نائب وزير الثقافة يزور الفنان محمد مقبل والمنشد محمد الحلبي    الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    عاجل: الإخوان والقاعدة وراء الهجوم الإرهابي في حضرموت نتج عنه سقوط جنوبيين    الصحفي والأكاديمي القدير الدكتور عبد الملك الدناني    سفر الروح    بيان صادر عن الشبكة المدنية حول التقارير والادعاءات المتعلقة بالأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة    حكومة التغيير: سنتخذ كافة الإجراءات بما فيها "عسكرية" للدفاع عن الصومال    إنتر ميلان يتخطى أتالانتا ويتصدر الدوري الإيطالي    استجابة لدعوة انتقالي لحج: احتشاد نسوي ومسيرة شعبية كبرى لحرائر مديرية تبن للمطالبة بإعلان دولة الجنوب العربي    صنعاء.. الحكومة تدرس مشروع برنامج استبدال سيارات المحروقات بالسيارات الكهربائية    صنعاء: الاعلان عن موعد بدء صرف مرتبات نوفمبر 2025    قيادي في الانتقالي: لا نمانع من انتشار قوات أخرى في وادي وصحراء حضرموت    وقفة قبلية مسلحة في بني حشيش تنديدًا بالإساءة للقرآن الكريم    الاعلام العبري يسلط الضوء على بيان "السيد القائد" بشأن الصومال    بعد إحالة شكواه للحفظ والأرشفة.. الطبيب الخزان يعلن مغادرته البلاد ويعتذر لمن انتقدهم    فريق السد مأرب يفلت من شبح الهبوط وأهلي تعز يزاحم على صدارة تجمع أبين    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في وزارتي الشؤون الاجتماعية والعمل والخدمة المدنية والتأمينات    أذربيجان تؤكد دعمها لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه    النفط يرتفع في التعاملات المبكرة وبرنت يسجل 61.21 دولار للبرميل    التحالف الإسلامي ينظم دورة حول القانون الدولي الإنساني وعلاقته بمحاربة الإرهاب    لملس يناقش أوضاع المياه والصرف الصحي ويطّلع على سير العمل في المشروع الاستراتيجي لخزان الضخ    إيران والسعودية تتباحثان حول اليمن ولبنان وتعزيز التعاون الإقليمي    لقاء تشاوري بوزارة الاقتصاد حول تعديل قانون مهنة تدقيق ومراجعة الحسابات    صنعاء تحتضن أول بطولة لكرة القدم لمبتوري الأطراف من جرحى الحرب    لوحات طلابية تجسد فلسطين واليمن في المعرض التشكيلي الرابع    بن حبريش يختزل حضرموت: "ما أريكم إلا ما أرى".. نزعة فرعنة تشق الصف الحضرمي    الصين تدعو إلى التمسك بسيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه    تحذير أمريكي: تحولات شرق اليمن تهدد التهدئة وتفتح الباب لصراع إقليمي    الأرصاد يتوقع حدوث الصقيع على أجزاء محدودة من المرتفعات    إدارة أمن عدن تكشف حقيقة قضية الفتاة أبرار رضوان وتفند شائعات الاختطاف    قراءة تحليلية لنص "من بوحي لهيفاء" ل"أحمد سيف حاشد"    صنعاء.. البنك المركزي يوقف التعامل مع خمس كيانات مصرفية    بسبب جنى الأرباح.. هبوط جماعي لأسعار المعادن    المنتخبات المتأهلة إلى ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2025    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    نائب وزير العدل يتفقد تجهيز مقرات المحاكم الابتدائية المنشأة حديثًا بأمانة العاصمة    الإفراج عن 108 سجناء من الحديدة بمناسبة جمعة رجب    حمداً لله على السلامة    خلال تدشينه مشروع التحول الإلكتروني لصندوق التقاعد الأمني .. اللواء المرتضى: المتقاعدون يستحقون الاهتمام فقد أفنوا سنوات طويلة في خدمة الوطن    إيمان الهوية وهوية الإيمان    هل يهزم ابن زايد بن سلمان ويتسبب بقسمة تركة الرجل المريض؟    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    الطبيب الخزان يشكو ما تعرض له في مبنى قضائي بصنعاء للنائب العام    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    فلسطين الوطن البشارة    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأصول عند العرب الدكتور محمد فتحي الحريري - الشارقة
نشر في سما يوم 23 - 08 - 2012


بقلم: د. محمد فتحي الحريري - الشارقة
الاصل عند العرب له مفردات كثيرة أسوق أبرزها فيما يلي :
@الأَصْلُ: أَسفل كل شيء وجمعه أُصول لا يُكَسَّر على غير ذلك، وهو اليأْصُول. يقال: أَصل مُؤَصَّل؛ واستعمل ابن جني الأَصلية موضع التأَصُّل فقال: الأَلف وإِن كانت في أَكثر أَحوالها بدلاً أَو زائدة فإِنها إِذا كانت بدلاً من أَصل جرت في الأَصلية مجراه، وهذا لم تنطق به العرب إِنما هو شيء استعملته الأَوائل في بعض كلامها .وأَصُل الشيءُ: صار ذا أَصل؛ قال أُمية الهذلي:
وما الشُّغْلُ إِلا أَنَّني مُتَهَيِّبٌ = لعِرْضِكَ، ما لم تجْعَلِ الشيءَ يَأْصُلُ
وكذلك تَأَصَّل .ويقال اسْتَأْصَلَتْ هذه الشجرةُأَي ثبت أَصلها ، وقال ابن فارس في مقاييسه:الهمزة والصاد واللام، ثلاثة أصولٍ متباعدٍ بعضُها من بعض، أحدها: أساس الشيء، والثاني: الحيّة، والثالث: ما كان من النّهار بعد العشيّ. فأما الأوّل فالأصل أصل الشيء، قال الكِسائيّ في قولهم: "لا أصْلَ له ولا فَصل له": إنّ الأصل الحسب ، والفَصْل اللسان .
