تحت شعار "التنوع البيولوجي الجزري" تحتفل الأممالمتحدة وسائر دول العالم يوم غد الخميس 22 مايو اليوم العالمي للتنوع البيولوجي، وفقا لإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة في ال20 من ديسمبر 2000. وبهذه المناسبة تقام في مختلف دول العالم العديد من المهرجانات والمحاضرات والندوات التوعوية التي تبين وتحث على أهمية المحافظة على التنوع البيولوجي. ويعني التنوع البيولوجي تنوع جميع الكائنات الحية "التركيب الجيني للنباتات والحيوانات وبين التنوع الثقافي" وتفاعلها فيما بينها بدءا بأصغر هذه الكائنات مما لا يرى بالعين المجردة إلى أكبرها كالأشجار والحيتان العملاقة. وقد اختير شعار هذا العام لما للجزر من أهمية كبيرة وتنوع فريد، وكون الجزر وما يحيطها بالقرب من المناطق البحرية الشاطئية تشكل نظماً أيكولوجية فريدة تضم أنواعاً متوطنة من النباتات والحيوانات لا نجدها في أي مكان آخر على الأرض. هذه النظم "الأيكولوجية" هي كنوز لا بديل عنها، كما أنها ذات أهمية كبيرة للعيش والاقتصاد والرفاهية والهوية الثقافية لدى 600 مليون نسمة من سكان الجزر الذين يمثلون عشر سكان العالم، كما أن اختيار شعار هذا العام جاء ليتزامن مع تعيين الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 2014 العام الدولي للدول الجزرية الصغيرة النامية. نبذة تاريخية: دخلت عبارة التنوع البيولوجي مجال التداول العلمي والإعلامي منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي خصوصاً في أوساط علماء البيولوجيا وعلماء البيئة. ففي العام 1993 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار يوم 29 ديسمبر يوماً عالمياً للبيئة، وهو اليوم الذي دخلت فيه الإتفاقية الدولية لحماية التنوع الحيوي حيز التنفيذ، وقد استمر الاحتفال بهذا اليوم حتى العام 2000، حيث تم اختيار ال22 مايو من كل عام كيوم يتم فيه إحتفاءً ذكرى 22 مايو 1992 (قمة الأرض)، وتجنب تعداد الإجازات الواقعة في نهايات ديسمبر. اتفاقية التنوع البيولوجي: إن اتفاقية التنوع البيولوجي معاهدة دولية ملزمة قانوناً لها غايات ثلاثة: - حفظ التنوع البيولوجي. - الاستخدام المستدام للتنوع البيولوجي. - التقاسم العادل و المنصف للمنافع الناشئة عن استخدام الموارد الجينية. ويتمثل الهدف العام للاتفاقية في تشجيع الأعمال التي تقود إلى مستقبل مستدام. وهنالك العديد من المعاهدات العالمية التي تسعى الدول عبرها إلى تعميق الحفاظ على التنوع البيولوجي أهمها: 1- الاتفاقية الدولية لتنظيم صيد الحيتان لعام 1946 والمعدلة عام 1956. 2- الاتفاقية الأفريقية لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية الموقعة عام 1968. 3- اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة الموقعة عام 1979. 4- الاتفاقية الإقليمية لحماية بيئة البحر الأحمر وخليج عدن الموقعة عام 1982. 5- اتفاقية التنوع البيولوجي التي تم التوقيع عليها أثناء قمة الأرض في 1992. ويقدر علماء البيولوجيا أن الأنواع البيولوجية تتجاوز الثمانين مليون نوع، لم يصنف العلم منها حتى الآن سوى 1.4 مليون صنف، منها: * 750 ألف حشرة * 41 ألفا من الفقاريات * 250 ألف من النباتات * 359 ألف موزعة بين الفطريات واللافقاريات والطحالب وغيرها. تهديدات الانقراض: وقد خضعت أنواع النباتات والحيوانات لعمليات تطور مختلفة ونفوق وانقراض على مر العصور الجيولوجية، ومؤخراً نفقت حيوانات وانقرضت نباتات، ومنذ العام 1600 حتى الآن انقرض 724 نوعاً بيولوجياً، في حين أن هناك 3956 نوعاً مهدداً بالخطر و7240 نوعاً نادراً، و3647 نوعاً معرضاً للخطر، وهنالك 25% من التنوع البيولوجي معرض لخطر الإنقراض خلال عشرين إلى ثلاثين سنة قادمة. الحلول المطروحة ولتلافي هذه الأخطار والتهديدات وللحفاظ على الأنواع الحية "المتبقية" من الإنقراض، اتجه المجتمع الدولي إلى تبني إعلان المحميات، حيث وصلت