صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسؤولون وسياسيون بمحافظة لحج: نأمل تخفيف المركزية وتنشيط دور الرقابة
نشر في سبأنت يوم 10 - 06 - 2009

يعتبر الحكم المحلي تتويجا للنهج الديمقراطي من خلال إشراك جميع فئات الشعب لاختيار ممثليه في إدارة شؤون البلاد والدفع بعجلة التنمية نحو آفاق متطورة وشاملة على طريق استكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة، لمعرفة الوصول إلى رؤى موحدة حول واقع تجربة السلطة المحلية وإيجابيتها وسلبياتها، وما المطلوب للوصول إلى حكم محلي واسع الصلاحيات، أجرت "السياسية" لقاءات مع عدد من مسؤولي المجالس المحلية في المحافظة، فكانت الحصيلة التالية:
خطوة هامة
الوكيل المساعد للمحافظة، علوي الزريقي، يقول: "من حيث المضامين والمفاهيم تعتبر تجربة المجالس المحلية في بلادنا خطوة هامة لترسيخ مبادئ النظام السياسي الديمقراطي والتعددي، وتمثل محطة هامة لتجذير الديمقراطية على حكم الشعب نفسه بنفسه من خلال اختيار ممثليه في جميع سلطاته المنتخبة الرئاسية والنيابية والمحلية، حيث أن قيام سلطات المجالس بعلمية البناء المؤسسي؛ باعتبارها المعنية في إدارة الشأن المحلي على طريق الانتقال من المركزية الإدارية والمالية إلى اللا مركزية، يمثل رافداً حقيقاً لتوسيع المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار".
ويشير الزريقي إلى أن هذه التجربة صاحبها كثير من السلبيات، منها: قيام بعض أعضاء المجالس المحلية بتجاوز قانون السلطة المحلية ولائحته التنفيذية من خلال ممارسات وتصرفات لا تعي خطورة هذا التجاوز وإثارته على الشأن المحلي من طموحاته الخدمية والتنموية وفقاً لتلك الأوليّات التي تتطلبها احتياجاته ومتطلباته، وهذه من أولى السلبيات التي صاحبت هذه التجربة، والتي كان لها الأثر الكبير في عرقلة العديد من المشاريع وخلقت تذمّرا في أوساط المجتمع المحلي، إضافة إلى غياب مسؤولية الرقابة والإشراف والتوجيه، والتي تعتبر المهمة الأساسية الواقعة على عاتق المجالس المحلية، هذا من جانب، ومن جانب آخر لم تتحمل المجالس المحلية مسؤولياتها تجاه تفعيل المشاركة المجتمعية في إعداد الخطط والبرامج الإنمائية الملبّية للاحتياجات والمتطلبات سواء كانت على مستوى المركز والقرية أم المديرية، حيث اتجه بعض من أعضاء المجالس المحلية إلى الضغط والتدخل لتحويل اتجاهات تنفيذ المشاريع من منطقة إلى أخرى دون النظر إلى تلك الأوليات، التي على أساسها تم اعتماد مثل هذه المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية لهذه المنطقة.
وأضاف: "ومن السلبيات أيضا إرساء بعض مناقصات المشاريع في بعض المديريات على أشخاص ليس لهم صلة في أعمال الإنشاءات.
وما يستدعي الانتباه أن بعض المشاريع يتم تنفيذه بواسطة أعضاء من المجلس المحلي، والذين يستغلون وظائف تنفيذية".
وحول الآفاق والرؤى المستقبلية لتعزيز سلطات المجالس المحلية للوصول إلى حكم محلي واسع الصلاحيات قال: "تنبثق من تلك الرؤى التي تبناها رئيس الجمهورية في برنامجه الانتخابي ببرنامج تنفيذي تتدرج فيه كافة الصلاحيات من المركزية إلى المحافظات والمديريات، ومن ثم تعزيز هذه الخطوة بانتخاب المحافظين وصولاً إلى انتخاب مدراء المديريات، وهو ما يعزز التجربة لحكم محلي واسع الصلاحيات، وها نحن كسلطة محلية اليوم نقف على عتبة انعقاد المؤتمر العام للمحليات في عموم الجمهورية لمناقشة آفاق مستقبل تجربة المجالس المحلية وتطويرها؛ للوصول إلى رؤى موحدة تخدم الشأن المحلي لما يحقق حكما واسع الصلاحيات، حيث أن هذه المؤتمرات ستقف أمام العديد من أوراق العمل التي تطرح خصوصية الطموحات للانتقال المباشر إلى نظام اللامركزية بحيث تعمل على تحقيق النهوض بالشأن المحلي للمستوى الأفضل".