ويقال مَجْدٌ أصيلٌ . وحضارة أصيلة وعريقة ومتجذرة بمعنى واحد .
@ الجِذْعُ ( بكسر الجيم ) واحد جُذوع النخلة، وقيل: هو ساق النخلة، والجمع أَجذاع وجُذوع، وقيل: لا يَبين لها جِذْع حتى يبين ساقُها. لذلك من الخطل أن يُقال " جذع الشجرة " فهو للنخيل خاصة ، ويقال لنظيره من سائر الشجر " جذر " . وجِذع هو اسم ابنُ عَمْرٍو الغَسَّانِيُّ، ومنه المثل العربي المشهور : "خُذْ من جِذْعٍ ما أعْطاكَ"، كانتْ غَسَّانُ تُؤَدي كلَّ سنةٍ إلى مَلِكِ سَلِيحٍ دينارينِ من كلِّ رجُلٍ، وكان يَلِي ذلك سَبْطَةُ بنُ المُنْذِرِ السَّلِيحيُّ، فجاء سَبْطَةُ يسألُهُ الدينارينِ، فَدَخَلَ جِذْعٌ مَنْزِلَهُ، فَخَرَجَ مُشْتَمِلاً بسَيْفِه، فضربَ به سَبْطَةَ حتى بَرَدَ، وقال: "خُذْ من جِذْعٍ ما أعْطاك". أو أعْطَى بعضَ المُلوكِ سَيْفَه رَهْناً، فلم يأخُذْه، وقال: اجْعَلْ في كذا من كذا، فضربَهُ به فَقَتَلَهُ، وقَالَهُ. وهذا المثل يُضْرَبُ في اغْتِنامِ ما يَجودُ به البخيلُ .
أ أما الجَذع : فهو الصغير السن.( بفتح الجيم ) ،
والجَذَعُ اسم لا يعبر عن سن الدابة تماما ، قال الأزهري: الجَذَع يَختلف في أَسنان الإِبل والخيل والبقر والشاء، وينبغي أَن يفسر قول العرب فيه تفسيراً مُشْبعاً لحاجة الناس إِلى مَعرِفته في أَضاحِيهم وصَدقاتهم وغيرها، فأَما البعير فإِنه يُجْذِعُ لاسْتِكماله أَربعةَ أَعوام ودخوله في السنة الخامسة، وهو قبْلَ ذلك حِقٌّ؛ والذكر جَذَعٌ والأُنثى جَذَعةٌ وهي التي أَوجبها النبي، صلى الله عليه وسلم، في صدَقة الإِبل إِذا جاوزَتْ ستِّين في العدد ، وليس في صدَقات الإِبل سنٌّ فوق الجَذَعة، ولا يُجزئ الجَذَعُ من الإِبلِ في الأَضاحِي. ، ويقول المصريون عن الفتى الشاب " جدع " وانما هو " جذع" أبدلوا الذال دالا .وهو خطأ يقع فيه كثيرون منهم ومن بعض الشاميين وغيرهم ، بل هناك من يبدل الذال زايا فيقول " جزع " ! والجدع ( بالدال ) هو القطع ، قال صاحب اللسان : الجَدْعُ : القَطْعُ، وقيل: هو القطع البائن في الأَنف والأُذن والشَّفةِ واليد ونحوها، جَدَعَه يَجْدَعُه جَدْعاً، فهو جادِعٌ .وقول العرب حمار مُجَدَّع : أي مَقْطُوع الأُذن؛ قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:
أَتانِي كلامُ التَّغْلَبيّ بن دَيْسَقٍ= = = ففي أَيِّ هذا وَيْلَه يَتَترَّعُ ؟
يقول الخَنى وأَبغَضُ العُجْمِ ناطِقاً= = = إِلى ربه صوتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ
أَراد الذي يُجدَّع فأدخل اللام على الفعل المضارع لمضارعة اللام الذي كما تقول هو اليَضْرِبُك، أي الذي يضربك ، وهو من أَبيات الكتاب وقال أَبو بكر بن السراج: لما احتاج إِلى رفع القافية قلب الاسم فعلاً وهو من أَقبح ضرورات الشعر، وهذا كما حكاه الفراء من أَن رجلاً أَقبل فقال آخر: هاهوذا، فقال السامع: نِعْمَ الهاهوذا، فأَدخل اللام على الجملة من المبتدإِ والخبر تشبيهاً له بالجملة المركبة من الفعل والفاعل؛ قال ابن بري: ليس بيتُ ذي الخِرَق هذا من أَبيات الكتاب كما ذكر الجوهري وإِنما هو في نوادر أَبي زيد ، والمقصود بالكتاب كتابه .
وقد جَدِعَ جَدَعاً، وهو أَجْدَعُ بيِّن الجَدَعِ، والأُنثى جَدْعاء؛ قال أَبو ذؤيب يصف الكلاب والثور: فانْصاعَ من حَذرٍ وسَدَّ فُروجَه غُبْرٌ ضَوارٍ: وافِيانِ وأَجْدَعُ أجْدع أَي مَقْطوع الأُذن.
