في حين لا يخفى على أحد حقيقة التطور الخطير الذي وصلت إليه قضية صعدة الآن، يرى البعض أن كلا طرفي الحرب ظهرا في الحرب السادسة وكل منهما يريد أن يظهر للآخر أنه لا زال متماسك. الحوثيون ظهروا هذه المرة وهم أكثر تماسكاً وتطوراً أكثر من كل الأوقات السابقة، ولاسيما في الشأن الإعلامي، إذ يرى المتابعون أنهم حاولوا بعملهم الإعلامي ولو على شبكة الإنترنت، الوصول إلى ما يرومونه من مرام. وهو وصول صوتهم إلى خارج اليمن. البعد الإقليمي والمذهبي لأزمة صعدة هذه المرة، صار أكثر وضوحاً وبات لا يخفى على أحد، ففي حين لا تزال نيران الحرب مستعرة في بعض مناطق محافظة صعدة، بادرت وسائل إعلامية خارجية للتدخل في الشأن الذي تعتبره الحكومة اليمنية، شأناً داخلياً. وبادرت على إثرها الحكومة اليمنية على استهجان ذلك الموقف الذي يعد تدخلاً بحتاً في الشأن المحلي. وإلى جانب ما تناولته وسائل إعلام إيرانية فيما يتعلق بحديثها عن تدخل الطيران السعودي لقصف مواقع حوثية، وهو الأمر الذي نفته القوات اليمنية لاحقاً, كان إلى ذلك، قد طالب أحد المعارضين الشيعة في العراق بفتح مكتب للحوثيين في بغداد. وفي أحدث تطورات للتفاعل مع قضية صعدة خارجياً، اتهم نائب بحريني، من نواب الأكثرية، جمعية معارضة بأن لها "تحركات مشبوهة" تهدف إلى دعم حركة الحوثي في اليمن. وقال النائب المستقل الشيخ جاسم السعيدي نائب رئيس اللجنة التشريعية والقانونية في البرلمان البحريني إن "شخصية حوثية كبيرة زارت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، والتقت نوابها فقط" مشيرا إلى أن هذا الشخصية البارزة قدمت إلى البحرين قبل بدء الحرب السادسة في اليمن، مشيرا إلى أن وكانت اليمن اتهمت إيران بتمويل الحوثيين، وقال وزير الإعلام اليمني حسن أحمد اللوزي إن هناك جهات خارجية تقدم الدعم المالي والسياسي لعناصر الحوثي في صعدة، مشيرا إلى أن "ما تتناوله وسائل الإعلام المتمثلة في قناتي العالم والكوثر، وإذاعة طهران تكشف الجهة التي تدعم وتمول الحوثيين". وأضاف إن تلك الوسائل الإعلامية "لها حسابات خاصة بها، وهي حسابات الدولة المسئولة عنها"، في إشارة ضمنية لإيران. وذكر موقع "وطن" الإخباري، أن النائب البحريني عن اللقاء بين القيادة البحرينية وأعضاء جمعية الوفاق المعارضة قال "كان لقاء سياسيا من الدرجة الأولى، واستبق بقليل التصعيد الأخير للحرب الدائرة بين الحوثيين والقوات الحكومية، أو ما تعرف بالحرب السادسة". وفي2007 قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن المتمردين الحوثيين يتلقون دعما من بحرينيين، غير أن وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة رد بالقول إن بلاده لن تتردد في التحقيق مع أي شخص أو جماعة بحرينية يثبت تورطها بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن. وأضاف وزير الداخلية البحريني أن بلاده "لم تردها أي معلومات حول تورط بحرينيين في دعم المتمردين الحوثيين في اليمن". وأكد الشيخ راشد، حينها، أنه في حال ثبوت تورط أي شخص أو جماعة بحرينية في دعم الحوثيين فانه سيتم فتح تحقيق في هذا الشأن، مشددا على أن البحرين حريصة كل الحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن أو أي دولة أخرى. وقال النائب البحريني السعيدي إن قانون الجمعيات في البحرين يمنع مثل هذه الاجتماعات ويمنع التدخل في شؤون الدول الخارجية وسياساتها، "وبالتالي فإن ما تقوم به الوفاق من اجتماعات مع الحوثيين أو مع حزب الله اللبناني كلها اجتماعات مرفوضة خصوصا أن هذه الأطراف لم تجلب إلى الأمة إلا الدمار والخراب، فالحوثيون يخوضون حربهم ضد الحكومة اليمنية الشرعية، وحزب الله يحاكم أفراده في مصر والأردن بسبب أنشطتهم غير القانونية". ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاتهام إلى أزمة كبيرة بين نواب الأكثرية والأقلية داخل البرلمان البحريني، كما أن الاتهامات التي وجهها البرلماني البحريني يمكن أن تنعكس على العلاقات بين اليمنوالبحرين، ومن المتوقع مع هذه الاتهامات والشكوك أن تصدر المنامة بيانا توضح فيه موقفها. وفي أحدث التطورات الإقليمية لأزمة صعدة، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن أمله بعودة الهدوء إلى اليمن. وقال متكي في اتصال مع الدكتور أبو بكر القربي أمس الاثنين إن بلاده حريصة على وحدة وأمن واستقرار اليمن، معرباً عن ثقته بحل المشاكل الراهنة بشكل سلمي وعن طريق الحوار السياسي من خلال حنكة القيادة اليمنية.