قدمت جامعة الدول العربية امس خطة تحرك عربي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين وتتضمن طرح مشروع القرار العربي بإنهاء الاحتلال بشكل رسمي أمام مجلس الأمن الدولي، واستمرار التشاور بهذا الشأن مع الدول الأعضاء في المجلس والمجموعات الإقليمية والقارية والدولية. وكلف المجلس وفدا وزاريا عربيا مفتوح العضوية برئاسة دولة الكويت (رئاسة القمة العربية ولجنة مبادرة السلام العربية)، وعضوية موريتانيا (رئيس مجلس الجامعة العربية)، والأردن (العضو العربي في مجلس الأمن الدولي)، ودولة فلسطين، بالإضافة الى الأمين العام للجامعة العربية، لإجراء ما يلزم من اتصالات وزيارات لحشد الدعم الدولي لمشروع القرار العربي أمام مجلس الأمن. ويأتي ذلك بعد أن قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع الجامعة العربية إنه يعتزم أن يطالب مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بأن يؤيد مطلبه للانسحاب الإسرائيلي في خلال عامين. واضاف عباس إن الوضع الحالي ليس مستداما، خاصة في الوقت الذي تواصل إسرائيل فيه بناء المستوطات على الأراضي المحتلة. ولكن يعتقد أنه من شبه المؤكد أن تستخدم الولاياتالمتحدة حق النقض ضد مقترح عباس أمام الأممالمتحدة. وترى الولاياتالمتحدة أن أي قرار بشأن قيام دولة فلسطينية يجب أن يأتي عن طريق الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الدول العربية ستتوجه بمشروع قرار إلى مجلس الأمن خلال الأيام القليلة القادمة بهدف وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. واضاف العربي في تصريح للصحفيين في ختام اجتماع لوزراء الخارجية العرب إن" القضية الفلسطينية جرى تدويلها من قبل لكن الجديد اليوم أن الدول العربية وفلسطين قررت التوجه إلى مجلس الأمن عبر الأردن بمشروع قرار عربي". وأيد المجلس، مسعى دولة فلسطين للانضمام إلى المؤسسات والمواثيق والمعاهدات والبروتوكولات الدولية، بما فيها الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية. وأكد المجلس التمسك بمبادرة السلام العربية التي طرحها خادم الملك عبد الله بن عبد العزيز وأقرتها قمة بيروت 2002، حيث ما تزال الحل الأمثل لحل القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على أساس هذه المبادرة. وقال دبلوماسيون إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا يعدون نصا خاصا بهم سيضع خطوطا عريضة لمحاولة انهاء الصراع. ولم توزع هذه الدول نصا على الدول الخمسة عشر الأعضاء بمجلس الأمن. على الصعيد الدولي جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة روسيا الى الإسراع بإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بإقامة دولتهم المستقلة موحدة الأرض والقادرة على الحياة. ونقل موقع الكرملين عن الرئيس قوله: "ننطلق من أن حصول فلسطين على السيادة الوطنية على أساس القانون الدولي المعتمد سيصبح عاملا مهما لتأمين تسوية شاملة وعادلة في الشرق الأوسط. ونحن مستعدون، في إطار الجهود متعددة الأطراف وبالتعاون الوثيق معكم، للاستمرار في تأييد استئناف عملية المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية". واضاف "وددت التأكيد على أن الجانب الروسي يعتزم الاستمرار في تقديم كل المساعدة للسلطات الفلسطينية في إقامة مؤسسات الدولة وحل المشاكل الاجتماعية - الاقتصادية الملحة". ويسعى الفلسطينيون لإقامة دولة لهم على الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية وهي الأراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967. وتقول إسرائيل إنها تقبل بفكرة "حل الدولتين" لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية بجوارها لكنها ترفض القبول بحدود عام 1967 كأساس لمفاوضات نهائية متعللة بمخاوف أمنية ومخاوف أخرى. وانهارت أخر جولة من الجهود للتوصل لاتفاق سلام قائم على حل الدولتين في إبريل نيسان وتدهورت العلاقات بين الجانبين منذ الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة واستمر لخمسين يوما هذا الصيف. وحذرت فرنسا يوم الجمعة من أنها قد تعترف بدولة فلسطينية إذا فشلت الجهود الدولية في إنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وسيجري البرلمان الفرنسي تصويتا رمزيا يوم الثاني من ديسمبر بشأن ما إذا كان يتعين على الحكومة الفرنسية الاعتراف بدولة فلسطينية بعد خطوات مماثلة في السويد وبريطانيا وايرلندا واسبانيا.