عمدت إسرائيل - كعادتها - إلى تخريب مفاوضات السلام في الشرق الاوسط بعد نشرها مناقصة لبناء 700 وحدة استيطانية في القدسالمحتلة ورفضها اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين خلال محاولة وزير الخارجية الامريكي جون كيري تمديد المفاوضات. واتهمت واشنطن وزير الاسكان الاسرائيلي اوري اريئيل، بالعمل عمدا على تخريب المفاوضات بعد ان نشر المناقصة. وذكرت صحيفة "هارتس" الاسرائيلية، أن الوزير الإسرائيلي حاول تخريب تمديد المفاوضات بعد ان اعلن ان الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد، يرفض اطلاق سراحه مقابل اطلاق سراح الاسرى، وهاجمت مصادر اسرائيلية لها علاقة بالمفاوضات الوزير اريئيل واتهمته بتخريب المفاوضات. وقال مصدر امريكي رفيع المستوى إن المناقصة التي نشرت مساء الثلاثاء الماضي، خلال الاتصالات المكثفة لتمديد المفاوضات سببت اضرارا جسيمة ودفعت الرئيس محمود عباس إلى الاعلان عن الانضمام الى المنظمات الدولية. وسارعت الحكومة الأمريكية يوم أمس إلى العمل لإنقاذ محادثات السلام المتعثرة بعد ما سمته خطوات "منفردة وغير مفيدة" من الجانبين. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اتخذ خطوة مفاجئة يوم الثلاثاء حين وقع 15 اتفاقية دولية من شأنها أن تعزز وضع الفلسطينيين في مواجهة اسرائيل وهو ما جعل الولاياتالمتحدة تبحث عن سبيل لاستمرار المحادثات بعد انتهاء المهلة المحددة لها في 29 من أبريل. وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تقل الرئيس باراك أوباما إلى ميشيجان "نشعر بخيبة أمل من الأعمال المنفردة غير المفيدة التي صدرت عن الجانبين في الأيام الأخيرة." وأضاف أن وزير الخارجية يجري "اتصالات وثيقة مع فريقنا التفاوضي الذي لا يزال على الأرض في المنطقة لمواصلة النقاش مع الأطراف." وذكرت مصادر مطلعة أنه من المقرر أن يلتقي المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون في وقت لاحق مساء يوم أمس الأربعاء مع المبعوث الأمريكي مارتن إنديك. ورحبت حماس، الثلاثاء، بقرار عباس، الانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية في الأممالمتحدة، إلا أنها أشارت إلى أنها كانت تنتظر "وقف المفاوضات إلى الأبد" مع إسرائيل. وتسلمت الاممالمتحدة 13 رسالة من المسؤولين الفلسطينيين بشأن الانضمام إلى اتفاقات ومعاهدات دولية وأشارت إلى انها ستراجعها للتأكد من استيفاء كل منها للاجراءات القانونية. وسلمت الرسائل إلى روبرت سيري مبعوث الأممالمتحدة لدى الشرق الأوسط وأيضا إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في نيويورك. وقال سفير فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور في تصريحات صحفية الليلة الماضية إن الإنضمام إلى المعاهدات والاتفاقات الثلاثة عشر سيدخل حيز التنفيذ خلال 30 يوما من تقديمها للأمم المتحدة. وتهدف الخطوة غير المتوقعة إلى تعزيز موقف الفلسطينيين في الهيئات الدولية في تحد لإسرائيل والولاياتالمتحدة اللتين تعارضان منذ وقت طويل اي أجراء أحادي الجانب. وأصبح من حق الفلسطينيين التوقيع على المعاهدات والاتفاقات بعد أن رفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 صفة التمثيل الفلسطيني في المنظمة الدولية من كيان مراقب إلى دولة غير عضو في خطوة اعتبرت على نطاق واسع اعترافا فعليا بدولة فلسطينية مستقلة. وقال منصور إن الفلسطينيين يمارسون حقهم القانوني كدولة للانضمام إلى هذه الأجهزة. وأضاف أنهم جزء من المجتمع الانساني وهذا سيتيح لهم تحمل مسؤولياتهم في تنفيذ ما يطلب منهم بموجب بنود هذه الاتفاقات والمعاهدات. وقالت الأممالمتحدة انه تم تقديم رسالتين أخريتين إلى مبعوثي سويسرا وهولندا لدى السلطة الفلسطينية بشأن الانضمام إلى اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي المتعقلة بقوانين وأعراف الحرب البرية. وقال منصور إن الانضمام الفلسطيني لاتفاقيات جنيف سيسري على الفور لأن الأراضي الفلسطينية تحت الاحتلال. ويأمل الفلسطينيون أن توفر لهم الخطوة التي اتخذها عباس أساسا أقوى للجوء الى المحكمة الجنائية الدولية وتقديم شكاوى رسمية ضد إسرائيل بسبب استمرار احتلالها للأراضي التي استولت عليها عام 1967. وكان عباس تعهد بعدم السعي للانضمام لأي هيئات دولية أثناء مفاوضات السلام التي تجرى بوساطة أمريكية والتي من المقرر أن تستمر حتى نهاية أبريل نيسان ولم تحرز تقدما يذكر حتى الان. ووعدت إسرائيل في المقابل بالإفراج عن اكثر من 100 معتقل بحلول نهاية مارس آذار لكنها لم تفرج عن الدفعة الأخيرة قائلة انها تريد ضمانات بأن الفلسطينيين سيوافقون على تمديد المفاوضات إلى ما بعد المهلة التي تنتهي في 29 ابريل الجاري. وتواجه المحادثات صعوبات بالفعل بسبب عملية بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينيةالمحتلةوالقدسالمحتلة واصرار نتينياهو على الاعتراف بيهودية اسرائيل.