قدمت الهيئة العامة للبحوث الزراعية خلال السنوات الأخيرة مجموعة من التقنيات للمحاصيل الزراعية الرئيسية والمرتبطة ببرامج ومجالات النشاط البحثي والتي تعالج الكثير من مشاكل الإنتاج الزراعي في البيئات الزراعية المختلفة. ومن ابرز تلك البحوث استخلاص مادة من الأعشاب البحرية كبديل ناجح للمبيدات والأسمدة الكيماوية التي يعتبرها الكثير من المختصين والباحثين السبب الرئيسي لارتفاع معدلات الإصابة ببعض الأمراض الخبيثة ومنها السرطان, خاصة في ظل الاستخدمات السيئة للمبيدات. ولمزيد من تسليط الضوء على هذا الاكتشاف التقت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) بالدكتور على الثور أحد اعضاء الفريق البحثي الذي اجرى على مدى سنوات عدد من البحوث قبل اكتشاف هذه الاعشاب البحرية وتجربتها على مجموعة واسعة من النباتات والأشجار المثمرة.. وخرجت بهذه الحصيلة: - سبأ: في البداية نود معرفة اهمية هذه المادة للزراعة؟ - الباحث: هذه المادة هي عبارة عن مركبات عضوية مستخلصة من الأعشاب البحرية وتستعمل كسماد تساعد على نمو النباتات ويمكن استخدامها أيضا في وقاية النباتات والأكل ولها استخدامات كثيرة أيضا. - سبأ: ما هو الدافع وراء البحث الذي استمر سنوات لاستخلاص هذه المادة رغم ان هناك من سبقكم إلى استخلاص هذا المركب وتصنيعه؟ - الباحث : هناك أربع صحيح ان هذا المركب جرى تصنيعه في عدد من الدول مثل الأردن ومصر وأمريكا وغيرها الا ان ما شجعنا على استمرار البحث هو ارتفاع أسعارها في السوق اليمنية, حيث يصل قيمة اللتر الواحد منها الى أكثر من 1800 ريال وكذا توفر العشب البحري بكميات كبيرة على امتداد الساحل اليمني الممتد من ميدي وحتى الحدود مع سلطنة عمان مما شجعنا لاستخلاص هذه المادة التي تعد بديلا عن الأسمدة الكيماوية والمبيدات التي تلحق أضرارا فادحة بالبيئة والصحة. - سبأ: هل اقتصر دور المركز على هذا البحث فحسب, ام تعداه الى بحوث اخرى للتخلص أو التخفيف من آثار الأسمدة الكيماوية والمبيدات؟ - الباحث: كانت هناك محاولات سابقة في عام 1994م, لكن بسبب شحة المعلومات عن العشب البحري واحتكار الشركات المصنعة لطريقة استخلاص العصارة من الأعشاب البحرية وفشلنا في التواصل مع الشركات المصنعة, كانت وراء توقف تلك المحاولة, وفي عام 1999م استأنف مركز الابحاث من جديد بحوثه في هذا المجال من خلال فريق ضم الدكتور على الثور والأخوان على المضواحي ومنصور الدلس .. وكان لدى الفريق التصميم الكامل للوصول إلى نتائج ايجابية في هذا الشأن من خلال استخلاص هذه المادة من الأعشاب البحرية المستغلة في دول كثيرة .. وبعد جهود مضنية ومسح استمر عامين تمكنا من التوصل إلى هذه الأعشاب البحرية المتوفرة بكثرة على طول الخط الساحلي لليمن, وهي غير مستغلة سوى في ساحل حضرموت حيث تستخدم في بناء البيوت الطينية من خلال خلطها مع الطين بدلا عن التبن . - سبأ: هل هناك أنواع من هذه الأعشاب ام انه نوع واحد ؟ - الباحث: أنواع هذا النبات البحري كثيرة وتزيد عن 2500 نوع, ونحن نستخلص هذا المركب من جميع الأنواع المتوفرة في الساحل ، وحققت التجارب التي قمنا بها على نبات الفاصوليا نتائج مذهلة. - سبأ: هل لك ان تطلعنا على الكيفية التى يتم بها استخراج المادة العضوية من الأعشاب وطريقة استخدامها ؟ - الباحث: نقوم بتجفيف هذه الأعشاب وتنظيفها من الأملاح وطحنها ومن استخلاص العصارة منها وهي عبارة عن ست مواد عضوية ، ونقوم بتجربتها على النبات عن طريق الرش بدلا من خلطها في التربة لما يتطلبه ذلك من كميات كبيرة. - سبأ: هل قمتم باجراء تجارب على منتجات زراعية اخرى ؟ - الباحث: جربنا هذه المادة على شجر المانجو وكانت الفائدة كبيرة, حيث تضاعف انتاج إحدى مزارع المانجو التي تعاملت مع هذه المادة الى أكثر من الضعف, كما اجرينا للمركب عدة تحاليل في ثلاثة معامل محلية ووجدنا أن العناصر الموجودة في المركب الذي استخلصناه لايختلف عن المستخلص العالمي, وهو ما يجعلنا على ثقة ان هذا المركب الآمن سيكون بديلا عن المبيدات والسموم المستخدمة حاليا. - سبأ: هل توجد نية لديكم لتصنيع هذه المادة أو إنتاجها محليا ؟ - الباحث: نحن نأمل ونناشد وزارة الزراعة والري والقطاع الخاص المبادرة الى تبني تصنيع هذه المادة .. والمادة تكلفتها تصل إلى 300 ريال ونسعى إن تصل إلى المستهلك ب 500ريال, وهذا سعر معقول يضمن للتاجر الربح ويحفظ حقوقنا الفكرية. - سبأ: هل هناك إمكانية لتصنيعه من قبل مركز البحوث ؟ - الباحث: نحن نأمل أن نحصل على دعم من وزارة الزراعة وصندوق التشجيع السمكي الزراعي لإنشاء معمل مصغر لإنتاج كميات قليلة من السماد العضوي المستخلص من الأعشاب البحرية حتى تصل المادة إلى السوق ويرى المزارع فوائد وإمكانيات هذا المنتج المحلي .. سبانت