وتمحورت مناقشات الندوة حول قضية تطوير وتفعيل العمل العربي المشترك باعتبارها ضرورة لمواجه التحديات والمخاطر المحيطةبالأمة العربية ، في ضوء الرؤيةالاستراتيجية اليمنية لتفعيل وتطوير العمل العربي المشترك والتي تتلخص في مشروع دستور الاتحاد العربي . وأكدت المناقشات على أن المبادرة تأتي شاهدا على البعد القومي ومعبرة عن تطلعات الشارع العربي لجهة تفعيل العمل العربي المشترك ، وصولاإلى قيام اتحاد للدول العربية يتلاءم مع المتغيرات والتطورات الإقليمية والدوليةفي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدفاعية والأمنية والثقافية. وفي سياق تقييمهم للمبادرة اليمنية وصف المشاركون هذه المبادرةبأنها تتسم بالواقعية في أهدافها وفي توجهاتها نحو تحقيق اتحاد عربي يُعني بتحقيق التكامل الاقتصادي ، وتنمية المصالح المشتركة بين الدول الأعضاء وصولا إلى الاندماج الاقتصادي . ودعواإلى حوار سياسي وفكري جاد حول التوجه الحالي لتطويرالعمل العربي المشترك في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة العربية على نحو يغلب وحدة الصف العربي، على المصالح والمنافع الذاتية ويعطي العمل العربي المشترك زخماً جديداً تتوحد به الكلمة العربيةفي حواره مع الآخر ، وتضيف قوة للدبلوماسية الجماعية . وفي سياق عرضه لخلفيات المبادرة اليمنية لتطوير العمل العربي المشترك قال الأخ/ عبدالله أحمد غانم عضو مجلس الشورى "إن المبادرة جاءت استجابة لدعوةالجامعة العربية ، للدول الأعضاء لتقديم مقترحات لإصلاح أوضاع الجامعة العربية،وأضاف " إن المبادرة تحمل في طياتها الجديد ، وخصوصاً ما يتصل منها بمنظومة الأمن الإقليمي العربي، وإقرار مبدأ السيادة الإقليمية، وإنشاء محكمة عدل عربية لفصل المنازعات العربية، وإعطاء الفتاوى حول مختلف القضايا التي تعيشها،وتواجهها الأمةالعربية. وقال الأخ/ عبد الله الرضي/ وكيل وزارة الخارجية " إن اليمن استشعرت دورها تجاه ما تتطلبه الأمة العربية لمعالجة ضعفها ، فسعت لتقديم المبادرة في وقت وظرف ملائمين " . ووصف المبادرة بأنها " جريئة، وليست قفزاً على الواقع " مشيراً إلى وعي أبناءالأمة جميعهم وإدراكهم للأوضاع التي تعيشها هذه الأمة ، وتزايد العداء ضدها." واعتبر الدكتور / أحمد الكبسي/أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء من جهته أن المبادرة اليمنية قد جاءت بمثابة جرس إنذار لمواجهة أخطار التفتيت واختراق سيادة الأمة. وقال الكبسي " إن المبادرة شاملة ، وتقوم على إيجاد اتحاد كونفدرالي عربي ينظم المصالح المشتركة ، ويربط مفاهيم العمل التجاري، والمؤسسي، وتعزيز الثقافةوالهوية المشتركة . ومن جانبه أوضح الدكتور/ ياسين الشيباني/ أستاذ القانون الدولي بجامعة صنعاء أن المبادرة تتلاءم مع المتطلبات الراهنة في تشجيع حقوق الإنسان، وقيام نظام أمن إقليمي يحمي الأمة ويوحد جهودها ضد المخاطر والتحديات. من جهتهما اعترض نصر طه مصطفى رئيس مجلس الإدارة لوكالة الأنباء اليمنية"سبأ" وفارس السقاف رئيس مركز دراسات المستقبل على القائلين بتعارض المبادرةاليمنية مع الأوضاع المحلية. من جهته اعتبر الدكتور أحمد محمد الأصبحي الأمين العام المساعد لقطاع العلاقات الخارجية ، والشئون السياسية للمؤتمر الشعبي العام أن المبادرة التي قدمتهااليمن لإعادة صياغة النظام العربي تأتي شاهداً على البعد القومي ، وملبية لتطلعات الشارع العربي وآماله بما ترمي إليه من تفعيل للعمل العربي المشترك معبراًعنه بقيام اتحاد للدول العربية يتلاءم مع المتغيرات، والتطورات الإقليمية، والدولية في جميع المجالات السياسية،والاقتصادية، والاجتماعية، والدفاعية، والأمنية، والثقافية، وتحقيق الأمن القومي. وقال " إن المبادرة واقعية في أهدافها متدرجة في التوجه إلى تحقيق إلى تحقيق الاتحاد العربي الكامل من خلال استراتيجية محكمة تعني بتحقيق التكامل الاقتصادي، وتنمية المصالح المشتركة بين الدول الأعضاء وصولاًإلى الاندماج الاقتصادي: المدخل للتوحد السياسي، أمام المفكرين، والسياسيين،والإعلاميين العرب حول قضية المشروع القومي النهضوي. وقال نحيي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حامل هموم أمتنا العربية والذي عود شعبه وأمته على إجتراح الأعمال الجليلة ، والإنجازات التاريخية العظيمة. من جهته أبرز الدكتور / جلال فقيره/ التفاعل النشط الذي تقوم به اليمن مع قضايا الأمة ، مشيراً إلى أن المبادرة اليمنية تمثل إحياء للمشاريع الوحدوية التي من شأنها أن تنقل العمل العربي نقله نوعية على صعيد إعادة بناء الكيان العربي من خلال الانتقال التدريجي الى صبغة الاتحاد العربي. وشارك في فعاليات الندوة الأخوة / نصر طه مصطفى رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) والدكتور/ فارس السقاف / رئيس مركز دراسات المستقبل ، والدكتور/ علي المخلافي عضو مجلس النواب الأستاذ بجامعة صنعاء ، واحمدالحبيشي رئيس صحيفة 22مايو ، وعدد من المثقفين . وكالة الانباء اليمنية سبأ