وافيانِ: لم يُقْطع من آذانهما شيء، وقيل: لا يقال جَدعَ ولكن جُدعَ من المَجْدُوع. ، فلاحظ كيف أن اللهجات العامية تغيّر كثيرا من دلالات الكلمة ومعناها الفصيح أحياناً!!
وأما قول ورقَةَ ابن نَوْفل في حديث المَبْعَث: " يا لَيْتني فيها جَذَعْ " يعني في نبوَّة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي ليتني أَكون شابَّا حين تَظْهَرُ نبوَّته حتى أُبالِغَ في نُصْرته .
وجَذَع الشيءَ يَجْذَعُه جَذْعاً: عفَسَه ودَلَكه .(1) .
@ الأرومة ( بفتح الالف المهموزة وضمها ) و هي بمعنى الأَصْل أيضا . ، وليس الجذر ، الا إذا عنينا بالجذر الأصل ، كقولنا هو من " أرومة قرشيّة " أو جذوره قرشية ، نعني أصوله من قريش . وفي حديث عُمير بن أَفْصى : أَنا من العرب في أَرُومة بِنائها ؛ قال ابن الأَثير الجزري : الأَرُومةُ بوزن الأَكولة الأَصْل . وقيل : والأَرُومَة أصل كلِّ شجرة ...
وفي الحديث أيضا سالوا رسول الله لما أخبرهم أن صلاتهم عليه تبلغه في قبره الشريف؟ فقالوا : كيف تَبْلُغك صَلاتُنا وقد أَرِمْتَ أَي بَلِيت ؟؛ أَرِمَ المالُ إِذا فَنِيَ .( وتتمة الخبر أنه أخبرهم بأن أجسام الانبياء لا تبلى ، فهي محرمة على الارض ) ..
وتقول العرب "أَرض أَرِمةٌ " : أي لا تنبت شيئاً ، وقيل: إِنما هو أُرِمْتَ من الأَرْمِ الأَكل، ومنه قيل للأَسْنان الأُرَّم؛ وقال الخطابي: أَصله أَرْمَمْت أَي بَلِيت وصرت رَمِيماً ، فحذف إِحدى الميمين كقولهم ظَلْت في ظَلِلْت ؛ قال ابن الأَثير: وكثيراً ما تروى هذه اللفظة بتشديد الميم، وهي لغة ناسٍ من بكر بن وائل ، ومكانها الجذري هو ( ر م م ) على الارجح .
وقال الجوهري في صحاحه : والأرومُ بفتح الهمزة ( وحذَفَ هاء التانيث ) : أصل الشجرة والقرنِ. قال صخرُ الغَيّ يهجو رجلاً:
يأْلَمُ قَرْناً أُرومُهُ نَقِدُ = = = تَيْسَ تُيوسٍ إذا يُناطِحُها
قوله: "يأْلُمُ قَرْناً" أي يَأْلُكُ قَرْنَه يعلكه. وقال أبوزيد: ما بالدار أَريمٌ وما بها أَرِمٌ، بحذف الياء، أي ما بها أحدٌ. واستشهد بما قاله زهير :
كالوحْي ليس بها من أهلها = = = أَرِمُ دارٌ لإَسْماء بالَغمْريْنِ ماثلة
@ الجذر : القطع ، جذر الشيءَ قطعه واستأصله ، وجَذْرُ كل شيء: أَصلُه. قال صاحب اللسان :
الجَذْرُ أَصل اللسان وأَصلُ الذَّكَرِ وأَصل كل شيء.
وقال شمر: إِنه لَشَدِيدُ جِذْرِ اللسان وشديد جَذْرِ الذكَر أَي أَصله؛ قال الفرزدق :
رَأَتْ كَمَراً مثل الجَلامِيد أَفْتَحَتْ = = =أَحالِيلَها، حتى اسْمَأَدَّتْ جُذورُها
وفي حديث حذيفة بن اليمان: نزلت الأَمانَةُ في جَذْر قلوب الرجال أَي في أَصلها؛ الجَذْرُ : الأَصلُ من كل شيء؛ وقال زهير يصف بقرة وحشية:
وسامِعتَيْنِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما،= = = إِلى جَذْرِ مَدْلُوكِ الكُعُوبِ مُحَدَّدِ
يعني قرنها. وأضاف : وأَصلُ كل شيء: جَذْرُه، بالفتح؛ عن الأَصمعي، وجِذره، بالكسر؛ عن أَبي عمرو. أَبو عمرو: الجذر، بالكسر، والأَصمعي بالفتح .
وقال ابن جَبَلَةَ: سأَلت ابن الأَعرابي عنه فقال: هو جَذْرٌ، قال: ولا أَقول جِذْرٌ، قال: والجَذْر أَصل حِسابٍ ونَسَبٍ. وهو ما نتداوله في الرياضيات المعاصرة .
والجَذْرُ أَصلُ شجر ونحوه. ابن سيده: وجَذِرُ كل شيء أَصله، وجَذْرُ العُنُقِ : مَغْرِزُها ؛ عن الهجري ؛ وأَنشد:
تَمُجُّ ذَفَارِيهنَّ ماءً كَأَنَّهُ = = = عَصِيمٌ، على جَذْرِ السَّوالِفِ مُغْفُرُ
والجمع جُذُورٌ. والحسابُ الذي يقال له عَشَرَةٌ في عَشَرَة وكذا في كذا تقول : ما جَذْرُه أَي ما يبلغ تمامه ؟ فتقول: عَشَرَةٌ في عشرة مائةٌ ( 10 مضروبة ب10 = 100 )، وخمسة في خمسة خمسةٌ وعشرون، أَي فَجَذْرُ مائة عَشَرَةٌ وجَذْرُ خمسةٍ وعشرين خمسةٌ .
