بجهود حثيثة استطاع فريق بحثي يمني من استخلاص مادة من الأعشاب البحرية كبديل للمبيدات والأسمدة الكيماوية.. أما أهمية هذا الاكتشاف فراجع إلى قدرته على تحسين وايقاف تدهور التربة وكذلك زيادة الانتاجية دون التسبب بأضرار.. لمعرفة التفاصيل تحدث الدكتور علي محمد حسين الثور أحد أعضاء الفريق البحثي أحد أوائل خريجي اليمن الحاصلين على شهادات عليا في الزراعة ، والتربة لشاهر سعد .. ودار بينهما الحوار التالي : هل أنتم بالفعل السابقون لاستخلاص هذا المركب وما الدافع ؟ الحقيقة أن هذا المركب قد جرى تصنيعه في عدد من الدول مثل الاردن ومصر وامريكا وغيرها ومادفعنا إلى تصنيعه هو ارتفاع سعره في السوق اليمنية حيث تصل قيمة اللتر الواحد إلى أكثر من 1800 ريال وشجعنا أيضاً توفر العشب البحري بكميات كبيرة على امتداد الساحل اليمني الممتد من ميدي وحتى حدود سلطنة عمان ولكون هذه المادة المستخلصة ستعكس فائدة كبيرة لتحسين البيئة والتربة والأشجار وستجنبنا اضرار المبيدات ومشاكل الاسمدة وسوء الاستخدامات . بداية المحاولة متى بدأتم التفكير والعمل، ومن هم أعضاء الفريق؟ بدأنا المحاولة في عام 94م لكن بسبب شحة المعلومات عن العشب البحري واحتكار الشركات المصنعة لطريقة الاستخلاص والتعامل وفشلنا في محاولة التواصل مع الشركات ، تسبب كل هذا بالتوقف إلا أننا عاودنا الكرة عام 99م واستأنف مركز الأبحاث عمله من جديد وشكلنا فريق عمل واحد هما إلى جانبي الزميلان علي المضواحي ومنصور الدلس الشرجبي واصرينا بهمة عالية وتصميم كامل على الوصول إلى نتيجة ايجابية وبعد جهد ومثابرة لسنوات تمكنا من الوصول إلى هذه الأعشاب البحرية المتوفرة على طول خطنا الساحلي وهي غير مستغلة سوى في ساحل حضرموت ،حيث تستخدم في بناء البيوت الطينية من خلال خلطها مع الطين كما يحدث في مناطق أخرى خلط البن مع الطين لغرض التماسك. 2500 نوع طيب هل هذا العشب نوع واحد حتى يهتدي إليه الإنسان ؟ له أنواع كثيرة تصل إلى أكثر من «2500» نوع ونحن نستخلص هذا المركب من جميع الأنواع المتوفرة في ساحلنا اليمني. التجربة والنجاح كيف جربتموه وأين حقق نجاحاته ؟ جربناه على البن والقات ومحاصيل عديدة وحقق نجاحاً مذهلاً في نبات الفاصوليا.. وفي شجرة المانجو تسبب بضعف الانتاج. تجربة صف لنا كيف قمتم بالتجربة ؟ تم تجفيف الأعشاب وتنظيفها من الأملاح وطحنها ومن ثم استخلاص العصارة وهي عبارة عن ست مواد عضوية ثم نقوم بتجربتها على النبات عن طريق الرش بدلاً من خلطها بالتربة والتي تحتاج إلى كميات كبيرة ولهذا كان العمل ناجحاًً بكل المقاييس بما فيه تطابقه مع الدور الذي يقدمه المستخلص العالمي والأّهم من كل هذا أنه سيكون بديلاً نافعاً وعوضاً عن السموم والأسمدة. أمنية هل انتم قادرون على اخراجه إلى حيز الواقع ؟ هذا ما نأمله ونتمناه وتعشم بوزارة الزراعة والري تبنيها لذلك ،حيث ستكلفها المادة الواحدة 300 ريال وصولاً إلى السوق 500 ريال إلى متناول المستخدمين وهذا سعر معقول يضمن للتاجر ربحاً وللمزارع شراؤه بثمن ارخص ويحفظ لنا حقوقنا الفكرية.. إضافة إلى ذلك فإن الوزارة تستطيع الاستعانة بصندوق االتشجيع الزراعي وتحقق الفائدة المرجوة . هل باعتقادك أن هذا البديل المستخلص من العشب البحري هو الوحيد الذي يمكن استخدامه بدلاً عن السموم؟ هناك الكثير من الاعشاب ولكن الأمر يستدعي الوعي ، والادراك باهمية البحث العلمي وتوفير الدعم اللازم لمراكز البحوث والباحثين ،حيث كافحت مع زملائي بمرارة وقسوة وكنا نعاني صعوبات بالغة في غياب الامكانيات ومستلزمات الباحث من الرعاية والتفرغ وبين ظروف المعيشة وتأمين لقمة العيش لنا ولأولادنا فهناك إداريون تصرف لهم أكثر من سيارة ونحن لانجد وسيلة نقل كباحثين ويتعثر وصولنا حتى إلى مقر أعمالنا.. هموم يطول شرحها وباختصار شديد مصروف أدنى الامكانيات التي ينبغي أن تتوفر للباحث ونحن لانطلب أكثر من الحدود الدنيا.. بدون هذا ستهدر الطاقات وتبدد الامكانيات ونظل في آخر الركب دون الاستفادة المثلى مما تعلمناه أو مما تزخر به بلادنا من مواد طبيعية.