تتويج ديمقراطي
رئيس لجنة التخطيط والتنمية في المجالس المحلي بالمحافظة، هلال شاهر، يقول: "لقد تُوِّجت انتصارات شعبنا اليمني بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة أرضا وإنسانا، وعملت الوحدة على ترسخ النهج الديمقراطي التعددي السياسي الذي أعاد لنا مكانتنا الحضارية والإنسانية بين الأمم، وجاءت تجربة الحكم المحلي تتويجا للنهج الديمقراطي من خلال إشراك جميع فئات الشعب لاختيار ممثليه في إدارة شؤون حياته والدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية متواصلا مع النهج الديمقراطي في توسع قاعدة المشاركة عن طريق استكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة التي أرسى دعائمها فخامة رئيس الجمهورية، علي عبدالله صالح".
وأضاف "ونظرا لحداثة التجربة، هناك بعض القصور أهمها: اضطراب العلاقة بين المجالس المحلية والأجهزة التنفيذية، وغياب الوعي القانوني وعدم استيعابه من قبل الأعضاء، وعدم تمكين ممثلي السلطة المحلية من الاضطلاع بدورهم في تأدية الصلاحيات المخوّلة لهم وفقا لقانون السلطة المحلية هناك من مدراء الأجهزة التنفيذية ما زالوا يتعمدون مخالفة قانون السلطة المحلية، وقصورا في إعداد خطط الموازنات الاستثمارية وإدارة تنفيذها، وعدم الاهتمام بمتابعه تحصيل الموارد المحلية وتنميتها، بالإضافة إلى وجود صعوبات تحول دون قيام أعضاء المجالس المحلية بدورهم في الرقابة والإشراف ومحاسبة الأجهزة التنفيذية، وكذلك الصلاحيات غير المسؤولة لتوجيه وتوزيع المشاريع المركزية بدون الرجوع إلى السلطة المحلية، وعدم وجود برنامج تدريب يمكن أعضاء السلطة المحلية من استيعاب قانون السلطة المحلية واللائحة التنفيذية والإطلاع بدورهم في إدارة عجلة التنمية وشؤون مديرياتهم وفقا للتوجيه العام لقيادتنا السياسية.
وحول الرؤية المستقبلية لواقع السلطة المحلية واسعة الصلاحيات، يؤكد شاهر "أن ذلك يتطلب إيجاد تصحيح شامل ومعالجة صائبة لمختلف القضايا والقصور -التي أشرت إليها سابقا- وذلك عبر القرارات والتوصيات والمخرجات التي سوف تخرج بها هذه المؤتمرات، ليس على مستوى محافظة لحج فقط بل كل محافظات الجمهورية اليمنية، حتى تكون ترجمة حقيقية لما جاء في البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية".
توسيع مشاركة المرأة
رئيس اتحاد نساء اليمن في المحافظة، فاطمة الحاج، من جهتها قالت إن انعقاد المؤتمرات الفرعية تعد وقفة تقييمية لمجمل المنجزات التي تحققت بجهود المجالس المحلية في مختلف المجالات التعليمية والصحية والزراعية والاقتصادية، وبناء القدرات للهيئات الإدارية.
وأشارت إلى أنها تتطلع من المؤتمرات نبذ كل السلبيات والاختلالات التي رافقت عمل المجالس خلال المرحلة السابقة، ومحاسبة من يعبث بالمال العام، وعرقلة المشاريع التنموية، وقالت: "إن الانتقال إلى الحكم المحلي واسع الصلاحيات يتطلب آلية عمل ترتقي بمهام أعمال المجالس وهيئاتها الإدارية".
وأضافت: "في الوقت الذي تعقد هذه المؤتمرات هناك من يحاول المساس بوحدتنا الوطنية ويعمل على إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، متناسين أن هاجس وحلم الشعب اليمني منذ القدم هو الوحدة اليمنية، وكان شعارنا قبل الوحدة هو "لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتحقيق الوحدة الوطنية"، وبالفعل تم تحقيقها في 22 مايو 1990"، مشيرة إلى أنه تحقق للمرأة اليمنية في ظل الوحدة المباركة الكثير من الانجازات العظيمة التي كفلها الدستور، وتُعد مشاركتها في الحياة السياسية واحدة من الانجازات والاهتمامات الوطنية والمجتمعية المطروحة بقوّة، وهي مشاركة تحظى بدعم متميِّز من القيادة السياسية، وبشكل خاص من فخامة رئيس الجمهورية، الذي تبدو مواقفه صريحة وواضحة".
