نسبت جريدة «الجريدة» الكويتية إلى مصادر دبلوماسية رفيعة قولها أمس، أن مصر بدأت تحركاً دبلوماسياً وميدانياً، في محاولة لاحتواء الأزمة اليمنية بوكالة من أطراف عربية. في هذا السياق، وصل إلى صنعاء السبت، وزير الخارجية المصرية أحمد أبوالغيط، ورئيس جهاز الاستخبارات المصرية العامة عمر سليمان، لإطلاق تحرك عربي مهم لاحتواء الأزمة بين السلطة والمتمردين الحوثيِّين، وبين السلطة والانفصاليين الجنوبيين. وتأتي زيارة أبوالغيط وسليمان، في أعقاب تسريبات دبلوماسية بشأن تدخُّل مصري مدعوم من الجانب السعودي والإماراتي والأردني، لوضع حد للتدهور في اليمن والتنسيق لعقد حوار وطني يشمل جميع الفرقاء في الداخل والخارج بهدف استراتيجي رئيسي هو الحفاظ على الوحدة اليمنية. وقال مصدر رفيع في السفارة اليمنية في القاهرة ل«الجريدة»: إن «الدول العربية المعنية أوكلت قيادة هذا التحرك إلى مصر، لأنها تحظى بثقة معظم اليمنيين ولا تعادي أياً من الأطراف اليمنية، وتمتلك رصيداً ضخماً من العلاقات التاريخية مع اليمن، وبالتالي فإن تحركها سيكون مقبولاً ونزيها عند معظم هذه الأطراف، سواء مع الحراك الجنوبي، أو مع الحوثيِّين في الشمال، أو مع أحزاب المعارضة اليمنية». وكانت مصر قد حذرت في وقت سابق من تدخل «أطراف خارجية لها أجندات إقليمية» في الشأن اليمني، دون أن تذكر هذه الأطراف بالاسم، وأعربت في تصريحات على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي، عن قلقها من «اتجاه بعض الأطراف المحلية اليمنية إلى تبنّي مواقف من شأنها تهديد الأمن والاستقرار الداخلي ووحدة أراضي البلاد، بالنظر إلى ما قد يستدعيه ذلك من تداعيات تسهم أيضا في تدعيم تيار التطرف والغلو». ويرى رئيس تحرير مجلة «أكتوبر» المصرية والخبير في الشأن اليمني مجدي الدقاق أن الاتصالات بين الرئيس المصري ونظيره اليمني كانت متصلة منذ بدء اندلاع الأزمة في صعدة والمناطق الجنوبية، وأن الأجهزة المصرية على اتصال بشكل مستمر بالأجهزة اليمنية المعنية. وعن زيارة أبوالغيط وسليمان، قال الدقاق ل«الجريدة» إنها «تأتي استكمالا لهذه الاتصالات، وتأكيداً لسيادة اليمن واستقلال قراره واستقرار وضعه ووحدة أراضيه، فنحن نعلم أن مصر وقفت مع الشعب اليمني عبر مسيرته الوطنية كلها، سواء الثورة أو الجمهورية أو الوحدة». وربط عضو لجنة السياسات في «الحزب الوطني الديمقراطي» أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان جهاد عودة، في حديث مع «الجريدة» بين ملف القرن الإفريقي وملف دول حوض النيل، لافتاً إلى أن «التحرك المصري في الملفين يأتي في إطار واحد، ويخضع لرؤية واحدة، فاليمن جزء مهم جداً في إطار أمن القرن الإفريقي، وهو جزء من الأمن المصري والعربي، وأي توتر في هذه المنطقة يُخصم من الرصيد المصري مباشرة».