قدم الديوان الخامس للشاعر مهدي الحيدري الصادر حديثاً بعنوان " الطوفان ..يوم تحت التخصيب" مرحلة جديدة في علاقة الشاعر بالنص ، سواء على صعيد ترويضه للكلمة و ارتقائه في سماوات لغة مبتكرة ، أو على صعيد تعامله مع الصورة و الدلالة اللتين جاءتا في هذا الديوان أكثر تميزا في تعاملها مع الافكار و الرؤى . تنوع النص الشعري في هذا الديوان بين عدد من الأشكال لكن الشا التزم في موضوعها هموم الانسان محلقا في فضاءاتها بين العام و الخاص و ما بينهما من قضايا لامسها الشاعر بحساسية عالية و رؤيوية عاطفية تفيض صدقا و تغمر اللغة بسلاسة تجعل من قراءة النص متعة تبخر معها الروح متأملة من خلالها تفاصيل كثيرة استطاع الشاعر استنطاقها على سطح العبارة . و نقتطف من الديوان قول الشاعر: و بي ظمأٌ إلى الطوفانِ لكنْ / على سَغَبٍ أمُد فلا يَمُدُّ / و بالطُّوفان جوعُّ لي و لكنْ / على عطشٍ يمدُ فلا أمُدُّ / و يزدجرُ اليقين ُ بخافقينا / ستلتقيان... لكن ليس بعدُ. ضم الديوان اكثر من 35 نصاً توزعت على 125 صفحة من القطع الصغير صدرت عن "الآفاق للطباعة و النشر .