مؤكدة "تلاحم أبناء الوطن صفاً واحداً لحماية هذا المكسب التاريخي الهام، وما تحقق من انجازات عظيمة هي ثمار الوحدة التي نفتخر بها ونعتز بانجازاتها. تهانينا للشعب اليمني ولقيادتنا السياسية وعلى رأسهم القائد الفذ المشير علي عبدالله صالح قائد سفينتنا إلى بر الأمان".
فؤاد الماطري (أكاديمي في جامعة عدن) أشار إلى أن التجربة الراهنة للمجالس المحلية فريدة، تعززت بانتخاب المحافظين من قبل الهيئات الناخبة في المحافظات اليمنية، موضحا أن أهمية التجربة تكمن في عملية الانتقال من المركزية المالية والإدارية إلى اللا مركزية المالية والإدارية، وذلك لإنجاز المشروعات الحيوية والإستراتجية على صعيد كل محافظة، وإنجاز معاملات الناس وتسهيل الإجراءات بدلاً من البيروقراطية والروتين في مركز الأمور.
وحول آفاق تطوير وتعزيز المجالس المحلية للوصول إلى حكم محلي واسع الصلاحيات، أكد ضرورة أن تعطى للمجالس المحلية صلاحيات واسعة في الإشراف والرقابة والتوجيه والمحاسبة لمديرياتهم ومحافظاتهم، وتحدد للمحافظات والمديريات موازنات تشغيلية واستثمارية لتنفيذ مشاريع البنية التحتية والمشاريع الحيوية على أن تحصر مهام السلطة المركزية في التخطيط والدفاع والخارجية والشؤون السيادية". موضحا أن تجربة المجالس المحلية قد بدأت تعطي ثمارها على صعيد مديريات ومحافظات الوطن اليمني في الجمهورية اليمنية.
قرارات تلائم الآمال
رئيس اللجنة الوطنية للمرأة في المحافظة، عائدة عاشور، قالت: "إن الحديث عن تجربة المجالس المحلية بالمحافظة والمديريات تُسهم بالأهمية البالغة لما تمثله تجربة المجالس المحلية من ضرورة مُلحة في حياة المواطن".
وأضافت: "وعلى الرغم من السلبيات التي رافقت التجربة، والتي برزت في عدم استيعاب بعض أعضاء المجالس المحلية لطبيعة المهام المُلقاة على عاتقهم، إلا أن حداثة التجربة ونجاحها -رغم عمرها القصير- أزال تأثير تلك السلبيات وجعلها لا تمثل شيئا أمام الدور الذي قامت به المجالس المحلية في خدمة المواطن والوطن، وتقديم المتطلبات الاقتصادية والخدمية للمواطن وإيصال مطالبه وهمومه إلى هيئات السلطة المختلفة، وهي بحد ذاتها تمثل خطوة هامة للانتقال من نظام المركزية إلى نظام اللا مركزية وإعطاء الصلاحيات للمحافظة والمديريات لإدارة شؤونها ومعالجة مختلف قضاياها، وتخفيف العبء على المواطن لانجاز متطلباته اليومية".
وعبّرت عن أملها في خروج المؤتمر الفرعي للسلطة المحلية في المحافظة بقرارات تلائم آمال وطموحات المواطنين في دور المجلس المحلي بالمحافظة والمديريات.
لم يتحقق إلا القليل
من جهته، قال مسؤول مكتبة كلية الزراعة بالحوطة، عبدالله علي عبده: "من خلال تجربة السلطة المحلية لم تتوفر عندي قناعة أن هناك شيئا تحقق سوى القليل جدا، بالمقارنة إلى ما كُنّا نعوّل على بلوغه، وما كُنا نريده، ولو في حده الأدنى. فالمجالس المحلية ومنذ الوهلة الأولى شكّلت عبئا على المواطن، المغلوب على أمره، جرّاء المعيشة، حتى أصبحت كالشبح يطاردنا في كل مكان نذهب إليه، فمعاملة الإجراءات في أي مرفق حكومي أو مؤسسة، بل حتى في القطاع الخاص، نجد فيها رسوما، وهذا الموضوع ليس بخافٍ على أحد، ولا مجال للحديث عنه. وما يزيد الطين بلة ما يأخذه المسؤول خارج إطار القانون".
