أشاد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الصومالي حسين محمد فارح عيديد بالمساعي والجهود التي تبدذلها الجمهورية اليمنية في دعم مسيرة البناء والاستقرار في الاراضي الصومالية. وقال عيديد الذي كان يتحدث في مقابلة خاصة مع سبأنت : في منزله وسط العاصمة مقديشو أن الرئيس علي عبد الله صالح قائد عربي شجاع وان وزارة الداخلية اليمنية تقدم دعما ماديا ومعنويا للقوات الحكومية التابعة للحكومة الانتقالية وذلك في مجالات تدريبب وتأهيل الاجهزة الامنية التابعة للحكومة الانتقالية وكذا مساندة الموقف الصومالي خلال اجتماعات وزراء الداخلية العرب . وأكد عيديد ان التعاون مع الولاياتالمتحدةالامريكية في ملاحقة من اسماهم الإرهابيين لا زال متواصلا باعتبار ان ذلك يهدد المنطقة والعالم بأسره . وفي اللقاء تم مناقشة عديد من القضايا تتعلق بنزع سلاح المليشيات والتواجد الاثيوبي وإعادة الاعمار والحوار مع المحاكم الإسلامية واحتياجات الحكومة الانتقالية والأمن في العاصمة وبقية الصومال وقضايا اخرى ذات اهمية فكانت هذه الحصيلة .. إلى متى ستظلون تعتمدون على القوات الاثيوبية ؟ بداية القوات الاثيوبية لن تظل هنا للابد وهناك خطة لانسحاب تدريجي لتلك القوات وستحل محلها قوات افريقية وقد أعلنت ثلاث دول حتى الان جاهزيتها وهي اوغندا ومالاوي ونيجيريا .. والوجود الاثيوبي مؤقت ويهدف لدعم الحكومة الفيدرالية الانتقالية حتى تتوفر لنا إمكانيات الحفاظ على الامن وإعادة الاستقرار لجميع أرجاء الصومال . * وماذ تحتاجوا من أجل السيطرة على تلك الاوضاع ؟ نواجه الان العديد من المشاكل فنحن ضمن خطتنا الامنية نحتاج ل(6000) شرطي في مقديشو و(9000) اخرين لنشرهم في الاقاليم والمدن الصومالية الاخرى .. والتكاليف المالية باهظة بهذا الشأن فاذا كان مخصص لكل واحد منهم مائة دولار في الشهر فان الامر لا يبدو اكثر من قدرة الحكومة التي تبدأ الان عملها من ما قبل الصفر .. كذلك نحتاج الى مساعدات امنية في مجال التدريب والتأهيل والى اجهزة كمبيوتر ومكاتب كما ان المؤسسات التي كانت في مدينة بيداوا ومنها البرلمان ستنتقل الى مقديشو قريبا وهذا الامر يحتاج الى ما لا يقل عن (6) مليون دولار لمواجهة مثل هذه التحديات الامنية ... قمت بتسليم مليشياتك والأسلحة التي كانت بحوزتك وأيضا المبنى الرئاسي الذي ينزل فيه الرئيس يوسف الان .. لماذا قمت بكل هذا الان رغم انك في الحكومة منذ سنتين ؟ إنني أدرك ان هذا مهم الان فالرئيس أصبح يجلس في القصر بالعاصمة وقد قمت بتسليم كل ما كان بحوزتي من أسلحة ومليشيات للدولة بقناعة كاملة بالإضافة إلى تسليم وثائق ومباني خاصة بوزارتي الخارجية والاتصالات وكل ما تحت سيطرتي من مباني اخرى تم تسليمها الى الحكومة لأني كنت اعتبرها أمانه لدى والدي رحمه الله تسلمتها بعد وفاته وهي الآن تعود الى مالكها الأصلي .. لقد أصبحت الآن مقتنعا ان الحراسة يجب ان تعينها الدولة لجميع المسئولين وكذلك للمواطنين وعلينا ان نقف مع الدولة حتى تستطيع القيام بهذه المسئولية .. اما فيما يتعلق بالقصر الرئاسي " فيلا صوماليا" فقد سلمت مفاتيحها للرئيس عبدالله يوسف بعد اتصال هاتفي للرئيس اليمني علي عبدالله صالح معي وقد وعدت الرئيس صالح بان أسلمها للرئيس يوسف وهاأنذا أفي بوعدي ... اما لماذا قمت بكل هذا ،، فأقول لك لان مقديشو تسيطر عليها الحكومة وليس أمراء الحرب او مجموعات إرهابية . ما هي الاسلحة التي قمت بتسليمها ، وماذا عن عدد المليشيات ؟ أريد ان أوضح انني منذ تشكيل الحكومة الفيدرالية الانتقالية نهاية العام 2004م في نيروبي وأنا الوحيد من أعضاء الحكومة الذي يسكن في العاصمة مقديشو طوال هذه الفترة.. اما بشأن عدد المليشيات فقد سلمت حوالي (3500) من الافراد التابعين لي بالاضافة لأسلحة خفيفه ومتوسطة وأطقم عسكرية ورشاشات ومعدات وقطع عسكرية أخرى ... وقد سلمت هذه المليشيات بتجهيزاتها إلى رئيس هيئة الأركان الذي يقوم بعملية استلام الأسلحة من كل الأطراف .. ماذا عن أمراء الحرب .. هل تعتقدون أنهم قد سلموا جميع أسلحتهم للدولة ؟ اعتقد أن الجميع قد سلم أسلحته للدولة وقد كان أخر هؤلاء هو محمد طيري في مدينة جوهر ..ربما يكون العديد من هؤلاء قد احتفظ ببعض السلاح لكني أؤكد أن هذه الخطوات مهمة جدا وان نجاحا قد تحقق في هذا الجانب ونحن ندرك ان الطريق طويل لكن لدينا إصرار على الاستمرار والمثابرة .. ما الخطوة التالية بعد نزع سلاح أمراء الحرب ؟ سنقوم بدمج المليشيات في الجيش الرسمي وسنتابع الأمر بنزع السلاح مع التجار وعلينا ان نحدد انه من أهم الأشياء امن مقديشو أولا ومن اجل هذا الامر قمنا بتعيين عمدة للمدينة ثم مدير للأمن ونحن الآن منتهيين من تعيين مدراء المديريات الستة عشره في العاصمة وهذا الامر يسير بالتزامن مع إجراء عملية المصالحة الشاملة .. في مواجهاتكم الأخيرة مع المحاكم الإسلامية قلتم ان أجانب يقاتلون الى جانب المحاكم .. ماذا تم بهذا الشأن ؟ لقد قتل في المواجهات العديد من المقاتلين الاجانب من ارتيريا واثيوبيا( اورومو) واليمن وقد تم ابلاغ السلطات في تلك البلدان بصورهم .. ومع استمرار المطاردات بالطيران الامريكي والتنسيق مع العديد من الدول المجاوره لا زال العديد من المقاتلين الاجانب والصوماليين يتخفون بالقرب من المنطقه الحدودية مع كينيا فيما اخرين قد تم القبض على بعضهم من قبل السلطات الكينية وقد تسلمنا (74) صوماليا واجنبيا من هؤلاء قبل ايام من السلطات الكينية ،، ويجري معهم التحقيق معهم في السجون بالعاصمة مقديشو . البعض يقول ان ضغوطا خارجية تتعرضون لها من اجل اعادة الحوار مع المحاكم الاسلامية .. ما ردكم ؟ لقد قلنا رسميا ان الموقف الأوروبي الذي يشترط الدعم مقابل مثل هذا يستند الى معلومات مغلوطه .. وعن الحوار مع المحاكم فقد كان موقفنا هو ان الحوار مع القيادات المعتدلة لا نرفضه لكن القيادات التي لها علاقة باعمال عنف ولها علاقة بالجماعات التخريبية الإرهابية فان هذا الامر مرفوض .. وان أي ضغوط لن نقبلها بل اني اعتقد ان من سيقومون بمثل هذا الامر لا يدركون المخاطر التي قد تنجم ضد امن بلدانهم . قلت ان من حق الامريكان ملاحقة من أسميتهم بالإرهابيين في الصومال وأيدت العمليات العسكرية الأمريكية ؟ نعم ،، لقد كنت واضحا في هذا الأمر لأني أدرك ان الإرهابيين لا يهددون استقرار الصومال فقط بل المنطقة والعالم بأسره ، خاصة وان عمليات إرهابية استهدفت مصالح أمريكية كالتفجيرات الإرهابية في كينيا ودار السلام تشير المعلومات الى ان بعض منفذيها يقيمون في الصومال .. وقد تلقت امريكا ودول أخرى كلاما واضحا من بعض قادة المحاكم الاسلامية فيه تعنيف وإرهاب ونوايا عن عزمها القيام بعمليات ضدها في أكثر من مكان في العالم . غير هذا كان التدخل العسكري الامريكي على الشواطئ الصومالية عبر قطع حربية بحرية بالتنسيق معنا وقد كان الهدف هو إيقاف أي عمليات او محاولات للتسلل والهروب لبعض قادة المحاكم المتطرفين والمقاتلين الأجانب معهم وقد حقق هذا الامر نتائج جيده .. هل تعتقد أن والدك الراحل الجنرال محمد فارح عيديد المعروف بعدائه للامريكان كان سيتعامل مع الأمريكان بنفس الطريقة التي تعاملت بها مع الأمريكان ؟ لقد وقع الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون اتفاقا مع والدي بعد تلك المواجهات وقد انتهت الخصومات .. كذلك فان الوضع الان قد تغير ، لقد كانت واشنطن في تلك الاثناء لا تفهم الوضع في الصومال مثلما هي عليه الان لذلك يبدو الامر طبيعيا .. وايضا فان مقديشو اليوم ليست مقديشو مطلع تسعينيات القرن الماضي ، ولقد اصبحت مكانا لامراء الحرب ثم للمتطرفين الذين يهددون الامن والاستقرار الصومالي والعالمي عموما . أعلنت واشنطن قبل ايام تخصيص مساعده ماليه للحكومة الصومالية .. هل وصلت .. وكيف تقيم الدور الأوروبي بشأن الصومال ؟ لقد خصصت الولاياتالمتحدةالامريكية (40) مليون دولار كمساعده للصومال منها مبلغ (15) مليون دولار كمساعده غذائية ومليون دولار كمبلغ مالي للحكومة في المرحلة الاولى ،، وحتى الان لم نتسلم أي شيء لكني اشير الى ان تحركات عدة نحضر لها واعتقد انها ستحقق مردودا ايجابيا خلال الفترة القادمة .. اما بشأن الدور الأوروبي فإنني أقول انه مازال حتى اللحظة لا يفهم المشكلة الصومالية ولا الوضع في الصومال لذا ادعوها لبذل مزيد من الجهد بهذا الشأن بدلا من اطلاق التصريحات استنادا الى ما تنشره الصحافة عن الصومال . كيف تقيم الدور العربي ؟ لسنا راضيين عن كل المواقف العربية لكن الدور البارز كان للجمهورية اليمنية بقيادة الرئيس صالح والمملكة العربية السعودية التي يتقلد وزير داخليتها الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخليه العرب في اهتمامه بضرورة دعم الصومال في مجال التدريب والتأهيل للاجهزة الامنية التابعة للحكومة الانتقالية اثناء اجتماعات وزراء الداخلية العرب .. وسيلتقي العديد من وزراء الداخليه العرب بعد ايام في اجتماع في مقديشو لمناقشة الأوضاع في الصومال وتقديم الدعم في مجالات التدريب والتأهيل وغيرها من المجالات . ماهو توجهكم بشأن اعادة الاعمار في مقديشو واعادة ترميم المؤسسات الحكومية وحل مشاكل الاراضي ؟ لم يعد هناك ايا من المؤسسات الرسمية التي كانت قبل انهيار النظام صالحه ،، فقد عصفت اكثر من خمسة عشر عاما من غياب الدولة بالمباني واصبح (77) من المباني في العاصمة مقديشو التي كانت مؤسسات رسمية يسكنها مواطنيين وهي الان تحتاج الى ترميم ويحتاج (16) الف مواطن يسكنوها الى توفير مكان اخر لسكنهم وقد وجه الرئيس عبدالله يوسف بمعالجة هذا الامر وصرفت اراضي لتوفير السكن لهؤلاء ،،كذلك فان إعادة الاعمار بشكل عام تحتاجها مقديشو و الصومال عموما .. أما مشكلة الأراضي فان إنشاء المؤسسات في العاصمة كفيل بحلها وان كانت فيها تعقيدات عدة وقد يواجهها مستفيدين بالقوه لكننا مصممون على إعادة الأراضي لأصحابها مثلما لدينا عزيمة على حل كل المشاكل بمسئولية و بتعاون كل الصوماليين الذين أصبحوا أكثر من أي وقت مضى يرون ان لا استقرار ولا امن الا بالدولة . تعقد دول تجمع صنعاء خلال الأيام المقبله اجتماعاتها في اديس ابابا .. ما هي خطتكم المقدمة لهذا الاجتماع ؟ سيكون هناك لقاءا قريبا بين دول التجمع على مستوى وزراء الداخليه وبموجبه سيتم تحديد موعد للاجتماع على مستوى القمة وبالطبع فإننا جاهزون بتقديم رؤيتنا وستكون الصومال هي الموضوع الرئيس في الاجتماع المقبل لدول التجمع ، التي تدرك أن استقرار وامن الصومال في مصلحة الجميع ، ونحن نعول كثيرا على دعم الجمهورية اليمنية التي قدمت لنا على الدوام الدعم والمساندة باستمرار .. سبأنت