عقد بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض اليوم الأربعاء اجتماعاً لمناقشة الأوضاع الإنسانية في الجمهورية اليمنية، بمشاركة ممثلين عن دول مجلس التعاون والأممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وعدد من الدول والمنظمات الفاعلة في مجال المساعدات الإنسانية في اليمن . وفي بداية الاجتماع، دعا الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية لمجلس التعاون عبدالعزيز العويشق الى ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لليمن، خاصة في الأوضاع التي تعيشها اليمن حالياً . وأكد العويشق ان مجلس التعاون الخليجي يعمل على مساعدة اليمن على ثلاث مستويات، الأول المستوي السياسي من خلال متابعة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والمستوي الثاني اقتصادي من خلال الإعداد والتحضير لعقد مؤتمر أصدقاء اليمن المقرر عقده في أبريل القادم، إضافة الى العمل على التخفيف من المعانات الإنسانية التي يعانها المتضررين من الإحداث التي شهدتها اليمن بالتعاون مع مكتب منظمة الأممالمتحدة للشئون الإنسانية والمنظمات العاملة في مجال المساعدات الإنسانية المختلفة . من جانبه دعا وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات والهيئات الدولية، لتقديم العون الإنساني لليمن، خاصة في الظروف التي تعيشها اليمن حالياً . واكد القربي ضرورة عدم ربط المجتمع الدولي والمانحين تقديم العون الإنساني، بالأوضاع السياسية والأمنية، لان ذلك سيؤدي الى تفاقم أوضاع المواطنين، خاصة النازحين من المناطق المتضررة من الأزمة الراهنة وتوفير الخدمات الأساسية لهم . وأشار الى استعداد الحكومة اليمنية لتسهيل عمل المنظمات الدولية والإنسانية وبالطرق التي تراها لتقديم المساعدات الإنسانية وبالتعاون مع هيئة الإغاثة اليمنية .. لافتاً الى أهمية الأخذ بالاعتبار الاحتياجات الضرورية للأمن الغذائي في اليمن خاصة للمواطنين والأطفال النازحين من المناطق المتضررة من الأزمة . من جانبه عبر رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين احمد الكحلاني عن شكره لجهود الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ومنظمة الأممالمتحدة على تنظيم هذا الاجتماع لعرض نتائج أعمال تقييم الأوضاع الإنسانية الناتجة عن الأزمة التي مر بها اليمن. وأوضح إن اليمن تعاني من نزوح نصف مليون شخص من محافظات ابين وصعدة وعمران نتيجة النزاعات التي شهدتها تلك المحافظات وهؤلاء المواطنين بحاجة إلى توفير المساعدات الإنسانية العاجلة . كما تعاني اليمن من مشكلة اللاجئين القادمين اليها من دول القرن الأفريقي .. مشيراً الى ان عدد المسجلين رسمياً منهم يقدر بحوالي 600 ألف شخص وهم بحاجة إلى تقديم العون الإنساني . ومن جانبه ذكر نائب مدير مكتب الأممالمتحدة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بصنعاء بيت مانفيلد ان هناك في اليمن خمسة ملايين شخص معظمهم من الأطفال يعانون من سوء التغذية نتيجة النزوح وتدني الحالة المعيشية نتيجة الأزمة التي شهدتها اليمن . وأشار إلى ما يواجهه اليمن من أزمة نزوح من المناطق التي شهدت صراعات وكذلك أزمة في مواجهة تدفق اللاجئين والمهاجرين من دول القرن الإفريقي .. مؤكداً ان تقديم المساعدات الإنسانية تعتبر ضرورية للاستقرار الوضع الإنساني. وخلال جلسات العمل قدم وكيل وزارة الصحة والسكان عمر مجلي عرضاً عن الوضع الإنساني في اليمن والاحتياجات الضرورية لتلبية متطلبات النازحين من المناطق المتضررة والإسهام في مساعدة النازحين في العودة إلى منازلهم ومناطقهم. فيما قدم فريق متخصص من هيئة الأممالمتحدة نتائج أعماله المتعلقة بتقييم الأوضاع الإنسانية في اليمن التي نتجت عن الأزمة التي مر بها . شارك في الاجتماع السفير اليمني في الرياض محمد على محسن الأحول والمستشار الاقتصادي في السفارة خليل على احمد .