مشيراً خلال الندوة الدولية الثانية حول التراث السياسي اليمني الألماني /1948- 2004م / التي بدأت اليوم بصنعاء تحت عنوان "تمثيل الرجولة والأنوثة في المجال العام" وبمشاركة العديد من الباحثين اليمنيين والألمانيين وعددُ من المثقفين والمهتمين بهذا الجانب ...مشيراً إلى أن التمييز بين ملابس النساء والرجال قائم في كل المجتمعات منذ آلاف السنين وأن علماء الإجتماع قد درسو هذه الظاهرة وأعطوها دلالات عديدة . وأضاف الإرياني بأن التمييز الإجتماعي في كل المجتمعات في موضوع الزي موجود بكثرة على الرغم من أن المجتمعات الأوروبية لا تلمس ذلك التمييز في الوقت الراهن. في حين أن التاريخ الألماني على سبيل المثال يحتوي العديد من التمايز الخاصة بالملابس كملابس الدوق وملابس الفلاحين . وأشاد الدكتور عبدالكريم الإرياني في كلمته بالجهود التي يقوم بهم القائمون على هذه الندوة التي تأتي كنتاج طبيعي ومثمر للعلاقات اليمنية الألمانية المتميزة .. متمنيا بأن يتعمق المشاركون في هذه الندوة في موضوع الآراء الإجتماعية المتعلقة بالتمايز في الملبس بين الرجال والنساء . من جانبها أوضحت الأخت أمة العليم السوسوة وزير حقوق الإنسان إلى أن الجانب الإجتماعي في هذه الندوة يحتل موقعا أكثر بكثير من الجانب السياسي .. مستعرضة التمايز الواسع والمتعدد في ملابس الرجال في اليمن ومنذ قرون ماضيه . منوهة أن البعد النسائي والرجالي أكثر وضوحا في عمق دلالاته السياسية وفي كشف المحددات والضوابط التي تعكس نفسها على الرداء في المجال العام . هذا وسيناقش المشاركون في الندوة التي تنظمها مؤسسة تخطيط برامج التنمية الثقافية اليمنية بالتعاون مع قسم الدراسات السياسية في جامعة اولدينبرج الألمانية وعلى مدى يومين عددا من المواضيع المتمثلة في الطبقة والدين "ملابس القضاه ورجال السياسة " و"الطبقة والسلطة" ملابس المشائخ والسلاطين ونسائهم وقادة اليسار و"التراتب والحداثة" الحكام العسكريين والنساء في الجيش . الجدير بالذكر أن هذه الندوة تهدف إلى تدارس التراث الرسمي عبر التطور التاريخي السياسي لكل من اليمن وألمانيا خلال فترة مابعد الحرب العالمية الثانية إلى اليوم والتركيز على المؤسسات السياسية المتشابهة بين البلدين من مؤسسات رئاسية ،مجلس النواب ، مجالس الوزراء وكذا إلقاء الضوء على أزياء النخب السياسية من الرجال والنساء كمؤشر ثقافي معبر عن الأمة والهوية وعن الموقف السياسي والفكري السائد للفترات التاريخية المختلفة وتداخل التشكيل الإجتماعي في كل من البلدين مع تركيز خاص على اليمن . إضافة إلى تدارس المواد المضافة إلى الرداء ومفاهيمها الرمزية سواء كانت زخرفات أو حلي أو رموز للأسلحة "كالجنابي" التي تشكل جزء أساسي من المظهر العام للقادة السياسيين أو غطاء الرأس وإرتباط كل ذلك بالموقع السياسي والإجتماعي للأشخاص والدلالات العلمية طبقا للدراسات الثقافية .