أدى الرئيس الأفغاني الجديد أشرف غني اليمين الدستورية اليوم الاثنين في احتفال رسمي في القصر الرئاسي في كابول، في وقت نفذت حركة طالبان هجوما انتحاريا -بالتزامن مع الاحتفال- بالقرب من مطار كابول أسفر عن مقتل 4 أشخاص وجرح اثنين آخرين. وقال ناطق باسم الشرطة "نؤكد أن مهاجما انتحاريا كان يمشي على قدميه فجر نفسه بالقرب من المطار، الأمر الذي أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح اثنين آخرين". وتبنت حركة طالبان مسؤولية الهجوم الانتحاري، قائلة إن الهجوم استهدف جنودا أجانبا وأفغانا. ويأتي تنصيب غني بعد أزمة سياسية استمرت لمدة 6 شهور بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية والاتهامات بأن عمليات تزوير وتلاعب بأصوات المقترعين قد شابتها. وتم التوصل إلى اتفاق بين غني ومنافسه عبد الله عبد الله بعد ضغوط مارستها الولاياتالمتحدة أدت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، واعلان غني فائزا في الانتخابات في ختام عملية فرز لا سابق لها شملت ثمانية ملايين ورقة اقتراع. وأثنى غني على أول عملية انتقال ديمقراطي للسلطة التي تشهدها افغانستان، كما أشاد بخصمه وشريكه الحالي في الحكومة عبد الله عبد الله. وعلى ضوء التسوية التي تم التوصل اليها الأسبوع الماضي، دعا غني إلى ضرورة بناء اقتصاد افغانستان، مطالباً ابناء البلد بضرورة التخلص من الفساد. وحضر مراسم التنصيب شخصيات أجنبية بارزة من بينهم الرئيس الباكستاني ممنون حسين ومستشار البيت الأبيض الكبير جون بوديستا. ومن المتوقع تعيين عبد الله كبير المسؤولين التنفيذيين للحكومة الجديدة وهو منصب موسع له سلطات مماثلة لسلطات رئيس وزراء استحدث للخروج من مأزق الانتخابات. ويأتي حفل التنصيب أيضا فيما يستعد الحلف الأطلسي لإنهاء حرب استمرت 13 عاما في هذا البلد لكن بدون التمكن من القضاء على تمرد حركة طالبان. وقال غني المسؤول السابق في البنك الدولي ووزير المالية في الحكومة الاولى لكرزاي، بعد اداء اليمين "نطلب من المعارضة وتحديدا من طالبان والحزب الاسلامي بدء محادثات سياسية". واضاف غني انه "لكل من مطالب طالبان سنجد حلا ... ونطلب من سكان القرى ومن الائمة اعطاء النصح لطالبان واذا لم يستمعوا فعليهم وقف اي اتصال معهم". وقال حميد كرزاي خلال حفل التنصيب "اليوم وبعد 13عاما على رأس الحكومة، انا فخور بنقل السلطة الى رئيس جديد". ويخلف غني (65 عاما) حميد كرزاي الرئيس الوحيد للبلاد منذ اطاحة نظام طالبان في اواخر 2001، مما يشكل اول عملية نقل للسلطة من رئيس منتخب لأخر في تاريخ البلاد. وكان كرزاي دعا مرات عدة حركة طالبان الى محادثات سلام من اجل احلال الاستقرار في البلاد قبل انسحاب قوات الحلف الاطلسي بحلول نهاية العام. إلا أن حركة طالبان كانت ترفض في كل مرة أجراء محادثات مباشرة مع كرزاي الذي تتهمه بانه "دمية" بايدي واشنطن بينما اشارت مؤخرا الى غني على انه "موظف" لدى الاميركيين. وذلك خصوصا لان تنصيب غني يفتح الباب امام توقيع اتفاق مقرر غدا الثلاثاء يجيز بقاء قوة من 12500 جندي أجنبي لدعم وتدريب القوات الأفغانية بعد انسحاب قوات الحلف الاطلسي بحلول نهاية العام..بيد أن حركة طالبان تعارض بشدة بقاء هذه القوة وتشترط رحيل كل الجنود الاجانب لبدء الحوار. وأمام الحكومة الجديدة مشكلات ضخمة من بينها محاربة طالبان التي شنت في الأشهر الأخيرة مزيدا من الهجمات الأكثر جرأة مع انسحاب القوات الأجنبية. وسيتعين على غني إعادة ضبط العلاقات مع الولاياتالمتحدة والتي توترت في السنوات الأخيرة في ظل حكم كرزاي. ويتوقع أن يكون من بين أول أعمال غني كرئيس التوقيع على اتفاق أمني ثنائي يسمح لقوة صغيرة من القوات الأمريكية بالبقاء في أفغانستان لتدريب ومساعدة الجيش والشرطة. ورفض كرزاي التوقيع عليه ولكن كلا من عبد الغني وعبد الله يؤيد التوقيع عليه فورا. وقالت متحدثة باسم السفارة الأمريكية في أفغانستان إن كابول ستوقع الثلاثاء على اتفاق أمني مهم يسمح للولايات المتحدة بالابقاء على مفرزة صغيرة في البلاد بعد نهاية هذا العام. وأضافت أن الرئيس الأفغاني الجديد سيوقع على الاتفاق في الصباح بالقصر الرئاسي في العاصمة كابول. وتواجه الحكومة سنة مالية جديدة على الفور. وطلبت كابول التي تعتمد على المساعدات الخارجية من الولاياتالمتحدة ودول مانحة اخرى 537 مليون دولار لتسديد نفقاتها حتى نهاية العام.