يحتفل شعب ودولة قطر باليوم الوطني الذي يصادف ال18 من شهر ديسمبر من كل عام والذي يتزامن مع ذكرى تولي مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مقاليد الحكم في البلاد وسط إنجازات اقتصادية عملاقة وحضور إقليمي وعربي ودولي كبير يعكس حكمة أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في إدارة الدولة. ويعتبر اليوم الوطني لدولة قطر نقطة تحول في تاريخها الحديث ومناسبة لتعزيز الهوية الوطنية وتأكيد الانتماء لقطر وتكريس كل جهد وفكر ووقت للارتقاء بقطر كشعب ودولة إلى مصاف الدول المتقدمة حيث أسهمت دولة قطر عبر السياسة الحكيمة التي اتبعتها قيادتها بشكل إيجابي وعلى أكثر من صعيد في جميع المساعي والجهود الدولية لحفظ واستتباب الأمن والسلام الدوليين حيث أصبحت دولة قطر داعماً أساسياً في هذا المجال؛ فضلاً عن جهود الإعمار والمساعدات الإنسانية التي توفرها وتقدمها للأشقاء والأصدقاء على حد سواء في أكثر من منطقة في العالم. وترتكز سياسة دولة قطر الخارجية على الوضوح والصراحة والالتزام بمبادئ التعايش السلمي والتعاون الدولي، وانطلاقاً من هذا النهج عملت وتعمل دولة قطر على توطيد وتعزيز علاقاتها مع محيطها الإقليمي حيث تولي أهمية كبرى لدعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي والعربي. وحققت قطر خلال العقود الأخيرة إنجازات كبيرة على الصعيد المحلي في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية، كما حققت في المجال الاقتصادي إنجازات كبيرة من خلال استناد الاقتصاد القطري في مرجعيته إلى الرؤية الشاملة للتنمية وهي " رؤية قطر الوطنية 2030 " التي ترصد ما تحقق على الأرض وتستشرف آفاق المستقبل انطلاقاً من مقررات تلك الرؤية واستراتيجيتها الفرعية الهادفة لتحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة لتطوير اقتصاد وطني متنوع وتنافسي قادر على تلبية احتياجات مواطني دولة قطر. وتستند الدبلوماسية القطرية في علاقاتها بالآخرين منذ استقلالها على سياسة خارجية ذات أهداف واضحة على مختلف الصعد والساحات لما تميزت به من بعد نظر ومواكبة لمستجدات الأحداث والمتغيرات والتطورات السياسية المختلفة في العالم، وقد تبلور هذا الدور بشكل واضح منذ تولي أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الحكم حيث عمدت الدبلوماسية القطرية إلى الانطلاق من جملة من الثوابت تمثلت في الالتزام بحقوق السيادة والدولة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والالتزام بقواعد الشرعية الدولية، ومواكبة المستجدات والتطورات العالمية أو التكيف معها. وتحرص قطر على المشاركة الفاعلة في القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة الخليجية والعربية، وتولي أهمية كبرى لدعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتبذل قطر أكبر الجهود سعياً وراء تحقيق التضامن العربي وتعزيز قنوات الثقة والاتصال بين الدول العربية، كما تؤكد قطر أهمية حل كافة الخلافات بين الدول بالطرق السلمية، وفي الساحة الدولية تؤيد قطر جهود الأممالمتحدة وتعمل على تبادل العلاقات مع كافة الدول والشعوب المحبة للسلام. وتشهد دولة قطر منذ عدة سنوات تنفيذ مشاريع كبرى حيث يجري العمل في أحد اكبر المطارات بالعالم بحيث يتسع بعد اكتمال مراحله لخمسين مليون مسافر في العالم، كما تم وضع الخطط لبناء ميناء جديد يتم انجازه خلال السنوات الخمس المقبلة على احدث المقاييس والمواصفات العالمية؛ فيما شهدت البلاد تطوراً ضخما في تشييد المنشآت الرياضية منذ أن شهدت الدوحة منافسات " الأسياد "، كما حصلت قطر على حق استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم العام 2022، وبحسب تقييم المؤسسات الدولية المختصة فإن دولة قطر أصبحت قادرة على استضافة بطولات رياضية عالمية كبرى. وتمتاز دولة قطر بقوة اقتصادية كبيرة جعلتها رائدة بين دول المنطقة حيث أنها تحاول أن تستثمر ما لديها من قوة اقتصادية بشكل فعّال خصوصاً أن النفط فيها بات يمثل مصدر ثروة ، كما أن الغاز بات يمثل رافداً مهما للاقتصاد القطري، وقد قامت قطر بتنويع الصناعة حيث عملت على إنشاء الصناعات البترولية والبتروكيماوية منذ عام 1977التي تمثلت بصناعة تكرير النفط والأسمدة الكيماوية لإنتاج " اليوريا " و" الأمونيا " وحامض الكبريتيك. وتوجهت دولة قطر نحو بناء مشاريع مستقبلية ضخمة حيث ركزت على إنتاج الغاز المسال فدولة قطر تعتبر الدولة الثالثة في العالم من حيث الاحتياطي. وشهدت العلاقات اليمنية القطرية في السنوات الأخيرة تنامياً كبيراً وحظيت باهتمام من أعلى المستويات وفي مقدمتهم الأمير حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، حيث وقفت دولة قطر مع تطلعات أبناء الشعب اليمني في التغيير والإصلاح، وقدمت الدعم الأخوي للقيادة الجديدة انطلاقاً من سياسة دولة قطر الثابتة تجاه أشقائه، وقد استقبلت الدوحة خلال الأشهر القليلة الماضية عدداً من المسؤولين اليمنيين كان في مقدمتهم رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة وغيرهما من كبار المسؤولين . وقد جرى خلال هذه الزيارات الاتفاق على استكمال تنفيذ عدد من مشاريع الطرق التي توقف العمل فيها خلال الفترة الماضية وكذلك مشاريع جديدة وفي مجالات تنموية واستثمارية أخرى من شأنها استيعاب عمالة يمنية كثيرة، كما تم الاتفاق على بدء العمل في مدينة حمد الطبية في مدينة تعز التي سيكلف بناءها وتجهيزها أكثر من 200 مليون دولار بطاقة استيعابية تصل إلى ألف سرير. وبتوجيهات من القيادة الحكيمة في دولة قطر تم تنشيط العديد من المشاريع التي توقفت خلال الأحداث الأخيرة التي شهدها اليمن، من بينها مشروع تلال الريان في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى تنشيط دور لجنة إعمار صعدة، حيث زار فريق من اللجنة محافظة صعدة واطلع على الأوضاع فيها واحتياجها من المشاريع الضرورية، خاصة في مجال البنية التحتية من كهرباء ومياه ومستشفيات وغيرها. وفيما يتعلق بالتعاون في القطاع الصحي ومعالجة جرحى الأحداث التي شهدها اليمن في العام الماضي تكفلت فرق طبية عبر الهلال الأحمر القطري بإجراء عمليات جراحية في اليمن للجرحى والمصابين من جراء هذه الأحداث، فضلا عن تشخيص وتحديد الحالات التي تحتاج للسفر والعلاج في الخارج. وحرصت دولة قطر على المساهمة الفاعلة في اجتماع المانحين في الرياض ومؤتمر أصدقاء اليمن في نيويورك في سبتمبر الماضي، حيث خصصت قطر في مؤتمر نيويورك 500 مليون دولار لدعم المشاريع التنموية في الجمهورية اليمنية.