جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اليوم في اللقاء التعريفي باللائحة التنفيذية لقانون الوثائق والدورات التدريبية لتنظيم الأرشيف في المحافظات التي بدأت اعمالها اليوم بمقر الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة تتويجا لفعاليات عام الوثائق 2005م واحتفالا بيوم الوثيقة اليمنية . وأشار الأخ عبد القادر باجمال إلي الدور الريادي لفخامة الأخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية في تأطير عملية الاهتمام بالوثائق اليمنية وإقامة المركز الوطني للوثائق ككيان مؤسسي يختص بهذا الجانب. وقال " إنها نظرة ثاقبة لفخامة الأخ الرئيس في جعل الوثائق موضوعا حيا مباشرا ومتلاحما ليس في الجانب المكتبي الذي يدير العملية الوثائقية وإنما في الجانب الاجتماعي والسياسي الممتد بالزمان والمكان ", مبنيا أنه ما يزال أمام الحكومة الكثير من العمل في إطار تطوير عملية التوثيق وجمع الوثائق من مختلف المصادر ولاسيما الاجتماعية التي مازالت تحتفظ بالكثير من الوثائق , مشيرا في نفس الوقت إلى أهمية إبرام الاتفاقيات الثنائية مع العديد من الدول لاستعادة وتبادل الوثائق وتطوير عملية التوثيق الدقيق لجميع الوثائق وإبراز الحقائق التاريخية التي تتعرض لتزييف في كثير من الحالات لأسباب ونزعات متعددة . وأنتقد رئيس الوزراء تقاعس الجامعات الحكومية والأهلية في مجال التوثيق وغيرها من الجوانب المرتبطة بالتنمية الاجتماعية . وأضاف " ينبغي على الجامعات أن تقوم بعمل جدي ينهض بنشاطها في مجالات البحث العلمي المرتبطة بالوثائق والمخطوطات وحماية الآثار والتنقيب عنها وكذا التراث المعماري وغيرها من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ". وكان الأخ علي أحمد أبو الرجال رئيس المركز الوطني للوثائق قد ألقى كلمة بالمناسبة أوضح فيها أبعاد ودلالات الاحتفال بيوم الوثيقة الذي يصادف العاشر من فبراير من كل عام , منوها إلى أن الاحتفال هذا العام يأتي بعد انقضاء خمسة عشر عاماً على تأسيس المركز الوطني للوثائق. واستعرض أبو الرجال مسيرة العمل الوثائقي في بلادنا ، مبرزاً الأدوار الهامة التي اضطلعت بها بعض الشخصيات واللجان التي تشكلت على هذا الصعيد بدءً باللجنة التي تشكلت برئاسة المرحوم القاضي عبد الله محمد الإرياني وانتهاءً بلجنة جمع الوثائق التي تشكلت عام 1984. وقال " في تلك الفترة كان موضوع الوثائق قد برز كأولوية وطنية واستحق الاهتمام على أعلى المستويات وبلغ ذروته بتأسيس المركز الوطني للوثائق والذي مثل خطوة متقدمة وانطلاقة علمية ومؤسسية لعملية جمع وحفظ واسعة النطاق لتراث البلاد من الوثائق ". وأضاف إن ما تحقق على صعيد العناية بالإرث الوطني من الوثائق جمعاً وفرزاً وصيانة وحفظاً، من خلال المركز الوطني للوثائق، إنما يدين بوجوده إلى جملة عوامل ومحفزات، تأتي في مقدمته الإرادة السياسية التي استوعبت الأهمية البالغة للوثائق كإرث وطني وإنساني وكمستودع للذاكرة الوطنية وأحد الروافد التي تستلهم جهود تحديث بينة الدولة على كافة المستويات وباعتبارها أيضاً أحد الدعائم الأساسية في إقامة مجتمع المعرفة. وأشاد أبو الرجال بالدعم الذي يحظى به المركز الوطني للوثائق من قبل فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ، مستعرضاً أوجه المساعدات التقنية والخبراتية التي تلقاها المركز من المنظمات المانحة وفي المقدمة منها منظمة اليونسكو وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والسفارة اليابانية والمنظمة الألمانية للتعاون الفني ، فضلاً عن التعاون الذي أقامه المركز مع عدد من الأرشيفات في الدول العربية والأجنبية والذي تنظمه سبعة عشر اتفاقية ومذكرة تفاهم. هذا وقد قام الأخ عبد القادر باجمال رئيس مجلس الوزراء ومعه الأخوان الدكتور عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية وعلي الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية بتكريم الشخصيات والمؤسسات والجهات المانحة التي كان لها دور بارز في مساندة جهود جمع وحفظ الوثائق في اليمن. عقب ذلك انعقد اللقاء التعريفي باللائحة التنفيذية لقانون الوثائق والذي يشارك فيه وكلاء الوزارات والمصالح والمؤسسات الحكومية ورؤساء لجان الوثائق ومدراء عموم المحفوظات المركزية في الجهات الخاضعة لأحكام قانون الوثائق ولائحته التنفيذية. وقدم كل من علي ناصر مهدي وطه حسين الهمداني وعبد الوهاب القراضي أوراق عمل عن التطور التشريعي الوثائقي، وأهمية التوثيق في عملية التطوير الإداري ، وأهمية تطبيق قانون الوثائق ولائحته التنفيذية لنظام السلطة المحلية. حضر الحفل الأخوة حمود خالد الصوفي وزير الخدمة المدنية والتأمينات والدكتور حسين عبد الله العمري وإسماعيل الوزير عضوا مجلس الشورى والدكتور يوسف محمد عبد الله مستشار وزارة الثقافة والسياحة لشئون الآثار والمخطوطات والمتاحف، وفيلافيا بانسيري ممثل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بصنعاء ويواشي إيشيئي سفير اليابان لدى اليمن وعدد من وكلاء الوزارات والجهات الحكومية ذات العلاقة وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى بلادنا.