تعيش مدينة عدن ليلة مشحونة بالتفجر، ويعيش الكثير من قياداتها السياسية والأمنية حالة توتر عالية فيما تتواصل المساعي الجادة على عدة مسارات لنزع فتيل أزمة عنيفة. ففيما تشهد المدينة توافد المئات من أبناء المناطق والمحافظات المجاورة، تعيش الأجهزة الأمنية مايشبه حالة استنفار استعدادا لتنفيذ قرار اللجنة الأمنية بمنع اعتصام قرر المتقاعدون العسكريون تنفيذه غداً. وكانت قيادات أمنية عليا في المحافظة قالت في تصريحات صحفية بأن اللجنة الأمنية اتخذت في اجتماع لها اليوم قراراً يرفض السماح بأية تجمعات أو مسيرات أو مظاهرات إلا بعد الحصول على التراخيص الرسمية اللازمة والصادرة من الجهة المختصة المخولة قانوناً. مهددين بمنع تنفيذ الاعتصام الثاني للمتقاعدين العسكريين والمدنيين في المحافظات الجنوبية وأنهم سيتخذون كافة الإجراءات القانونية في التصدي بحزم لكل من تسول له نفسه المساس أو العبث بالأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي والسكينة العامة، حسب تصريحاتهم. من جانبهم أكد مقربون من مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين أنهم سينفذون الإعتصام رغم تهديدات السلطات الأمنية. وفي السياق ذاته عبرت قيادات سياسية ومدنية ل(رأي نيوز) عن قلقها من أن تتحول عدن غداً إلى ساحة لأعمال عنف نتيجة إصرار المتقاعدين على تنفيذ اعتصامهم وإصرار السلطات على منعهم، وأهابت بالجميع تجنب مالايحمد عقباه، محذرة من أن أي إجراء عنيف من قبل أي طرف سيزيد الاحتقانات ولن يحل المشكلة. واعتبر الكثير من الراصدين أن اختيار توقيت المظاهرة الذي يحمل تلميحاً إلى (اجتياح العراق للكويت) استفزازياً ولايعالج أي من قضايا الوطن بغض النظر عن طبيعة القضية، في حين أن التعامل الرسمي مع شكاوى المتقاعدين كان بحاجة لجدية أكثر في المعالجة.