تسعى كل من العراقتركيا إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات وتفعيل التعاون المشترك بينهما وطي صفحة الخلافات التي شابت العلاقات بين البلدين في المرحلة السابقة. وقد أعلنت الحكومة العراقية الحالية التي يترأسها حيدر العبادي بأنها ستمارس سياسة دبلوماسية خارجية، ميزتها الانفتاح على الجميع، خاصة مع الدول الإقليمية المجاورة. ومن المقرر أن يقوم رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو بزيارة رسمية إلى بغداد الخميس لبحث ملفات ثنائية بين الجانبين. وتفيد مصادر رسمية عراقية بأن في مقدمة هذه الملفات التي سيتم بحثها سبل مواجهة /ما يسمى/ تنظيم الدولة الإسلامية في العرق والشام "داعش". ونقلت تقارير إخبارية عن تلك المصادر قولها إن الجانبين سيسعيان خلال الزيارة المرتقبة إلى طي صفحة الخلافات التي شابت العلاقات بين أنقرةوبغداد في السنوات الماضية، إضافة إلى بحث مجالات التعاون المشترك في مجالي الأمن والتجارة. وأوضح المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي، أن زيارة أوغلوا تأتي تلبية لدعوة حملها وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في زيارته الأخيرة إلى تركيا. وأضاف المتحدث أن المحادثات بين أوغلو والمسؤولين العراقيين ستتضمن البحث في أسس التعاون وتعزيز العلاقة بين الجانبين، وكذلك التطرق إلى بعض المشاكل التي أثرت على العلاقات في السابق، بالإضافة إلى تبادل المعلومات والتنسيق الأمني، خصوصا فيما يتعلق بجهود محاربة داعش. وسبق لوزير الخارجية العراقي، ابراهيم الجعفري، أن زار تركيا في الخامس من الشهر الحالي . وتسعى تركيا إلى تطوير غير مسبوق في العلاقات مع العراق ،لاسيما في مجال التبادل التجاري وتوسيع عمل الشركات التركية في المشاريع الاستثمارية. وتطمح تركيا في الوقت نفسه لتجاوز جميع الخلافات التي شابت العلاقة مع العراق في المرحلة السابقة. ويسعى الجانبان من خلال تبادل الزيارات لمسؤولين رفيعي المستوى الى تعزيز العلاقات بين البلدين وكذلك التطرق إلى بعض المشاكل التي أثرت على العلاقات في السابق وبحث مجالات التعاون المشترك بينهما. ومن المتوقع أن يناقش الجانبان خلال المباحثات بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ومن القضايا الشائكة بين الجانبين مسألة انحسار المياه الداخلة الى العراق بسبب بناء سدود تركية على نهري دجلة والفرات والتي غالبا ما تحال وتترك إلى لجنة الحوار المشترك بين البلدين لبحثها الى جانب الملفات الاقتصادية والسياسية الاخرى. ومن المتوقع أن يتطرق الجانبان إلى الأزمة السورية ،والرغبة المشتركة في تقريب وجهات النظر بينهما بشأنها والآثار السلبية لها وما ستلحقه من ضرر على المنطقة. كما يتوقع أن تمهد زيارة اوغلو المرتقبة لبغداد الخميس ترتيب لقاء القمة الذي سيجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في أنقرة في وقت لاحق من العام الجاري . وكان وزير الخارجية العراقي قد قدّم خلال زيارته الأخيرة لتركيا دعوة لرئيس الوزراء التركي، احمد داود اوغلو، لزيارة العراق . وأوضح الجعفري في تصريحات له في ختام الزيارة أن تركيا تمتلك شركات في العراق لكنها قلصت مشاركتها بنسبة 40 بالمئة بسبب تدني الوضع الأمني، لافتا الى أن لقاءه مع القادة السياسيين ورجال الأعمال تضمن شرح تطور الوضع الأمني الذي من شأنه سيفتح آفاق جديدة للاستثمار". وأكد الجعفري أن زيارته تلك حققت ما كان يطمح إليه، موضحا انه أعطى بطاقة تعريف عن حقيقة ما يجري في العراق على الصعيد الأمني، مرجحا ان يتوجه رئيس الوزراء حيدر العبادي الى تركيا بعد زيارة رئيس الوزراء التركي لبغداد. وقال الجعفري "منذ مدة كان يساورني طموح بشأن كيفية إعادة العلاقات العراقية التركية إلى مجراها الطبيعي" لافتاً إلى أن "زيارتي حققت ما كنت اطمح إليه". وأضاف أن "جميع اللقاءات انتظمت حول أهمية العلاقة بين العراقوتركيا وإعطاء بطاقة تعريف عن حقيقة ما يجري في البلاد على الصعيد الأمني" مشيرا إلى أنه "تم شرح كيفية انفراد القوات المسلحة العراقية بمواجهة تنظيم داعش".