حثت منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (الفاو) الدول والجهات المعنية على تكثيف الاستعدادات لمواجهة ومراقبة فيروس لوباء انفلونزا الطيور الفتاك بعد رصد مؤشرات عن وجود سلالة متحورة كامنة في آسيا تنذر بمخاطر تنعكس على صحة الانسان. وقالت المنظمة في بيان أصدره مقرها اليوم ان تجدد انتشار للفيروس المرصود بين الدواجن والطيور البرية تزامن مع حركة الطيور المهاجرة التي تساعد في انتقال العدوى عبر مسافات بعيدة حيث سجل ظهور فيروس (ب5خ1) خلال العامين الأخيرين بين الدواجن أو الطيور البرية في بلدان كانت تعد لسنوات خالية من الفيروس. وفي هذا الصدد أفاد أن البلدان التي ظهر بها الفيروس القاتل حديثا هي اسرائيل والأراضي الفلسطينية وبلغاريا ورومانيا والنيبال اضافة الى منغوليا. واعتبر ظهور سلالة متحورة من الفيروس بين الطيور في الصين وفيتنام قد تكون قادرة على اجتياز الدفاعات التي توفرها اللقاحات المتيسرة حاليا مثار قلق المنظمة حيث تفشت سلالة يرمز اليها ب"اتش5 ان1 (2-3-2-1) في فيتنام التي علقت حملة تلقيح الدواجن الربيع الماضي معظم مناطق شمال ووسط البلاد حيث يستوطن الفيروس "اتش5 ان5". وذكر أن السلطات الفيتنامية استنفرت أجهزتها البيطرية لتنظيم حملة تلقيحات جديد خلال الخريف المقبل حيث يهدد انتشار الفيروس فيها بشكل مباشر كل من كمبوديا وتايلندا وماليزيا بجانب المخاطر تجاه شبه الجزيرة الكورية ومن بعدها اليابان حيث بمقدو الطيور البرية المهاجرة نشر الفيروس في قارات أخرى. وفي هذا الصدد نبهت ادارة الصحة الحيوانية في المنظمة الى انه ومع امكانية نقل الطيور البرية للفيروس فان "تناول وتداول منتجات الدواجن وتسويقها هو السبب الرئيسي لانتشار الفيروس بين البشر". واعتبرت الادارة أن التراجع التريجي للعدوى المسجل فيما بين 2004 و2008 قد ينبئ باندلاع العدوى بفيروس انفلونزا الطيور خلال خريف وشتاء العام الجاري "مع احتمال اكتشاف الفيروس على أطراف المناطق السكنية. وشدد البيان على "ضرورة الاستعداد لمواجهة ومراقبة الفيروس حيث لا مجال الان للشفقة على الطيور التي قد يتعين اعدامها وليس بوسع أحد أن يتهاون مع الفيروس" مشيرا الى أن بلدانا مازال فيروس "اتش5ان5" متخندقا فيها مثل بنغلاديش والصين ومصر والهند واندونيسيا وفيتنام قد تواجه مشكلات أكبر كما "لا يمكن اعتبار أي بلد آمنا". وأوضح البيان الى استنادا الى ادارة الصحة الحيوانية في المنظمة الى انه ومع امكانية نقل الطيور البرية للفيروس فان "تناول وتداول منتجات الدواجن وتسويقها هو السبب الرئيسي لانتشار الفيروس بين البشر". وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية أن فيروس "اتش5 ان5" أصاب 565 شخصا منذ ظهوره في عام 2003 وأودى بحياة 331 منهم وذلك وقد سجلت أحدث حالة وفاة نتيجة المرض الأسبوع الماضي في كمبوديا حيث تم حتى الآن توثيق 8 اصابات قاتلة بين البشر. ومنذ 2003 فتك الفيروس أو قضى نهائيا على 400 مليون من الطيور الداجنة وتسبب بأضرار اقتصادية بلغت 20 مليار دولار في شتى أنحاء العالم قبل استئصاله من معظم البلدان التي بلغت 63 بلدا في أوج انتشار الوباء في عام 2006 . بينما ظل مستوطنا في 6 بلدان مع انكماش رغم انكماش موجات التفشي بين الدواجن ومجاميع الطيور البرية 4 آلاف حالة في ذروته السنوية الى 302 حالة بمنتصف 2008 قبل أن تعود للتصاعد التدريجي حتى بلغت نحو 800 حالة وثقت في الفترة 2010 و2011. سبأ + وكالات