أعلن مصدر مسئول بمجلس الشورى في اليمن أن قائمة الثلاثين مرشحاً لعضوية الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، قدمها مجلس الشورى ،السبت، إلى مجلس النواب ليتم اتخاذ إجراءاتهم القانونية قبل رفعها إلى رئيس الجمهورية طبقاً للقانون. وقال المصدر أن القائمة النهائية قدمت للبرلمان بعد اختيار أعضاء المجلس لهم من بين مائة وخمسين متقدماً استخلصتهم اللجنة الشوروية الخاصة بالنظر والبت في خمسمائة وستة عشر طلباً للترشيح .. مبينا أنه لم تكن هناك قائمة مسبقة تتجاوز القانون والمهام المناطة بالمجلس أو تفرض على أعضائه. وأوضح المصدر أن نتيجة الاختيار الذي تم بشفافية كاملة كانت قائمة وطنية شاملة للتخصصات والخبرات والكفاءات المطلوبة لعمل هيئة مكافحة الفساد، وقد اشتملت تلقائياً مختلف التوجهات السياسية والجغرافية والأطياف الاجتماعية اليمنية. ونوّه المصدر في تصريح نقلته وكالة سبأ الرسمية بشفافية وسلامة الإجراءات التي اتبعها مجلس الشورى ووافق عليها أعضاء اللجنة الرئيسية للمجلس واللجنة الشوروية الخاصة بالنظر والبت في طلبات الترشيح .. مؤكداً عدم تعارضها مع القانون 39 لسنة 2006م بشأن مكافحة الفساد الذي لم يمنع المجلس من اختيار المرشحين عبر الاقتراع السري بعد وضع معايير المفاضلة بينهم بجانب الأخذ بالشروط والمعايير القانونية الأساسية. ولفت المصدر الشوروي إلى أن المجلس أسهم في ضبط طبيعة الشروط لعضوية الهيئة، وذلك بناءً على توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية يوم لقائه في يناير الماضي رئيس المجلس الأخ عبدالرحمن محمد علي عثمان، وأعضاء المجلس أحمد السلامي ، إسماعيل الوزير، عبدالله مجيديع، ومحمد أحمد أفندي. وشدد على التزام المجلس بمهامه الدستورية وصلاحياته القانونية وتعزيزها بتشكيل اللجنة الخاصة من قِبل المجلس وضمنهم من التقاهم الأخ الرئيس ثم شاركوا في كافة أعمالها. وأعرب المصدر عن اعتزاز المجلس بجهود الأعضاء المشاركين في اختيار المرشحين واقتراح المعايير ووضع القوائم وكذلك من تحفظوا على الإجراءات التي أقروها سابقاً ولم تتم بمعزل عنهم.. مبيناً أن طبيعة عمل هيئة مكافحة الفساد رقابية غير سياسية ولا تستدعي التوافق السياسي. وقال:" إن الأصل في التوافق الالتزام بالقانون وليس تجاوزه أو التنكر لما توافق عليه الجميع وفق القانون والصلاحيات الدستورية" .. مطالبا الأطراف السياسية بما فيها أحزاب اللقاء المشترك الرجوع إلى توجيهات رئيس الجمهورية وكذلك إلى المذكرات الرسمية الصادرة من دولة رئيس حكومة الوفاق الوطني ووزير الشؤون القانونية. وأضاف "لقد ارتأت مذكرتا رئيس الحكومة ووزير الشؤون القانونية استكمال المجلس الإجراءات القانونية التي شرع مجلس الشورى في إنجازها لتشكيل الهيئة طبقاً لأحكام القانون الذي لا يجيز التمديد والتجديد للهيئة التي انقضت ولايتها كون ذلك تعطيلاً لقانون مكافحة الفساد، ويتناقض مع ما نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية من إلزام لحكومة الوفاق الوطني بسرعة إنفاذ مبادئ الحكم الرشيد وسيادة القانون". وأشاد المصدر في ختام تصريحه بالروح الديمقراطية التي سادت الاجتماع الأخير وتسود أعمال المجلس وجلساته واجتماعاته وتوّجت أخيراً بالنتيجة التي توصل إليها الأعضاء باختيار الثلاثين مرشحاً في أجواء حرة وشفافة.. متمنياً للجميع التوفيق في أعمالهم. يذكر أن تصرح الشورى يوم السبت جاء بعد اعترض بعض أعضاء عن تكتل المشترك الحاكم أبرزهم تيار الإخوان ، وانسحابهم من جلسة الاقتراع الأربعاء الماضي محتجين على عملية الاقتراع السري مطالبين بان تكون القائمة وفقا للتقاسم والتوافق الحزبي. وارجع أعضاء في الشورى من قيادات حزب الإصلاح الإسلامي اعتراضهم على القائمة وانسحابهم من مجلس الشورى وإعلان عدم الاعتراف بأي هيئة لمكافحة الفساد ،لكون آلية اختيار المرشحين ، تم عن طريق الاقتراع السري بدلاً من التوافق المنصوص عليها في المبادرة الخليجية، معتبرين أن المرحلة الحالية تتطلب التوافق على أفضل الشخصيات وفقاً لمعايير المحاصصة الحزبية لشركاء الحكم في اليمن "المؤتمر الشعبي وحلفائه، وتكتل المشترك وشركائه". وبالمقابل اعتبر أعضاء بالشورى ذلك الطرح والموقف بانه منهج للبعض لتكريس الفساد والإخلال بمعايير الكفاءة والنزاهة وإسقاطها ، واعتماد التقاسم لإفشال أي دور وطني فاعل لهيئة مكافحة الفساد كأعلى هيئة مستقلة في اليمن . وبحسب منسحبين فان القانون لم يكن واضحاً وصريحاً مثلما كان الأمر في مجلس النواب, وذلك في ظل ظروف طبيعية حيث كان البرلمان ينتخب 11 عضواً بالاقتراع السري, ما بال والبلاد تعيش حالياً مرحلة توافق وتقاسم ، كما ان مجلس الشورى مجلس معين من فصيل واحد في غالبيته.