وتساءل عبده: "وبكوني من مواطني لحج ومديرية الحوطة موقع عملي، وتُبن موقع سكني، كم تعاني المديرتان من أزمة المياه، التي هي شريان الحياة، والكثير من المخصصات التي نسمع عنها تصل إلى المليارات، أين تذهب؟ وكم يتم ابتزاز من يرسي العطاء؟ وبأي طريقة؟".
وطالب المجالس المحلية بعقد لقاءات دورية بالمواطنين لتلمّس قضاياهم وهمومهم، واطلاعهم عن أي جديد. "فهناك هُوة كبيرة بين المواطنين والمجالس المحلية لا نسمعهم ولا يجلسون معنا إلا وقت الانتخابات".
لإصلاح التجربة
أنوار عبد الحميد محسن (خريجة حقوق) من جهتها أوضحت أن المجالس المحلية تجربة ديمقراطية فريدة من نوعها بالنسبة لليمن، وهي خطوة جريئة مهمة يتخذها نحو تعزيز جذور الديمقراطية على أرض الوطن، وتساهم في المشاركة في اتخاذ القرار وإدارة الشأن المحلي, فنظام السلطة المحلية يقوم على مبدأ اللا مركزية الإدارية والمالية، هذا هو الجانب الايجابي في التجربة.
وحول السلبيات التي صاحبت المجالس المحلية قالت أنوار: "الجانب السلبي هو أن التجربة الراهنة للمجالس المحلية وخاصة في محافظة لحج تم استغلالها بشكل مسيء وخارج عن بنود قانون السلطة المحلية، من قبل أشخاص هم أعضاء فيها، الذين حولوها من مجالس يتم فيها إعداد البرامج والخطط وتنفيذها، بالإضافة إلى الدور الرقابي الشعبي التي تتمتع بها على الأجهزة التنفيذية بالمحافظة وغيرها من المهام، إلى مجالس يتم فيها التلاعب بالمال العام، بالرغم من أن العضوية فيها طوعية لا يتقاضي عنها العضو راتبا أو مكافأة مقابل عضويته (المادة 102)، بالإضافة إلى إساءة الأعضاء في استخدام الصلاحيات التي أعطيت لهم متجاوزون واجباتهم التي جاءت في نص المادة 115 من قانون السلطة المحلية، ونحن بانتقادنا هذا لا نصوّب على التجربة الديمقراطية الفريدة وإنما على بعض الأشخاص الذين للأسف دفنوا هذه التجربة تحت التراب، وهي ما تزال في بدايتها".
وعن آفاق تطوير وتعزيز عمل المجالس المحلية أكدت ضرورة انتخاب أعضاء المجالس المحلية من ذوي الكفاءة العلمية الكبيرة والقادرة على العطاء المستمر ومشهود لهم بوطنيتهم، وملتزمين باحترام الدستور والقانون، وثانيا تنشيط دور الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، الذي من مهمته فرض رقابة شديدة على أعضاء المجالس المحلية أنفسهم، وخاصة في بداية هذه التجربة الفريدة. المطلوب من المجالس المحلية لبلوغ حكم واسع الصلاحيات أولا: أن تكون هناك كفاءة في أدائها المهني، وأن توجد كفاءة في تحصيل الموارد المالية المحلية، وسلامة إنفاقها، وكفاءة في إعداد البرامج والخطط مع تنفيذها، وتنفيذ مشاريع تهم المحافظة، وغيرها من المهام التي تندرج في إطار مهماتهم وفقا لقانون السلطة المحلية، وتنفيذ كل ما ذكرنها سيسهل الانتقال إلى الخطة المتطورة جدا في عمل المجالس المحلية".
تجربة ملبية
المستشار والسكرتير الإعلامي للمحافظة، ماجد السقاف، أكد، من جهته، أن تجربة المجالس المحلية بالمحافظة والمديريات تُعد في المقام الأول ثمرة من ثمار الوحدة اليمنية المباركة، ونهجا للتوجيه الديمقراطي، إذ أن تجربة المجالس المحلية قد جاءت لتلبية إدارة الجماهير المرتبطة واحتياجاتهم اقتصاديا وتنمويا.
