمي، على الرغم من بروز أسماء كبيرة لأندية استأثرت بالصفقات الكبيرة خاصة ناديي ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، بينما دخل برشلونة السباق متأخراً بصفقة إبراهيموفيتش، فإن بعض الأندية وحتى هذه الأندية الكبيرة فشلت في إتمام صفقات بسبب الأزمة المالية العالمية، في حين فشل ميلان في إتمام صفقة الهداف فابيانو، عجز الريال والبرشا من التعاقد مع لاعب نادي فالنسيا لعدم قدرتهما على دفع 50 مليون يورو، كما تبخرت أحلام المهاجم المصري عمرو زكي في الاستمرار في أوربا بعد موسم جيد مع نادي ويجان الإنجليزي حينما غالت إدارة ناديه الزمالك في قيمته. وعلى ما يبدو من خلال قيمة التعاقدات مع لاعبين أجانب في الدوري الإماراتي فإن قيمة هذه التعاقدات توازي مقابل التعاقدات التي تبرمها الأندية الأوروبية، في حين بلغ التعاقد مع المهاجم البرازيلي ريكاردو اوليفيرا مقابل 14 مليون يورو من قبل نادي الجزيرة، تتداول أنباء حول مفاوضات العين مع مهاجم من شيلي بقيمة 35 مليون يورو. وفي ظل ارتفاع صفقات التعاقدات مع اللاعبين الأجانب والمحليين .. تشير مصادر إعلامية إلى أن مقابل التعاقدات في دولة الإمارات العربية المتحدة تصل إلى المليار درهم، وأمام الارتفاع الكبير في أسعار اللاعبين قرر الاتحاد الإماراتي لكرة القدم وضع حد للتعاقدات مع اللاعبين وفق قدراتهم، ووضع سقف محدد لأسعار اللاعبين، وقد قوبل هذا القرار بارتياح كبير من الأندية الإماراتية. وإجمالاً فإن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر على عملية الانتقالات والتعاقدات مع لاعبين أجانب ومحليين في الأندية العربية، بل إن اغلب هذه الأندية أبرمت تعاقدات مثيرة وضخمة، والبعض منها عسكر بدول أوروبية ، وأخرى عربية.