ألقت الولاياتالمتحدةالأمريكية اللوم على الإسرائيليين والفلسطينيين معا في انهيار محادثات السلام في الشرق الأوسط الشهر الماضي التي قادها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري . ولم تحمل واشنطن- كعادتها- إسرائيل المسؤولية منفردة عن انهيار المحادثات وقال المبعوث الامريكي الخاص إلى الشرق الإوسط مارتن انديك الليلة الماضية إن الزعماء الإسرائيليين الفلسطينيين غير مستعدين لتقديم تنازلات "مؤلمة" لازمة للسلام محملا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني المسؤولية عن انهيار المحادثات الشهر الماضي. وقدم انديك أول رواية علنية له عن الجهد الفاشل لكيري الذي استمر تسعة اشهر للتوصل لاتفاق سلام بحلول 29 ابريل الماضي وأوضح ان الجانبين يتحملان المسؤولية مشيرا الى البناء الاستيطاني الاسرائيلي وايضا توقيع الفلسطينيين اوراق الانضمام الى 15 اتفاقية دولية. لكن انديك أفاد أن المحادثات قد تستأنف في نهاية الأمر مشيرا الى جهد وزير الخارجية الامريكي الأسبق هنري كيسنجر الذي بدأ وتوقف ثم نجح في نهاية الامر عام 1975 في فك الارتباط بين القوات المصرية والاسرائيلية في سيناء. وقال انديك في مؤتمر استضافه معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني "ما كان صحيحا حينئذ قد يكون صحيحا اليوم." واضاف "في الشرق الاوسط لا ينتهي الأمر أبدا." وتبذل واشنطن حاليا جهودا حثيثة في المنطقة من اجل إنقاذ عملية السلام المتوقفة بسبب التعنت الإسرائيلي الرافض وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة خاصة في مدينة القدس والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية . وفي مسعى يعتقد أنه لتحريك مفاوضات السلام المتوقفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عقدت مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي سوزان رايس اجتماعا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله أمس الخميس تمحور حول مفاوضات السلام المتوقفة بين الجانبين. وفي وقت سابق الخميس، اجتمعت رايس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو . والتقت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس مع الرئيس محمود عباس في رام الله مساء الخميس في إطار الجهود الأميركية لإنقاذ عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وكانت رايس قد اجتمعت الأربعاء مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في القدس، قبل أن تعقد مشاورات أمنية مع رئيس الحكومة نتنياهو ومع عدد من المسؤولين الإسرائيليين في إطار الحوار الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي. وأعلن البيت الأبيض أن رايس أوضحت في اجتماعاتها في إسرائيل أن الولاياتالمتحدة وعلى الرغم من توقف المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية، لا تزال مقتنعة بأنه لا يمكن ضمان سلام دائم إلا من خلال مفاوضات مباشرة تؤدي إلى دولتين مستقلتين قابلتين للحياة جنبا إلى جنب، في سلام وأمن. في سياق متصل حمل الرئيس الفلسطيني ،مجددا سلطات الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية تعثر عملية السلام بسبب عدم قيامها بإطلاق سراح الفوج الرابع من الأسرى القدامى، وعدم التزامها بوقف الاستيطان. وحول المطلوب عمله للعودة الى المفاوضات قال الرئيس عباس في مقابلة أجرتها قناة /عودة/ بمناسبة انطلاقتها وبثها تلفزيون فلسطين " أن في مقدمة ذلك التزام إسرائيل بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، ثم يمكن الذهاب إلى المفاوضات لمدة 9 أشهر، في الأشهر الثلاثة الأولى يتم التركيز على الخارطة والحدود، وأثناء هذا التركيز، وهذه الأشهر الثلاثة تتوقف اسرائيل عن النشاط الاستيطاني بشكل كامل". وأكد عباس وجود مردود واضح للجهد الفلسطيني السياسي والدبلوماسي، وقال " لا بد أن نستمر في سياستنا الحالية الواقعية العقلانية التي لا تعطي الآخرين أي مأخذ علينا لمزيد من الكسب الدولي، أنت عندما تكسب أوروبا، ثم بعد مرور وقت تكسب أمريكا وتكسب أصواتا داخل اسرائيل أتصور أن الوضع سيتغير وسيصبح مثل جنوب افريقيا في يوم من الأيام". وشدد على حق فلسطين بالانضمام للمنظمات والمعاهدات الدولية، موضحا أن سير إسرائيل في فرض عقوبات على السلطة الوطنية يدفع باتجاه انضمام فلسطين لمزيد من المنظمات الدولية. وجدد الرئيس عباس التأكيد على أهمية التحرك الفلسطيني على الصعيد الدولي، موضحا ان الجانب الفلسطيني لم يتقدم بأي طلب خارج إطار المتفق عليه، وما حصلت عليه فلسطين في الاممالمتحدة هو أن الأرض الفلسطينية، أرض دولة محتلة وعاصمتها القدس. وتابع ان إسرائيل لأول مرة تواجه حقيقة أن هذه الأرض ليست لهم وليست متنازع عليها، فهذه أرض للشعب الفلسطيني ليبني عليها دولته على حدود 1967. وردا على سؤال حول إمكانية تمكن الحكومة التي ستشكل بموجب اتفاق المصالحة من إنجاز مهمات صعبة مثل معالجة موضوع الأمن وتوحيد المؤسسات، قال أن حل هذه الامور تقوم به الحكومة التي ستتبع الانتخابات، مشددا على أنه اذا حسنت النوايا يمكن تذليل الصعوبات القائمة. وفي المقابل جدد نتنياهو اتهامه للرئيس الفلسطيني بالعمل على ما وصفه بتخريب العملية السلمية من خلال توقيع اتفاق المصالحة مع حركة حماس. وأكد نتانياهيو في كلمته أمام مؤتمر لحزب الليكود الذي يتزعمه، أنه مصمم على سن قانون حول تعريف إسرائيل بأنها دولة قومية للشعب اليهودي. ويتزامن هجوم نتانياهيو على عباس مع ارتفاع حدة الأصوات اليمينية الإسرائيلية وخاصة في حزب الليكود، الرافضة للجهود الأميركية لتحريك العملية السلمية واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وتشمل القضايا الأساسية التي ينبغي حلها في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ أكثر من ستة عقود الحدود والأمن ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس. وعلقت اسرائيل المحادثات يوم 24 ابريل بعد الاعلان غير المتوقع عن بدء تنفيذ اتفاق مصالحة بين منظمة التحرير التي تقودها حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس وحركة حماس المنافسة وهي خطوة بدا أنها المسمار الأخير في نعش المفاوضات التي ترعاها الولاياتالمتحدة.