ومن روائع الشعر التربوي في هذا المقام :
المرءُ ينشأُ على ما كان والدُهُ = = = إنَّ الجذورَ عليها ينبتُ الشَّجَرُ
وفي رواية : العروق ، وفي أخرى الأصول ، والمعنى واحد ...
@ العِرق : جاء في اللسان ، وعِرْق كل شيء: أَصله، والجمع أَعْراق وعُروق، ورجل مُعْرِقٌ في الحسب والكرم؛ ومنه قول قُتَيْلة بنت النضر بن الحرث: أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ * في قَوْمها، والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق أَي عريق النسب أَصيل، ويستعمل في اللؤم أَيضاً، والعرب تقول: إِنَّ فلاناً لَمُعْرَق له في الكرم، وفي اللؤم أَيضاً .
وفي حديث عمر بن عبد العزيز: إِنَّ امْرَأً ليس بينه وبين آدم أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق له في الموت أَي إِن له فيه عِرْقاً وإِنه أَصيل في الموت .
وقد عَرَّقَ فيه أَعمامُه وأَخواله وأَعْرقوا، وأَعْرق فيه إِعْراق العبيد والإماء إِذا خالطه ذلك وتخلَّق بأَخلاقهم . وعَرِّق فيه اللئامُ وأَعْرَقوا، ويجوز في الشعر إِنه لَمعْروقٌ له في الكرم، على توهم حذف الزائد، وتَداركه أعْراقُ خير وأَعْراق شر؛ قال: جَرى طَلَقاً، حتى إِذا قيل سابقٌ، تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا قال الجوهري: أَعْرَق الرجل أَي صار عَريقاً، وهو الذي له عُروق في الكرم، يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعاً .
ورجل عَريق: كريم ، وكذلك الفرس وغيره، وقد أَعْرَقَ. يقال: أَعْرَق الفرسُ كِذا صار عَريقاً كريماً .والعَريق من الخيل: الذي له عِرْقٌ في الكرم. قال ابن الأَعرابي : العُرُقُ أَهل الشرف، واحدُهم عَريق وعَرُوق، والعُرُقُ أَهل السلامة في الدين .
وغلام عَريقٌ: نحيف الجسم خفيف الروح .
وعُرُوقُ كلِّ شيء: أَطْبَاب تَشَعَّبُ منه، واحدها عِرْق .
وفي الحديث : إِن ماءَ الرجل يجري من المرأَة إِذا واقعها في كل عِرْقٍ وعَصَبٍ ؛ العِرْق من الحيوان : الأَجْوَف الذي يكون فيه الدم وهو ما نسميه الوريد أو الشريان ( وعاء دموي ) ، والعَصَبُ غير الأَجْوَف . والعُرُوقُ: عُروقُ الشجر ، الواحد عِرْق ..
وأَعْرَقَ الشجرُ وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ : امتدَّتْ عُروقه في الأَرض . أي جذوره . وهي المسماة عند العوام ( شُروش ) فشروش الشجر أصوله وجذوره ، وهي كلمة آرامية ومتداولة اليوم بحوران وكثير من جهات العالم العربي ..
@ التالد والتليد وهو بالأصل القديم وفي التعبير الادبي يقصد به ما كان قديما ذا جذر وأصل راسخ ، وجاء في اللسان :
التالد: المال القديم الأَصلِيُّ الذي وُلد عندك، وهو نقيض الطارف. ابن سيده: التَّلْدُ والتُّلْدُ والتِّلادُ والتَّلِيدُ والإِتْلادُ كالإِسْنامِ والمُتْلَدُ، الأَخيرة عن ابن جني: ما وُلد عندك من مالك أَو نُتج، ولذلك حكم يعقوب أَن تاءه بدل من الواو، وهذا لا يقوى، لأَنه لو كان ذلك لَرُدَّ في بعض تصاريفه إِلى الأَصل.
وقال بعض النحويين: هذا كله من الواو فإِذا كان ذلك، فهو معتل؛ وقيل: التِّلاد كل مال قديم من حيوان وغيره يورث عن الآباء، وهو التالد والتليد والمُتْلَدُ؛ قال الشاعر يصف خيلاً: تَلائِدٌ نَحْنُ افْتَلَيْنا هُنَّهْ، نِعْمَ الحُصُونُ والعَتادُ هُنَّهْ وتَلَدَ المالُ يَتْلِدُ ويَتْلُدُ تُلوداً وأَتْلَدَه هو وأَتلد الرجلُ إِذا اتخذ مالاً..ومال مُتْلَد وخُلُقٌ مُتْلَد: قديم؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ماذا رُزِينا مِنْكِ. أُمَّ مَعْبَدِ، مِنْ سَعَةِ الحِلْم وخُلْقٍ مُتْلَدِ وفي حديث عبدالله بن مسعود أَنه قال في سورة بني إِسرائيل والكهف ومريم وطه والأَنبياء: هنّ من العتاق الأُوَلِ وهن من تِلادِي يعني السور أَي من قديم ما أَخذتُ من القرآن، شبههن بِتلاد المال. ومن تعابير العرب ( طارف وتليد) ضدان فالطارف المستحدث . يطلق على من حاز الشرف قديما وحديثا ، عن طريق أجداده وعن طريق سلوكه وأخلاقه هو ..