المناطق المحمية في العالم إلى حوالي عشرة آلاف محمية تغطي ما يقرب من 6% من مساحة الأرض، كما أن هناك عدة معاهدات عالمية تسعى الدول عبرها إلى تعميق الحفاظ على التنوع البيولوجي، ومنها اتفاقية التنوع البيولوجي التي تم التوقيع عليها أثناء قمة الأرض في 1992. أهمية التنوع البيولوجي بالنسبة إلى صحة الإنسان: يعتمد الإنسان على التنوع البيولوجي في حياته اليومية على نحو لا يكون واضحاً ولا ملحوظاً بصورة دائمة، فصحة الإنسان تعتمد اعتماداً جذرياً على منتجات وخدمات النظام الإيكولوجي (كتوافر المياه العذبة والغذاء ومصادر الوقود) وهي منتجات وخدمات لا غنى عنها ليتمتع الإنسان بالصحة الجيدة ولسبل العيش المنتجة، وفقدان التنوع البيولوجي يمكن أن تكون لها آثار هامة ومباشرة على صحة الإنسان إذا أصبحت خدمات النُظم "الإيكولوجية" غير كافية لتلبية الاحتياجات الاجتماعية. كما أن لهذه التغيرات الطارئة على خدمات النُظم الإيكولوجية تأثير غير مباشر على سبل العيش والدخل والهجرة المحلية وقد تتسبب أحياناً في الصراع السياسي، وبالإضافة إلى ذلك فإن التنوع الفيزيائي البيولوجي للكائنات المجهرية والنباتات والحيوانات يتيح معرفة واسعة لها فوائد هامة في العلوم البيولوجية والصحية والصيدلانية. الجدير ذكره أن هناك الكثير من الاكتشافات الطبية والصيدلانية الهامة تحققت بفضل تعزيز فهم التنوع البيولوجي على كوكب الأرض، وبالمقابل قد تتسبب خسارة التنوع البيولوجي في الحد من اكتشاف العلاجات المحتملة لكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، كما أن التنوع البيولوجي يلعب دوراً حاسماً في تغذية الإنسان، وذلك من خلال تأثيره على إنتاج الغذاء في العالم، حيث إنه يؤمن الإنتاجية المستدامة للتربة ويوفر الموارد الجينية لكل المحاصيل والماشية والأنواع البحرية التي تدخل في الغذاء. توصيات: ينبغي على الحكومات بالتعاون مع هيئات الأممالمتحدة ذات الصلة والمنظمات الإقليمية والحكومية الدولية وغير الحكومية، والقطاع الخاص، والمؤسسات المالية "واضعة في الاعتبار السكان الأصليين ومجتمعاتهم" أن تقوم بما يلي: - الحث على الإنفاذ المبكر لاتفاقية التنوع البيولوجي مع المشاركة فيها على أوسع نطاق ممكن. - وضع استراتيجيات وطنية لحفظ التنوع البيولوجي والاستخدام المستدام للموارد البيولوجية. - إدماج الاستراتيجيات المتعلقة بحفظ التنوع البيولوجي والاستخدام المستدام للموارد البيولوجية في الاستراتيجيات والخطط الإنمائية الوطنية. - اتخاذ التدابير المناسبة التي تكفل التقسيم العادل للفوائد المستمدة من أنشطة البحث وتطوير استخدام الموارد البيولوجية والجينية. - إجراء دراسات متخصصة في حفظ التنوع البيولوجي والاستخدام المستدام للموارد البيولوجية، بما في ذلك إجراء تحليلات للتكاليف والفوائد ذات الصلة مع الإشارة بصفة خاصة للجوانب الاجتماعية والاقتصادية. - إصدار تقارير عالمية يجري استكمالها بصفة دورية بشأن التنوع البيولوجي استنادا إلى التقييمات الوطنية. - الاعتراف بالطرق والمعارف التقليدية للسكان الأصليين ومجتمعاتهم وتعزيز تلك الطرق والمعارف، فيما يتصل بحفظ التنوع البيولوجي والاستخدام المستدام للموارد البيولوجية، وكفالة توفير الفرص لمشاركة تلك الفئات في الفوائد الاقتصادية والتجارية المستمدة من استخدام تلك الطرق والمعارف التقليدية. - عمل آليات لتحسين التكنولوجيا الحيوية وإنتاجها وتطويرها واستخدامها على نحو مستدام، ونقلها بصورة مأمونة، وبخاصة إلى البلدان النامية. - تشجيع التعاون الدولي والإقليمي على نطاق أوسع، وتعزيز الفهم العلمي والاقتصادي لأهمية التنوع البيولوجي ووظائفه في النظم الايكولوجية. - وضع تدابير وترتيبات لتفعيل حقوق بلدان منشأ الموارد الجينية أو البلدان التي تتوفر الموارد الجينية فيها، على النحو المحدد في اتفاقية التنوع البيولوجي ولاسيما البلدان النامية. سبأ(مركز البحوث والمعلومات)