عقد مجلس الشورى إجتماعه الثاني من دورة الإنعقاد الإعتيادية الأولى للعام 2020م، برئاسة رئيس مجلس الشورى محمد حسين العيدروس، وبحضور نائبي رئيس المجلس عبده محمد الجندي ومحمد ناصر البخيتي . كُرس الاجتماع بحضور وزير الدولة لشئون مجلسي النواب والشورى الدكتور علي أبو حليقة والقائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة عبدالملك الغزالي ورئيس شعبة الدراسات بمركز الدراسات العسكرية العميد ركن عبدالله الطيب، لمناقشة تقرير لجنة البيئة والسياحة حول "خزان صافر العائم للنفط". وأشار رئيس مجلس الشورى إلى تزامن هذا الاجتماع مع الذكرى السنوية للشهيد ومرور خمسة أعوام من الصمود في وجه العدوان وإفشال مخططاته. وجدد الدعوة لدول تحالف العدوان لمراجعة مواقفها والتعامل بإيجابية مع مبادرة السلام التي أطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى، بما يسهم بفاعلية في تحقيق الأمن والإستقرار والسلام على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وبما يؤسس لعلاقات قائمة على حسن الجوار والمصالح المشتركة . وحذر رئيس مجلس الشورى من الكارثة البيئية المحدقة المتمثلة في خزان صافر النفطي الذي تعذر تفريغ شحنته من النفط الخام بسبب العدوان والحصار ..مؤكداً أهمية مواصلة الجهود مع المنظمات الدولية المتخصصة والمعنية بقضايا البيئة والثلوث البحري وكذا مع الدول المطلة على البحر الأحمر للدفع بها للمطالبة بسرعة تفادي كارثة بيئية في المنطقة. ولفت إلى أن تقديم اليمن أي مبادرة أو تنازلات في هذا الملف يندرج في إطار الحرص على تفادي المخاطر البيئية المترتبة جراء حدوث تسرب نفطي في البحر في الوقت الذي لا يكترث العدوان بأي مخاطر قد تنجم عن ذلك. فيما أكد نائب رئيس مجلس الشورى الجندي، تبخر أحلام العدوان في إخضاع اليمن بعد مرور خمسة أعوام نتيجة صمود الشعب اليمني وإدراكه لما يحاك ضده من مخططات، وكذا خارطة الطريق التي وضعتها القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والتي شكلت صمام أمان وحالت دون إنهيار سلطات الدولة. ودعا السلطة القائمة في مأرب إلى التعامل الإيجابي مع المبادرة التي أطلقها فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي أواخر فبراير الماضي.. معرباً عن أمله في إستجابة الطرف الآخر للنقاط الأربع التي تضمنتها المبادرة، والتي تؤسس للسلام والمصالحة ويعود مردودها وفائدتها على الشعب اليمني بأكمله . بدوره أشار نائب رئيس مجلس الشورى البخيتي إلى سقوط الحجج التي إستند إليها تحالف العدوان في عدوانه الغاشم على اليمن، بهدف مصادرة قرار الشعب اليمني وثرواته ومقدراته .. مؤكداً رهان الشعب اليمني على السنن الإلهية في المعركة المقدسة أمام قوى الإستكبار العالمي بقيادة أمريكا. وتطرق إلى تغير موازين القوى لصالح الشعب اليمني.. مجدداً الدعوة لجميع المخدوعين من أفراد وقيادات إلى الإنحياز إلى صف الوطن للمشاركة في شرف تحرير اليمن وتحقيق إستقلاله وسيادته . وقد نوه وزير الدولة لشئون مجلسي النواب والشورى، بصمود أعضاء مجلس الشورى في هذه الظروف الإستثنائية .. مشيداً بالإنتصارات الكبيرة التي تحققت في جبهات الدفاع عن الوطن. وأشار إلى أهمية مراجعة تحالف العدوان لسياساته العدائية تجاه الشعب اليمني والتعاطي الإيجابي مع مبادرة السلام التي أطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى بما يحقق السلام. فيما أشار أعضاء مجلس الشورى الدكتور حزام الأسد وطلال عقلان واللواء يحيى المهدي، إلى أن تحالف العدوان قد إستنزف جميع قدراته العسكرية التي راهن عليها في تفكيك منظومة البنية السياسية للشعب اليمني.. لافتين إلى فشل الحرب النفسية والحملة التضليلية على اليمن بفضل ثقة الشعب اليمني بعدالة قضيته وإلتفافه حول قيادته. وأشادوا بصمود الكادر الإداري للدولة في هذه الظروف الإستثنائية والذي يمثل صورة من صور الصمود في وجه العدوان. بعد ذلك إستعرض الاجتماع تقرير لجنة البيئة والسياحة حول خزان النفط العائم صافر، والذي تضمن إجراءات الجهات المعنية تجاه إحتمالية تسرب النفط من الخزان والآثار البيئية والمخاطر المحتملة للتلوث الذي قد ينجم عن ذلك التسرب إن لم تتم أعمال الصيانة العاجلة للخزان النفطي. كما إشتمل التقرير على الإستنتاجات وتوصيات ومقترحات لجنة البيئة والسياحة بذلك الشأن. وفي هذا السياق أشار القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة، إلى أن تقرير اللجنة تضمن جميع الجوانب البيئية والإقتصادية والإنسانية، لافتا إلى الخسائر الكبيرة المحتملة جراء حصول تسرب نفطي من خزان صافر.. منوها بما تضمنه تقرير اللجنة من مقترحات. وقد أثرى أعضاء مجلس الشورى الإجتماع بمداخلاتهم التي أكدت على أهمية تفادي الكارثة البيئية التي قد تحل بالمنطقة بأكملها جراء حدوث تسرب النفط الخام في خزان صافر، بما في ذلك باب المندب والمياه الدولية وصولاً إلى البحر المتوسط والبحر العربي إن لم يتم تدارك ذلك الأمر. وأشاد أعضاء مجلس الشورى بدعم رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى، لمجلس الشورى وتذليل الصعوبات التي تواجهه في سبيل قيامه بالمهام المناطة به وفقاً للدستور والقانون. وأكدوا مشاركتهم في الفعاليات الرسمية والشعبية في مختلف المحافظات في اليوم الوطني للصمود، وكذا المشاركة في قوافل دعم المرابطين في مختلف الجبهات. وحمّل أعضاء مجلس الشورى تحالف العدوان مسئولية التلوث البيئي الذي أدى إلى نفوق الأسماك والأحياء البحرية في شواطئ محافظة عدن وأبين، جراء تخلص دول تحالف العدوان من النفايات الكيماوية في المياه الإقليمية الجنوبية لليمن. وندد أعضاء المجلس بتواجد القوات السعودية والإماراتية ومؤخراً القوات الأمريكية في عدن وبعض المحافظاتالمحتلة.. معتبرين ذلك خرقاً للسيادة الوطنية . وقد أقر الاجتماع تقرير لجنة البيئة والسياحة حول "خزان النفط العائم صافر" بعد إستيعاب الملاحظات الواردة عليه.