(1) (1) وللفائدة أسوق هنا ما قاله الزبيدي في ( تاج العروس ) ، مادة ( ج د ع ) :
جدع:
الجَدْعُ كالمَنْعِ : الحَبْسُ والسّجْنُ جَدَعْتُه فهو مَجْدُوعٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هُنَا وفي الذَّالِ المُعْجَمَةِ أَيْضاً وقِيلَ : بالذَّالِ مُعْجَمَةً هُو المَحْفُوظُ كما سَيَأْتِي . ويُقَالُ : جَدَعَ الرَّجُلُ عِيَالَه إِذا حَبَسَ عَنْهُم الخَيْرَ . قال أَبُو الهَيْثَمِ : الَّذِي عِنْدَنَا في ذلِكَ أَنَّ الجَدْعَ والجَذْعَ وَاحِدٌ وهو حَبْسُ مَنْ تَحْبِسُهُ عَلَى سُوءِ وَلائِهِ وعَلَى الإِذالَةِ مِنْكَ لَهُ والجَدْعُ : القَطْعُ البائنُ وقِيلَ : هَوَ قَطْعُ الأَنْفِ أَو الأُذُنِ أَو اليَدِ أَو الشَّفَة ونَحْوِهَا . ويُقَالُ : جَدَعَهُ يَجْدَعُهُ جَدْعاً فهو جادِعٌ وقَدْ جَدِعَ جَدْعاً فهو أَجْدَعُ بَيِّنُ الجَدَعِ مُحَرَّكَةً والأُنْثَى جَدْعاءُ . قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الكِلابَ والثَّوْرَ : فانْصَاعَ مِنْ حَذَرٍ وسَدَّ فُرُوجَهُ ... غُبْرٌ ضَوارٍ وَافِيانِ وأَجْدَعُ أَجْدَعُ أَي مَقْطُوعُ الأُذُنِ وَافِيَان : لم يُقْطَعْ من آذانِهِمَا شَيْءٌ . قُلْتُ : ويُرْوَى فاهْتَاجَ مِن فَزَعِ . وغُبْرٌ : طوال وفي رِوَايَةٍ : غُبْسٌ ضوارٍ أَيْ لَمَّا أَفْزَعَتْه الكِلابُ ع اقرأ المزيدَدَا عَدْواً شَدِيداً فكانَ ذلِكَ العَدْوُ هو الَّذِي سَدَّ فُرُوجَهُ إِلاَّ أَنَّ اللَّفْظَ للْكِلابِ والمَعْنَى علَى العَدْوِ هذَا قَوْلُ الأَصْمَعِيّ كما في شَرْحِ الدِّيَوانِ . وقِيلَ : لا يُقَالُ : جَدِعَ ولكِنْ جُدِعَ من المَجْدُوع والجَدَعَةُ مَحَرَّكةً : ما بَقِيَ مِنْهُ بَعْدَ الجَدْعِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وهي مَوْضِعُ الجَدْعِ وكَذلِكَ العَرَجَةُ مِنَ الأَعْرَجِ والقَطَعَةُ مِنَ الأَقْطَعِ . والأَجْدَعُ : الشَّيْطَانُ قال الفَرّاءِ : يُقال : هو الشَّيْطَانُ والمارِدُ والمارِج والأَجْدَعُ . والأَجْدَعُ : وَالِدُ مَسْرُوقٍ التّابِعِيِّ الكَبِيرِ هو أَبو عَائِشَةَ مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَعِ بنِ مالِكِ بن أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُرِّ بنِ سَلامانَ ابنِ مَعْمَرِ بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ عبْدِ اللهِ بنِ وَدَاعَةَ الهَمْدَانِيُّ ثمّ الوَدَاعِيُّ الكُوفِيُّ مِنْ ثِقَاتِ التابِعين وغَيَّرَهُ عُمْرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه وسَمّاهُ عَبْدَ الرَّحْمنِ ورُوِيَ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّه قَالَ : قَدِمْتُ على عُمَرَ فقالَ لي : ما اسْمُكَ ؟ فقُلْتُ : مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَعِ فَقَالَ : أَنْتَ مَسْرُوقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ . حَدَّثَنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى عَلَيْه وسَلَّم أَنَّ الأَجْدَعَ شَيْطَانٌ . فكانَ اسْمُه فِي الدّيوانِ مَسْروقَ بن عَبْدِ الرَّحْمن وجُدَيْعٌ كزُبَيْرٍ : عَلَمٌ . وبَنُو جَدْعَاءَ وبَنُو جُدَاعَةَ كثُمَامَةَ : قَبِيلَتانِ مِنَ العَرَبِ والجَدعاءُ : ناقَةُ رِسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وهي العَضْبَاءُ القَصْواءُ ولَمْ تَكُنْ جَدْعاءَ ولا عَضْبَاءَ ولا قَصْواءَ وإِنَّمَا هُنَّ أَلْقَابٌ لَها كما ذَكَرَهُ أَهْلُ السِّيَرِ وعَبْدُ اللهِ بنُ جُدْعَان بالضَّمِّ : جَوادٌ م مَعْرُوفٌ وهُوَ ابنُ جُدْعَانَ بنِ عَمْروِ بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ وهو وَالِدُ زُهَيْرٍ أَبِي مُلَيْكَةَ . وأَخَواه زَيْدُ بنُ جُدْعَانَ وعُمَيْرُ بنُ جُدْعانَ فمِنْ وَلَدِ عُمَيْرٍ المُهَاجِرِيّ قُنْفُذُ بنُ عُمَيْرٍ ومِنْ وَلَدِ زَيْدٍ أَبُو الحَسَنِ علِيُّ بنُ زَيْدٍ الأَعْمَى البَصْرِيّ ومِنْ وَلَدِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَبُو عَزَارَةَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ ابنِ أَبِي بَكْرِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ بن أَبِي مُلَيْكَةَ ورُبما كانَ يَحْضُرُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ طَعَامَهُ وكَفَاهُ بذلِكَ فَخْراً وشَرَفاً وكَانَتْ لَهُ جَفْنَةٌ يَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّمَ في الإِسْلامِ صَكَّةَ عُمَىٍّ كما وَرَدَ في الحَدِيثِ ونَقَلَهُ الصّاغَانِيّ وكانَتْ هذِه الجَفْنَةُ يُطْعِمُ فِيهَا في الجَاهِلِيَّةِ وكانَ يَأْكُل مِنْهَا القائمُ والرّاكبُ لِعظَمِها وكانَ لَهُ مُنَادٍ يُنَادِي : هَلُمَّ إِلَى الفَالُوذِ وإِيّاهُ عَنَى أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْتِ بِقَوْلِهِ : لَهُ دَاعٍ بِمَكَّةَ مُشْمِعِلٌّ ... وآخَرُ فَوْقَ دَارَتِهِ يُنَادِي فَأَدْخَلَهُم عَلَى رَبِذٍ يَدَاهُ ... بفِعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ من الهَدَادِ عَلَى الخَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ بن عَمْروٍ ... طَوِيل السَّمْكِ مُرْتَفِع العِمَادِ إِلى رُدُحٍ مِنَ الشِّيزَى مِلاَءٍ ... لُبَابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ وجاءَ في بَعْضِ الأَحَادِيثِ قَالَتْ عائشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها : يا رَسُولَ اللهِ هَلْ كَانَ ذلِكَ نافِعَةُ ؟ قالَ : لا إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْماً : رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ . ويُقَالُ : كَلأٌ جُدَاعٌ كغُرَابٍ أَي فيه جَدْعٌ لِمَنْ رَعَاهُ . قالَ رَبيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيّ : فقَدْ أَصِلُ الخَلِيلَ وإِنْ نَآنِى ... وغِبُّ عَداوَتِي كَلأٌ جُدَاعُ وهو مَثَلٌ أَي هو مُرٌّ بَشِعٌ وَبِيلٌ وَخِمٌ دَوٍ . ومِنْهُ الجُدَاع للمَوْتِ . بالضَّمِّ أَيْضاً وهو مَجَازٌ وضَبَطَهُ بَعْضُهُم كسَحَابٍ وإِنَّمَا سُمِّيَ به لأَنَّهُ يُذْهِبُ كُلَّ شَيْءٍ كأَنَّهُ يَجْدَعُهُ وبَنُو جُدَاعٍ أَيْضاً : بَطَنٌ مِن العَرَبِوصَبِيٌّ جَدِعٌ ككَتِف : سَيِّئُ الغَذَاءِ وقَدْ جَدِعَ كفَرِحَ جَدَعاً وهو مَجازٌ : قال ابْنُ بَرِّيّ : قال الوَزِيرُ : جَدِعٌ فَعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ قال : ولا يُعْرَفُ مِثْلُهُ . قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يرثِي فَضَالَةَ بنَ كَلَدَةَ ويُرْوَى لبِشْرِ بنِ أَبِي خَازِم : لِيَبْكِكَ الشَّرْبُ والمُدَامَةُ وال ... فِتْيانُ طُرّاً وطامِعٌ طَمِعَاً وذاتُ هَدْمٍ عارٍ نَوَاشِرُهَا ... تُصْمِتُ بالماء تَوْلَباً جَدِعَاً وقَدْ صَحَّفَ بَعْضُ العَلَمَاءِ هذِهِ اللَّفْظَةَ : قَالَ الجَوْهَرِيُّ : ورَوَاهُ المُفَضَّلُ بالذالِ المُعْجَمَةِ ورَدَّ عَلَيْهِ الأَصْمَعِيُّ . قُلْتُ : قالَ الأَزْهَرِيُّ في أَثْنَاءِ خَطْبَةِ كتابِهِ : جَمَعَ سُلَيْمَانُ بنُ عَلِيٍّ الهاشِمِيُّ بالبَصْرَةِ بَيْنَ المُفَضَّل الضَّبِّيّ والأَصْمَعِيّ فأَنْشَد المُفَضَّلُ وذَاتُ هِدْمٍ . وقال آخِرَ البَيْتِ جَذَعاً ففَطِنَ الأَصْمَعِيّ لِخَطَئِهِ وكانَ أَحْدَثَ سِنّاً منه فقالَ لَه : إِنَّمَا هو تَوْلَباً جَذِعاً وأَرادَ تَقْرِيرَهُ عَلَى الخَطَأَ فلَمْ يَفْطِن المُفَضَّلُ لِمُرادِهِ فقَالَ : وكَذلِكَ أَنشَدْتُه فقَالَ لَهُ الأَصْمَعِيُّ حِينَئِذٍ : أَخْطَأْتَ إِنَّمَا هو تَوْلَباً جَدِعاً فقالَ لَهُ المُفَضَّلُ : جِذِعَاً جَذِعاً ورَفَعَ صَوْتَهُ ومَدَّهُ فقالَ لَهُ الأَصْمَعِيُّ : لَوْ نَفَخْتَ في الشَّبُّورِ ما نَفَعَكَ تَكَلَّمْ كَلامَ النَّمْلِ وأَصِبْ إِنَّمَا هو جَدِعاً فقال سُلَيْمَانُ بنُ عَلِيّ : مَنْ تَخْتَارَانِ أَجْعَله بَيْنَكُمَا ؟ فاتَّفَقا عَلَى غُلامٍ من بَنِي أَسَدٍ حافِظٍ للشِّعْرِ فأُحْضِرَ فعَرَضا عَلَيْه ما اخْتَلَفا فِيهِ فصَدَّقَ الأَصْمِعَيَّ وصَوَّب قَوْلَهُ فقَالَ لَه المُفَضَّلُ : ما الجَدِعُ ؟ فقالَ : السَّيِّئُ الغَذَاءِ . انْتهى وقَالَ أَبُو الهَيْثَمِ : جَدَعْتُه فجَدِعَ كما تَقُول : ضَرَبَ الصَّقِيعُ النَّبَاتَ فضَرِبَ وكَذلِكَ صَقِعَ وعَقَرْتُه فعَقِرَ أَي سَقَطَ . وجَدَعَتْه أُمُّه كمَنَعَ : أَساءَتْ غِذَاءَهُ عن الزَّجّاج ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً كأَجْدَعَتْه إِجْداعاً وجَدَّعَتْه تَجْدِيعاً وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ : " حَبَلَّقٌ جَدَّعَهُ الرِّعَاءُ ويُرْوَى : أَجْدَعَهُ وهُوَ إِذا حَبَسَهُ عَلَى مَرْعى سَوْءٍ وهذا يُقَوِّي قَوْلَ أَبِي الهَيْثَمِ المُتَقَدِّمَ ذِكْرُهُ وجَدَاع كسَحَابٍ وقَطامِ وعَلَى الأَخِيرَةِ اقْتَصَر الجَوْهَرِي : السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ الَّتِي تَجْدَعُ بالمَال وتَذْهَبُ بِهِ كما في العُبَابِ والصّحاح . وفي اللَسَان : تَذْهَبُ بكُلِّ شَيْءٍ كأَنَّهَا تَجْدَعُهُ . وفي الأَسَاسِ : وأَجْحَفَتْ بهم جَدَاعِ وهي السَّنَةُ لأَنَّهَا تَجْدَعُ النَّبَاتَ وتُذِلُّ النّاسَ وهو مَجَازٌ وفي العُبَابِ : قَالَ أَبو حَنْبَلٍ الطّائِيُّ - واسْمُه جَارِيَةُ بنُ مَرٍّ أَخُو بَنِي ثُعَلَ - : لَقدْ آلَيْتُ أَغْدِرُ في جَدَاعِ ... وإِنْ مُنِّتُ أُمّاتِ الرِّباعِ لأَنَّ الغَدْرَ فِي الأَقْوَامِ عَارٌ ... وأَنَّ المَرْءَ يَجْزَأُ بالكُرَاعِ وقَوْلُهم في الدُّعاءِ عَلَى الإِنْسَانِ : جَدْعاً لَهُ أَي أَلْزَمَهُ اللهُ الجَدْعَ قال الأَعْشَى : دَعَوْتُ خَلِيلِي مِسْحَلاً ودَعَوْا لَهُ ... جُهُنّامَ جَدْعاً للْهَجِينِ المُذَمَّمِ وكَذلِكَ عَقْراً له نَصَبُوهُمَا في حَدِّ الدُّعَاءِ علَى إِضْمَارِ الفِعْلِ غَيْر المُسْتَعْمَلِ إِظْهَارُه وحَكَى سِيبَوَيْه : جَدَّعَهُ تَجْدِيعاً وعَقَّرَهُ تَعْقِيراً : قَالَ لَهُ ذلِكَ ومنه الحَدِيثُ : فغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنه فسَبَّ وجَدَّعَ . ومِنَ المَجَازِ : جَدَع القَحْطُ النَّبَاتُ : إِذا لمْ يَزْكُ لانْقِطَاعِ الغَيْثِ عَنْهُ قالَ ابنُ مُقْبِل : وغَيْثٍ مَرِيعٍ لَمْ يُجَدَّعْ نَبَاتُهُ ... وَلَتْهُ أَفانِينُ السِّمَاكَيْنِ أَهْلِبِوحِمَارٌ مُجَدَّعٌ كمُعَظَّمٍ : مَقْطُوعُ الأُذَنَيْنَ وفي الصّحاح : مَقْطُوعُ الأُذُنِ . قالَ الجَوْهَرِيّ : وأَمّا قَوْلُ ذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيّ : " أَتانِي كَلامُ الثَّعْلَبِيِّ ابنِ دَيْسَقٍففِي أَيِّ هذَا وَيْلَهُ يَتَتَرَّعُ " يَقُولُ الخَنَا وأَبْغَضُ العُجْمِ نَاطِقاًإِلَى رَبِّنَا صَوْتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ فإِنَّ الأَخْفَشَ يَقُولُ : أَرادَ الَّذِي يُجَدَّع كما تَقُولُ : هو الْيَضْرِبُكَ تُرِيدُ هو الَّذِي وهو مِنْ أَبْيَاتِ الكِتَابِ . وقالَ أَبُو بَكْرِ بنُ السَّرَّاجِ : لَمّا احْتَاجَ إِلى رَفْعِ القَافِيَةِ قَلَبَ الاسْمَ فِعْلاً وهو من أَقْبَحِ ضَرُورَاتِ الشِّعْرِ انتهى . قُلْتُ : هذانِ البَيْتانِ أَنْشَدَهُمَا أَبُو زَيْدٍ في نَوَادِرِه هكَذَا لِذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيّ عَلَى طارِق