أكد المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في اختتام دورته الثالثة والعشرين بعد المائة، اليوم الثلاثاء في مدينة جدة، مواقف دول المجلس الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف، بكافة أشكاله وصوره ، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأياً كان مصدره. كما اكد المجلس في بيانه الختامي تأييده لكل جهد إقليمي أو دولي يهدف إلى مكافحة الإرهاب، ومُجدداً في الوقت نفسه ضرورة تفعيل القرارات والبيانات الصادرة عن المنظمات والمؤتمرات، الإقليمية والدولية، المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وجدد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة والرافضة لاستمرار احتلال جمهورية إيران الإسلامية للجزر الثلاث ، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة ،...مؤكدا دعمه لحق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ، وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءً لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة. واعرب المجلس عن الأسف لعدم إحراز الاتصالات مع جمهورية إيران الإسلامية أي نتائج ايجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر الثلاث بما يسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها...مؤكدا أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث . ودعا المجلس جمهورية إيران الإسلامية للاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية...مؤكدا رفضه واستنكاره الشديدين لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية لدول المجلس ، في انتهاك لسيادتها واستقلالها . وطالب المجلس إيران بالتوقف الفوري عن هذه الممارسات التي لا تسهم في خدمة وتطوير العلاقات معها ، داعيا إلى التزامها التام بمبادئ حسن الجوار ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول المجلس ، والاحترام المتبادل ، والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ، وحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار المباشر ، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها ، بما يكفل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرار ها . وأعرب المجلس الوزاري عن قلقه البالغ من استمرار أزمة الملف النووي الإيراني ، مجدداً التأكيد على أهمية التزام إيران بالتعاون التام والشفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية . وأكد المجلس مجدداً على مواقفه الثابتة بشأن أهمية الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية ، وحل النزاعات بالطرق السلمية ، وجعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية . وشدد المجلس الوزاري على حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ، في إطار الاتفاقية الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها ، وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة ، مؤكداً على ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ، وإخضاع كافة منشآتها النووية للتفتيش الدولي ، من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية . وفيما يخص تطورات القضية الفلسطينية، ومستجدات الوضع الراهن, اكد المجلس أن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من يونيو 1967م , في فلسطين والجولان العربي السوري المحتل , والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان , وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأعرب المجلس الوزاري عن قلقه لتعثر عملية المصالحة الفلسطينية وعدم تنفيذ أي من الاتفاقات المبرمة ...ودعا إلى تنفيذ جميع بنود اتفاق القاهرة ، وإعلان الدوحة ، وتجاوز كل العقبات ..واستنكر استمرار السياسات والبرامج الاستيطانية الاسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة الهادفة لتغيير المعالم الجغرافية وتهويد القدس الشرقية . وفي الشأن العراقي اوضح البيان ان المجلس استمع إلى شرح من الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت ، عن نتائج الزيارة التي قام بها إلى بغداد ، على رأس وفد بلاده في اجتماعات اللجنة العليا المشتركة الكويتية العراقية ، في 29 ابريل الماضي ، واعتبر المجلس الوزاري الزيارة بأنها خطوة جادة نحو التوصل إلى حلول لكل المشاكل العالقة بين البلدين ...مؤكداً على ضرورة قيام العراق بتنفيذ كافة التعهدات بهذا الشأن وترجمتها على أرض الواقع . وشدد المجلس على ضرورة استكمال العراق تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ، ومنها الانتهاء من مسألة صيانة العلامات الحدودية تنفيذا للقرار 833، والانتهاء من مسألة تعويضات المزارعين العراقيين تنفيذا للقرار 899 ، ويدعو المجلس الوزاري العراق للإسراع في ذلك، والتعرف على من تبقى من الأسرى والمفقودين من مواطني دولة الكويت وغيرهم من مواطني الدول الأخرى ، وإعادة الممتلكات والأرشيف الوطني لدولة الكويت ... وحث الأممالمتحدة والهيئات الأخرى ذات العلاقة على الاستمرار في جهودها القيمة لإنهاء تلك الالتزامات . وأكد المجلس الوزاري التزامه التام بسيادة العراق ، واستقلاله ، ووحدة أراضيه ، داعياً الحكومة العراقية القيام بمسئولياتها لتعزيز وحدة العراق واستقراره وازدهاره ، وتفعيل دوره في بناء جسور الثقة مع الدول المجاورة على أسس مبادئ حسن الجوار ، وعدم التدخل في شئون دول المجلس الداخلية ، كما أكد على أهمية بذل ، جميع الأطراف في العراق الشقيق، الجهود لتحقيق مصالحة سياسية دائمة وشاملة، تلبي طموحات الشعب العراقي، وتؤسس لدولة آمنة ومستقرة ، تقوم على سيادة القانون ، واحترام حقوق الإنسان ، لكي يعاود العراق دوره المؤازر للقضايا العربية . و في الشأن السوري شدد المجلس على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته باتخاذ اجراءات فعالة لوقف آلة القتل الوحشية والدمار والتهجير ، والعمل على حماية الشعب السوري ، ووضع حد للاستهانة بحياة الأبرياء. وفي الشأن المصري أشاد المجلس الوزاري بالدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في مصر ، يومي 23 و 24 مايو الماضي... مشدداً على أهمية مصر ودورها المحوري ، والاستراتيجي ، في العالم العربي والمنطقة ... متمنياً لمصر وشعبها الشقيق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار . وفي الشأن اللبناني أكد المجلس الوزاري الخليجي أهمية الحفاظ على أهمية أمن لبنان واستقراره وسيادته ووحدته ، ودعا جميع الأطراف اللبنانية الفاعلة إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا ، طبقاً لاتفاقي الطائفوالدوحة ، وعدم الإنجرار وراء الفتن الطائفية والمذهبية ، خدمة لأهداف ومصالح خارجية تهدد السلم الأهلي والتعايش بين مكونات الشعب اللبناني .