وقال فخامته في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم في القصر الجمهوري بصنعاء عقب انتهاء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان ودور المحكمة الجنائية الدولية ، قال " إن المؤتمر جيد والحضور فاعل ، وإعلان صنعاء سيتضمن الشيء الكثير حول حقوق الإنسان والديمقراطية ، وهو توصية للأنظمة السياسية وتنبيه لها لكي تسلك السلوك الحضاري ولكي تغلق السجون السياسية ، لكي تبقى هذه السجون فقط للإرهابيين إذا ما استمروا في تماديهم في إقلاق البشرية . وعبر فخامته عن رفضه للإرهاب أي كان شكله أو ديانته ، وخصوصاً إرهاب الدولة الصهيونية الذي قال " إنه يضطهد الفلسطينيين ويقلع أشجارهم ويهدم منازلهم ". وانتقد صمت الإعلام العالمي عن هذا الإرهاب ، وتركيزه فقط على تنظيم القاعدة . مشدداً على أن لا مكان للدكتاتورية سواء من قبل الأنظمة الصغيرة أو الكبيرة ، ودعا إلى اعتماد مبدأ الشفافية من قبل الأنظمة والإعلام .. كما شدد على أهمية دور الإعلام في تثقيف الشعوب والأنظمة على حد سواء ، وقال .." قبل عشر سنوات مضت كان هناك حساسية إزاء الإعلام ، الآن بدأت الأنظمة تتقبل الإعلام شيئاً فشيئاً .. وعبر عن أمله في أن تتوخى وسائل الإعلام الدقة لأنها تدل على المصداقية والحس الصحفي المتجرد من الحقد والكراهية والكيد الذي يلحق الضرر بالأنظمة والشعوب معهاً. كما أعرب عن أمله في أن تصبح الصحافة سلطة رابعة حقيقية ، وقال إنها ربما تكون السلطة الأولى ، مؤكداً حاجة الأنظمة إلى الإعلام وإلى الاستماع للرأي الآخر. في رده على سؤال بشأن ما إذا كانت دعوة فخامته إلى اعتماد مبدأ الديمقراطية تحذير للدول ذات الحزب الواحد أو الخطاب السياسي الواحد وعن دور اليمن في توثيق العلاقة بين الديمقراطية الغربية وديمقراطية العالم الثالث ، أوضح فخامة الأخ الرئيس أن حديثه يأتي بالنيابة عن دول العالم الثالث التي تتشابه في أنظمتها السياسية ، وأعاد التأكيد على أن الديمقراطية سفينة نجاة لشعوب وأنظمة العالم الثالث. وفي رده على سؤال بشأن مفهوم " لا سلام بدون عدالة " وعما إذا كان يعني الدول الغربية أم الدول العربية ، وعن حجم التنسيق اليمني المصري على ضوء الزيارة المرتقبة لفخامته إلى مصر ، أكد فخامة الأخ الرئيس أن مفهوم "لا سلام بدون عدالة " يخص العالم أجمع ، لأن هناك عالم متحضر ويدعي الحرية والديمقراطية وهو ينتهك حقوق الإنسان ، والمشكلة لا تتعلق بالعالم الثالث فقط بل بالعالم المتحضر أيضاً . وبشأن زيارة فخامته المرتقبة إلى مصر قال " سأزور مصر وسأتبادل وجهات النظر مع القيادة المصرية ". وبشأن سؤال عما إذا كان هذا المؤتمر سيؤكد على عدم الكيل بمكيالين على ضوء ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في فلسطين والعراق قال فخامته " المؤتمر يُعنى بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وليس بالتفاصيل ، والتي يمكن أن يتضمنها البيان الختامي . وحول سؤال عما إذا هذا المؤتمر سيعمل على تفويت الفرصة على محاولات فرض الديمقراطية بالقوة على دول المنطقة ، أكد فخامته أنه ضد فرض الديمقراطية بالقوة لأن الشعوب هي التي تختار نظام الحكم أي كان ، وقال " علينا أن نتحرك كما يتحرك العالم باتجاه الديمقراطية التي هي سمة العصر ، لأن الشعوب لم تعد تقبل بمنطق السمع والطاعة ، فهناك رؤى ، الصحافة لها رأي ، ومؤسسات المجتمع لها رأي ، وكذلك الحاكم والمحكوم ، وعلينا أن نعلم أنفسنا قبل أن يعلمنا الآخرون . وحول سؤال بشأن ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستحترم العدالة ، وعما إذا كان ينظر إلى محاولات فرض الإصلاحات على أنه ديكتاتورية يمارسها الغرب على المنطقة ، أوضح فخامته أن العصر الآن عصر الهيمنة للأسف الشديد ، حيث القوي يأكل الضعيف ، وعبر عن رفضه للضغوط الأجنبية التي تمارس على الدول العربية ، لكنه أكد على أهمية أن يسعى العرب إلى إصلاح أنفسهم قبل أن يصلحهم الآخرون. وفي رده على سؤال بشأن رؤيته للديمقراطية من حيث كونها شكل واحد أو أشكال متعددة تبعاً لطبيعة المجتمعات ، أكد فخامته أن الديمقراطية شكل واحد ويتأسس على مبدأ وشاورهم في الأمر .. وقال الديمقراطية هي حرية الصحافة وحرية الرأي ومشاركة شعبية في صنع القرار من خلال التمثيل البرلماني والمجالس المحلية ومن خلال منظمات المجتمع المدني ، حيث يتعين علينا أن نتبناها في الوطن العربي. وفي سؤال عما إذا كان لليمن رؤية حول الديمقراطية يمكن أن تقدم إلى القمة العربية المقبلة قال فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية " نحن في اليمن لا يوجد شيء يمكن أن نخفيه ، دستورنا واضح ونظامنا السياسي واضح ، ونحن نعمل بشفافية مطلقة ، ومن يريد الاستفادة من هذه التجربة فلن نتردد في إعطاء خبراتنا التي اكتسبناها من العمل الديمقراطي خلال السنوات الماضية. وأضاف " لقد تعلمنا في إطار تجربتنا الديمقراطية ، واختفت مظاهر الفوضى والديكتاتورية والتسلط ، لأن هناك إعلام وصوت مرفوع ، لكن في غياب أي صحيفة أو مؤتمرات أو أحزاب معارضة فكل واحد يتمادى على الأمة ويدفع الشعب الثمن".