بدأت اليوم فعاليات ملتقى صنعاء الأول للديمقراطية في الوطن العربي تحت شعار(نحو مستقبل ديمقراطي أفضل), والذي تنظمه الرابطة العربية بالتعاون مع منتدى جسور الثقافات والمركز الوطني لحقوق الإنسان والإتحاد النسائي العربي العام ويستمر على مدى يومين. وفي الملتقى الذي ينعقد بمشاركة 75 ممثلاً عن منظمات المجتمع المدني من 18دولة عربية هي اليمن, مصر, السعودية, تونس, المغرب, الجزائر, موريتانيا, سوريا, فلسطين, البحرين, الإمارات, قطر, الكويت, ليبيا, السودان, العراق, لبنان, والأردن, وذلك بهدف تعزيز الديمقراطية والمساهمة في خلق إستراتيجية عربية للمجتمع المدني العربي نحو تحقيق التطلعات الديمقراطية لمجتمعات المنطقة, وبما يحقق تفعيل دورة نحو ترسيخ المفاهيم والمبادئ الديمقراطية. رئيس الجمهورية أكد من خلال رسالته الموجهة للملتقى أن الديمقراطية كآليات وممارسات وأنظمة وقوانين أصبحت ضرورة لا غنى عنها للتطور والتنمية وخصوصاً إذا دعمتها مؤسسات وأجهزة الرقابة والمساءلة طبقاً لسيادة القانون واستقلال القضاء وتداول السلطة سلمياً, إلى جانب تحقيق المساواة وتمكين المرأة كجزء فاعل ومهم من المساهمة في عملية التقدم والإصلاح والسير في طريق التعددية واحترام حقوق الإنسان. وأعلن رئيس الجمهورية عن استعداد اليمن لدعم كل الجهود المخلصة والجادة في الإطار العربي لخدمة التوجه الديمقراطي الذي قال عنة أنه خيار لا عودة عنه ولا بد من السير فيه بما يعزز التنمية والعدالة ويوفر الرفاه والتقدم للمجتمع. فيما أوضح الدكتور عبد الكريم الإيراني رئيس منتدى جسور الثقافات رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى أن ملتقى صنعاء الأول للديمقراطية في الوطن العربي والمنعقد حالياً يعتبر اللقاء الثاني للشركاء الديمقراطيين مؤسسي الرابطة العربية للديمقراطية, مشيراً إلى أنه ومنذ سنة ونصف عمل منتدى جسور الثقافات والمركز الوطني لحقوق الإنسان وتنمية الديمقراطية إلى جانب مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان وعدد من المفكرين والناشطين في الوطن العربي على تأسيس(حركة عربية وميثاق عربي للديمقراطية) تحولت بجهود الشركاء الديمقراطيين من 15 دولة عربية إلى (الرابطة العربية للديمقراطية) وأصبح الميثاق عهداً عربياً للديمقراطية, موضحاً أن ذلك التحول التأسيسي للرابطة كان في لقاء صنعاء المنعقد في الفترة (13 14) يونيو الماضي. وأشار الإرياني إلى رواد الحرية والمساواة في الوطن العربي الذين نادوا من أجلها منذ العقود الأولى من القرن المنصرم, معتبراً كل من يعتقد أن الدعوة إلى الحرية والمساواة في الوطن العربي ظاهرة حديثة مخطئاً إضافة إلى كل من يعتقد أن العمل من أجل تلك المبادئ ليس إلا مجاراة أو خضوع لإرادة خارجية أو في سبيل السير في الركب الذي تسير فيه غالبية الأمم في القرن الحالي. من جانبها اعتبرت رمزية الإرياني الأمين العام للاتحاد النسائي العربي رئيسة اتحاد نساء اليمن الديمقراطية وحقوق الإنسان مطلباً أساسياً في كل العالم، مشيرة إلى أنها لن تتحقق في العالم الثالث إلا بتغيير المفاهيم الاجتماعية وزيادة الوعي وتغيير البنى الاقتصادية وتطبيق القوانين الموضوعة، والاعتراف بحقوق المرأة في الواقع العملي. وأوضحت إنه لاتزال هناك فجوة كبيرة بين واقع المرأة في العالم الثالث وطموحها، وأن مشاركتها الحقيقية لاتزال تواجه تنظيمات سياسية غير مؤمنة بالمسار الديمقراطي وتحمل رؤى ثقافية واجتماعية سلبية، منوهة إلى أن المرأة العربية مازالت تواجه الكثير من التحديات أهمها مشاركتها الفعلية في التنمية للنهوض بواقعها والدخول في عالم التكنولوجيا والتطورات الحاصلة حالياً. الأمين العام للاتحاد النسائي العربي أشارت إلى أن تكريس ثقافة الديمقراطية وقبول الرأي الآخر ونبذ العنف، والفكر الشمولي والأصولي وتجلياتهما في العمل السياسي والثقافي، له انعكاسات إيجابية على النهوض بالمرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، إلى جانب أنه أساس الديمقراطية ولن تكون هناك ديمقراطية في ظل غياب حقوق الإنسان، مضيفة أنه لايمكن تكريس ثقافة حقوق الإنسان في مجتمع لايملك الأمن الغذائي أو التعليمي أو الصحي، أو في مجتمع ليس له الحق في المشاركة السياسية. ومن المقرر أن تتم خلال الملتقى مناقشة عدد من المحاور تتعلق بالحكم الرشيد والانتخابات، حرية الرأي والتعبير، تمكين المرأة، الثقافة الديمقراطية في مناهج التعليم. يذكر أن الرابطة العربية الديمقراطية التي ستناقش خطة عملها للسنوات الأربع المقبلة خلال فعاليات الملتقى هي هيئة حقوقية وثقافية وفكرية عربية.