بات الغرب يهدد روسيا بين الفينة والأخرى بمواجهة المزيد من العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على موسكو إذا استمرت في الاستفزازات، بشأن الأزمة في أوكرانيا. ولا تزال العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة عند أدنى مستوياتها منذ سنوات، في حين توترت هذه العلاقات بسبب خلافات بشأن الصراع في أوكرانيا والحرب في سوريا. ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة إلى تحسين العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة في رسالة تهنئة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمناسبة عيد الاستقلال وحث واشنطن على أن تعامل موسكو معاملة ندية كشريك لها. وقال الكرملين في بيان "عبر رئيس الدولة الروسية عن أمله في... أن تتطور العلاقات بين البلدين بنجاح على أساس البراجماتية والمساواة على الرغم من الصعاب والخلافات." وأضاف "أكد بوتين أيضا على أن روسياوالولاياتالمتحدة كدولتين تتحملان مسؤولية استثنائية لحماية الاستقرار والأمن الدوليين ينبغي عليهما التعاون من أجل مصلحة العالم بأسره." وأكدت الرسالة معنى وضعه بوتين هدفا لفترة رئاسته الثالثة وهو أن روسيا مثلها مثل الولاياتالمتحدة تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ويجب معاملتها كقوة عالمية وعلى قدم المساواة بعد عقدين على انهيار الاتحاد السوفيتي. ولم يشر بيان الكرملين إلى العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو بعدما ضمت روسيا إليها شبه جزيرة القرم في مارس الماضي أو الخلافات الأخرى بين الدولتين الكبيرتين. لكن الدعوة إلى "البراجماتية والمساواة" في العلاقات توضح أن بوتين يلقي بمسؤولية تحسين العلاقات على أوباما. وكانت الولاياتالمتحدة قد قلصت تعاونها مع روسيا وفرضت عقوبات على بعض الشركات الروسية والأفراد بسبب دور موسكو في أوكرانيا عقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم إليها. وعقب توقيع الرئيس بوتين، معاهدة في الكرملين تضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أبلغ نظيره الأمريكي، جون كيري، بأن العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا "غير مقبولة، ولن تبقى دون عواقب". وآنذاك تحادث الوزيران هاتفيا بعد ساعات من توقيع المعاهدة في الكرملين على الرغم من احتجاج كييف والغرب. وتنفي موسكو الوقوف وراء الانتفاضة في أوكرانيا وتتهم واشنطن بمحاولة احتواء الخصم السابق في الحرب الباردة لمواصلة ما تراه موسكو هيمنة أمريكية. وتزامنا مع ذلك أعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف أن الولاياتالمتحدة حسمت خيارها لجهة المواجهة مع روسيا. وقال بوشكوف في حديث لقناة "روسيا 24" أمس الجمعة " إنها عودة إلى خطاب ومنطق الحرب الباردة وسياسة عزل روسيا"مؤكدا أن "هذه السياسة الرسمية التي ينتهجها أوباما تشير إلى أنه لا تطبيع على الإطلاق لعلاقات روسيا مع الولاياتالمتحدة الأميركية في المستقبل المنظور". وأكد بوشكوف أن "إدارة أوباما حسمت خيارها"، وأضاف:" هذا الخيار ضد تطبيع العلاقات مع روسيا، لذلك نجد الأمريكيين اليوم يقطعون كل علاقاتهم ومحادثاتهم واتصالاتهم مع روسيا، لذا فقد وصلنا عمليا مع الولاياتالمتحدة إلى مرحلة الصدام". وكان من المفترض أن تلتقي مجموعة السبع في مدينة سوتشي الروسية بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن قادة المجوعة جمدوا مشاركة بوتين ونقلوا الحدث إلى بروكسل عقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم. واتفق زعماء الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا الشهر الماضي على أن روسيا تواجه خطر فرض الغرب عقوبات جديدة عليها إذا لم تنزع فتيل التوترات على الحدود الأوكرانية. وقدمت روسيا اعتراضا لدى منظمة التجارة العالمية على العقوبات الأمريكية المفروضة ضدها. وجاء الاعتراض على خلفية تأثير العقوبات السلبي على التجارة الخارجية الروسية. وذكر البيت الأبيض إنه مع تفجر التوترات من جديد في المنطقة تحدث الرئيس باراك أوباما بشكل منفصل مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وأضاف البيت الأبيض في بيان "إنهم اتفقوا على أنه إذا تقاعست موسكو عن اتخاذ خطوات فورية وملموسة لإنهاء توتر الوضع في شرق أوكرانيا فإن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي سينسقان خطوت إضافية لفرض عقوبات على روسيا يشار إلى أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي سبق أن فرضا عقوبات ضد روسيا على خلفية انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا. وحينها نشرت واشنطنوبروكسل قوائم بأسماء شخصيات فرضت بحقهم عقوبات بينها تجميد أصولهم ومنع دخولهم أراضي الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، كما هددت مجموعة السبع الكبار روسيا بفرض عقوبات على عدد من القطاعات الاقتصادية في حال تصعيد الوضع في أوكرانيا.