وأضاف: "وعلى الرغم من حداثة التجربة ومما رافقتها من سلبيات إلا أنها استطاعت إثبات وجدوها ودروها في المجتمع، ولامست احتياجات المواطن في شتى مناحي الحياة".
وأكد ضرورة التفاف الجماهير حول تجربة المجالس المحلية والتعاطي الخلاق معها وإدراك الواجب نحوها قبل المنتظر منها.
وقال: "كما أن على المجالس المحلية استيعاب طبيعة دورها الإشرافي والرقابي على الأجهزة التنفيذية ومرافق الدولة، وفق ما تنص عليه الأنظمة واللوائح المنظمة لسير نشاطها، وألا تُشكل حجر عثرة أمام النشاط اليومي للأجهزة التنفيذية، لكي تتمكن من تأسيس حكم واسع الصلاحيات، ولا تنتظر أن يأتي إليها من المركز بل عليها أن تصفه في داخل المحافظة من خلال خطط التنمية والمشاريع الاستثمارية الخاصة بالمحافظة والتخطيط المنظّم لاستغلال موارد المحافظة الاقتصادية، وتنميتها باتجاه إيجاد حالة من الاستقرار الاقتصادي الذي يحقق الاكتفاء الذاتي، ورفد الاقتصادي الوطني للبلاد، وحل كافة المشكلات المتعلقة بالمحافظة من مختلف الجوانب، وهي خطوة هامة -في نظري- للوصول إلى حكم محلي واسع الصلاحيات".
نصوص بحاجة للتعديل
النائب الأكاديمي في كلية الزراعة جامعة عدن، قال: "تعتبر تجربة المجالس المحلية من التجارب الناجحة في إطار الحكم المحلي في كافة المحافظات، وشكلت نقلة نوعية في إرساء دعائم الحكم المحلي واسع الصلاحيات، بعيدا عن المركزية. إلا أن التجربة ما تزال محدودة الصلاحيات، ولا بُد من توسيع صلاحيات المجالس المحلية في المحافظات بهدف الوصول إلى حكم محلي واسع الصلاحيات".
وأضاف: "لقد عانت كثير من المحافظات من التقيّد بنصوص بعض المواد التي بحاجة إلى تعديل حتى تعطي صلاحيات أكبر للسلطة المحلية. وهناك شعور كبير لدى أعضاء المجالس من عدم قدرتهم على التحرك في إطار مناطقهم لغرض تطوير وتحسين الأمور المتعلقة في مجال التنمية الاقتصادية. وتعاني كثير من المديريات والمحافظات من قلة الميزانيات المعتمدة للسلطة المحلية، وأن إيرادات أغلب المحافظات لا يستفاد منه من أجل تطويرها ، ويذهب إلى موارد مالية مركزية".
وتابع قائلا: "ومن هذا المنطلق فإن الأمر بحاجة إلى وقفة جادة وسريعة لتصحيح مسار هذه التجربة وإعطاء المزيد من الصلاحيات والموارد المالية لتطوير مشاريع التنمية فيها؛ لأن ما يدور في الساحة اليوم يعكس بعض معاناة المواطنين من المركزية، سواء في بعض مجالات التوظيف أو في بعض المعاملات الخاصة في الجانب التعليمي والمهني وغيرها".
ومن أجل الوصول إلى حكم محلي واسع الصلاحيات، أشار إلى أن ذلك بحاجة إلى تعديل كثير من الأمور وتصححيها، ومنها -على سبيل المثال- تعديل بعض مواد قانون الحكم المحلي ليعطي صلاحيات أكبر للمجالس المحلية، وتوفير الموارد المالية اللازمة لها حتى يمكنها من المتابعة، وإعطاء النصيب الأكبر من الموارد المالية (الضرائب، المبيعات، القات وغيرها من الضرائب والعائدات المالية) لصالح المحافظات ولا تتحول مركزيا، والاهتمام بالمشاريع الهامة الأساسية للمواطنين مثل مشاكل المياه والكهرباء والطرقات، والاهتمام بقضايا التعليم والصحة وتطوير الخدمات الخاصة بالمستشفيات وتوفير احتياجات المرضى، وتشجيع المشاريع الاستثمارية في المحافظات وتوفير كل الخدمات للمستثمرين.
واختتم حديثه قائلا: "وخلاصة القول إن المجالس المحلية لن تصل إلى حكم محلي واسع الصلاحيات إلا بالتخفيف من المركزية الإدارية التي عانت منها كثيرا".
صحيفة السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.