ردت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة على هجوم الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي اتهم فيه "حماس" ب "بيع فلسطين لليهود مقابل السلطة والحكم ". وأكدت حماس في ردها على خطاب الظواهري الذي بثته قناة الجزيرة تمسكها بالثوابت التي استشهد عليها قادة الحركة . وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم لمراسل وكال الأنباء اليمنية –سبأ- في غزة " حماس متمسكة بثوابتها" واصفاً خطاب الظواهري بأنه "طمس للحقيقة" . وقال برهوم " حركة حماس لها تاريخها وجهادها، وتقاتل على عدة جبهات، منها الاحتلال وكذلك جبهة كسر الحصار وحشد الدعم لحكومة الوحدة" ولم تسلم للاحتلال بشبر واحد من فلسطين ، ولو كان ذلك كما قال الظواهري لاختلفت المعادلة . ورد برهوم بحدة "حماس لا تقاتل من أجل فلسطين فقط" بل حماس وقوى المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني يقاتلون من أجل الأمة لوحدهم طوال سنين دون أن نرى أحداً إلى جانبنا. ويرى أستاذ الإعلام في جامعة فلسطينبغزة الدكتور تحسين الاسطل أن لتصريح الظواهري تداعيات خطيرة على حركة حماس ، فالظواهري في خطابه وضع حماس من مرتبة الصديق إلى مرتبة العدو ، وهذا ما يقلق مختلف مؤسسات حماس التي تواجه اليوم خصماً ليس عادياً في العالم. ويقول الاسطل لوكالة الأنباء اليمنية –سبأ- تصريح الظواهري سيترك أثره السلبي في ثلاث مستويات عند حركة حماس أول هذه المستويات : ما سيحدثه الخطاب الذي حمل انتقادات حادة لتحركات حماس السياسية الأخيرة عند قواعد حركة حماس ، وعند عناصر ذراعها المسلح ، فقواعد حماس وجزء من ذراعها المسلح ، لم تستسغ بعد تحركات قيادة حماس الأخيرة ، ويضيف ، عناصر حماس يميلون نحو التشدد أكثر من قيادة الحركة ، وهذه العناصر تواجه إحراجا في الشارع مما يراه جزء من الفلسطينيين تنازلات من حماس من اجل الحكم . ويقول الاسطل أما المستوى الثاني من تداعيات الخطاب فانه يتمثل في الإرباك الذي سيصيب المستوى القيادي في حماس . فقادة حماس يواجهون اليوم أعداء على عدة جبهات شديدة، وهم ليسوا بحاجة إلى فتح جبهة إثرها المعنوي على حماس أقوى من كل الجبهات الأخرى على الأرض. أما المستوى الثالث – حسب الاسطل - أن إرباك قيادة حماس سيؤدي إلى بلبلة في صفوفها " كل مستوياتها" وهذا ما سيؤثر سلباً على حماس في الشارع ويحد من جماهيريتها ، خصوصاً أن هناك مجموعات فلسطينية مسلحة قريبة من حماس هاجمت في الاوانة الأخيرة سياسة حماس بشدة ، وهذا ما سيؤدي إلى هز صورة حماس عند جزء من أنصارها وعناصرها . ويؤكد المحلل السياسي محمد حافظ ما ذهب إليه الاسطل ، ويقول لمراسل وكالة الأنباء اليمنية –سبأ- خطاب الظواهري سيحدث شرخ عميق داخل حماس؛ ممكن أن تلملمه حماس في الوقت الراهن لكن ليس باستطاعة حماس ترميم بيتها بعد الضربات القوية التي تلقاها البيت الحمساوي في الخطاب الأخير . ويضيف أن للظواهري أنصار صحيح ليس بمستوى التأييد الواسع الذي يحظى به زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ، وهذا النقد سيفتح للرجل عقول أعداد متزايدة من الفلسطينيين القابعين في أوضاع حياتية سيئة . ويوضح حافظ أن مرافعات حماس لا تجدي نفعاً في ظل إرباك خطابها السياسي الذي تحاول فيه حماس أن تنسجم مع المتطلبات السياسية الدولية ،وهو يرى أن حماس تقف اليوم على مفترق طرق خطير إما أن تذهب إلى كواليس السياسة العربية أو تبقى في خندق المقاومة ، ولا يمكن لها أن تتمسك بالطريقين . سبأنت