التقى رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني اليوم الأربعاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي يزور اليمن حالياً على رأس وفد رفيع من الحركة. وفي بداية اللقاء رحب رئيس مجلس الشورى برئيس حركة حماس والوفد المرافق له، مجدداً تأكيده على دعم خيارات الشعب الفلسطيني، التي تكفل له الحق في التحرر من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمته القدس الشريف. وأكد عبدالغني دعم اليمن بقيادة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية لكل جهد مخلص يفضي إلى تحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف الفصائل الفلسطينية ، و يقوي الجبهة الداخلية، ويعزز الموقف الفلسطيني في وجه الممارسات الإسرائيلية الغاشمة، التي تستهدف الإنسان والأرض والهوية. وعبر رئيس مجلس الشورى عن ثقته بقدرة الشعب الفلسطيني على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها حالياً، مؤكداً أن القضية الفلسطينية لن تُشطب كما يتوهم الإسرائيليون، بل ستبقى حية في ظل الصمود الفلسطيني والتضحيات الغالية التي يقدمها في سبيل قضيته. من جانبه عبر رئيس حركة حماس خالد مشعل عن تقدير حركة حماس لدور اليمن الرسمي والشعبي الداعم والمساند للشعب الفلسطيني، ولنضاله من أجل نيل حقوقه، مؤكدا في الوقت نفسه وقوف الفلسطينيين مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره ودعم مصالحه. واشار مشعل الى مواقف حركة حماس من مجمل التطورات على الساحة الفلسطينية وفي مقدمتها جهود المصالحة، والنتائج التي أسفرت عنها جولات الحوار الفلسطينية التي عقدت في القاهرة برعاية مصرية. ولفت الى موقف الحركة مما آلت إليه جهود المصالحة، وما أبدته من ملاحظات معلنة تجاه الورقة المصرية، مؤكداً في الوقت ذاته صعوبة الموقف وتعقيداته على الساحة الفلسطينية. لكن مشعل أكد حرص حركة حماس على المضي في جهود المصالحة، وعلى كل عمل وتحرك يحفظ وحدة الشعب الفلسطيني وموقفه , داعيا إلى تحرك عربي للوقوف على نتائج جولات الحوار الفلسطيني، والمساعدة في تذليل العقبات التي حالت دون الإجماع الفلسطيني على وثيقة المصالحة, لافتا إلى الوضع في الداخل الفلسطيني. وحذر مشعل من خطورة ما يجري في فلسطين في ظل التوجه الممنهج لرئيس الحكومة الإسرائيلية اليمينية بنيامين نتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال فرض وقائع جديدة على الأرض، بإقامة المزيد من المستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية، وتحويل الفلسطينيين في القدس الشرقية إلى أقلية، ودفع المتشددين الصهاينة إلى انتهاك حرمة الأقصى، وصولاً إلى إخراج القدس من المفاوضات. الى ذلك التقى رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني اليوم الاربعاء رئيسة سيريلانكا السابقة تشاندريكا كومار تونقا والمستشارة السابقة للرئيس الأمريكي باراك أوباما القاضي جاكي وتراسبونو، اللتان تزوران اليمن حالياً. وعبر رئيس مجلس الشورى خلال اللقاء عن اهتمامه بالموضوع الذي أثارته ورشة العمل التي تشارك فيها المسؤولتان الدوليتان... مؤكدا في الوقت نفسه جدية الدولة على تمكين المرأة في مختلف مجالات الشأن العام السياسية والدبلوماسية والبرلمانية والمحلية. واشار عبدالغني الى الإنجازات التي تحققت على هذا الصعيد من خلال الحضور المتنامي للمرأة في تلك المجالات... لافتا إلى التمثيل الذي تحظى به المرأة اليمنية في إطار مجلس الشورى، والآفاق المستقبلية لهذا التمثيل في ظل التوجه نحو تبني نسبة تمثيل تصل إلى 15% للمرأة في مختلف المجالس. وقال عبدالغني : إن إقرار نسبة التمثيل المقترحة، مرهونة بتوافق سياسي بين مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية، بما يرقى بها إلى مستوى الإجماع والالتزام الوطني. وفند رئيس مجلس الشورى الأولويات التي تُعنى بها الدولة على صعيد تأهيل المرأة وتمكينها والتي تبدأ بتأكيد حقها في التعليم، والعمل، وهو ما تجسد من خلال قوانين تكفل لها هذه الحقوق بشكل كامل أسوة بأخيها الرجل. من جانبهما عبرت رئيسة سيريلانكا السابقة والمستشارة السابقة للرئيس أوباما عن ثقتهما بالدور الإيجابي الذي يمكن أن ينهض به مجلس الشورى من أجل تمكين النساء الراغبات في الانخراط في العمل السياسي، من خلال نقل الخبرة إليهن. ونوهت المسؤولتان بالتوجه القائم نحو تمكين المرأة من خلال إقرار نسبة تمثيل محددة، وبالاستعداد الذي أظهرته مختلف القوى السياسية للتفاعل مع هذا التوجه، معبرتان عن أملهما في أن ينتهي هذا التوجه إلى تأطير قانوني يكفل له التنفيذ على أرض الواقع في المدى المنظور.