بنِ دَيْسَقٍ . وقالَ ابْنُ بَرِّيّ : لَيْسَ بَيْتُ ذي الخِرَق هذا مِنْ أَبْيَاتِ الكِتَابِ كَما ذَكَرَ الجَوْهَرِيّ وإِنّما هُوَ في نَوَادِرِ أَبِي زَيْدٍ . قالَ الصّاغَانِيّ : ولَمْ أَجِدِ البَيْتَ الثَّانِي في شِعْرِ ذِي الخِرَقِ وقَدْ قَرَأْتُ شِعْرَه فِي أَشْعَارِ بَنِي طُهِيَّةَ بِنْتِ عُمَيْرِ ابنِ سَعْد وها أَنَا أَسُوقُ القِطْعَةَ بِكَمَالِهَا وهي : " أَتانِي كَلامُ الثَّعْلَبِيِّ ابنِ دَيْسَقٍففِي أَيِّ هذَا وَيْلَهُ يَتَتَرَّعُ فَهَلاَّ تَمَنَّاها إِذِ الحَرْبُ لاقِحٌ ... وذُو النَّبَوانِ قَبْرُه يَتَصَدَّعُ فَيَأَتِيكَ حَيّاً دارِم وهُمَا مَعاً ... ويَأْتِيكَ أَلْفٌ من طُهَيَّةَ أَقْرَعُ فيَسْتَخْرِجُ اليَرْبُوعَ مِنْ نافِقائِهِ ... ومِنْ جُحْرِهِ ذُو الشِّيحَةِ اليُتَقَصَّعُ " ونَحْنُ أَخَذْنا قَدْ عَلِمْتُمْ أَسِيرَكُميَساراً فيُحْذَى مِنْ يَسَارٍ ويُنْقَعُ " ونَحْنُ حَبَسْنَا الدُّهْمَ وَسْطَ بُيُوتِكِمْفلَمْ يَقْرَبُوها والرِّمَاحُ تَزَعْزَعُ " ونَحْنُ ضَرَبْنا فارِسَ الخَيْرِ مِنْكُمُفَظَلَّ وأَضْحَى ذُو الفَقَارِ يُكَرَّعُ ومِن المَجَازِ : جَادَع مُجَادَعُةً وجِدَاعاً إِذا شاتَمَ بجَدْعاً لكَ وشارَّ كأَنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا جَدَعَ أَنْفَ صاحِبِه . وقِيلَ جادَعَ : خَاصَمَ . قال النابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ : أَقارِعُ عَوْفٍ لا أُحَاوِلُ غَيْرَهَا ... وُجُوهُ قُرُودٍ تَبْتَغِي مَنْ تُجَادِعُ ويُرْوى وُجُوه كِلاَبٍ كتَجَادَعُ . يقُال : تَرَكْتُ البلاَدَ تَجَادَعُ أَفَاعِيهَا أَيْ يَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً كما في الصّحاح . وحُكِيَ عن ثَعْلَبٍ : عامٌ تَجَدَّعُ أَفاعِيهِ وتَجَادَعُ أَيْ يَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً لشِدَّتِهِ وكَذلِكَ : تَرْكَتُ البِلاَدَ تَجَدَّعُ وتجَادَعُ أَفاعِيهَا قالَ : ولَيْسَ هُنَاكَ أَكْلٌ ولكِنْ يُرِيدُ تَقَطَّعُ وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : الجَدْعُ : ما انْقَطَعَ من
مَقَادِيمِ الأَنْفِ إِلَى أَقْصَاهُ رَواهُ أَبو نصْرٍ عن الأَصْمَعِيّ سُمِّيَ المَصْدَرِ . ونَاقَةٌ جَدْعاءُ : قُطِعَ سُدُسُ أُذُنِهَا أَوْ رُبعُهَا أَوْ ما زادَ عَلَى ذلِكَ إِلَى النِّصْفِ والجَدْعاءُ مِن المَعْزِ : المَقْطُوعُ ثُلُثُ أُذُنِها فصَاعِداً وعَمَّ به ابنُ الأَنْبَارِيّ جَمِيعَ الشّاءِ المُجَدَّعِ الأُذُنِ . وقَوْلُ الشّاعِرِ : تَرَاهُ كَأَنَّ اللهُ يَجْدَعُ أَنْفَهُ ... وعَيْنَيْهِ إِنْ مَوْلاهُ ثابَ لَهُ وَفْرُ أَرادَ : ويَفْقَأُ عَيْنَيْهِ كما قالَ آخَرُ : يا لَيْتَ بَعْلَكِ قَدْ غَدَا ... مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحاً واسْتَعَارَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الجَدْعَ والعِرْنِينَ للدَّهْرِ فَقَالَ : " وأَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العِرْنِينِ قد جُدِعَاويُقَالُ : اجْدَعْهُمْ بالأَمْرِ حَتَّى يَذِلُّوا حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ ولَمْ يُفَسِّرْه . قالَ ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّهُ عَلَى المَثَلِ أَي اجْدَعْ أُنُوفَهُم . وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : المُجَدَّعُ من النّباتِ : ما قُطِعَ من أَعلاهُ ونَوَاحِيهِ أَو أُكِلَ . وجَدِعَ الفَصِيلُ كفَرِحَ : ساءَ غِذَاؤُه أَوْ رُكِبَ صَغِيراً فوَهَنَ . وجَدَعَ عِيَالَهُ جَدْعاً : إِذا حَبَسَ عَنْهُم الخَيْرَ . ويُقَالُ : جَدَّعَهُ وشَرَّاهُ إِذا لَقّاه شَرّاً وسُخْرِيَةً كَمْن يَجْدَعُ أُذُنَ عَبِده ويَبِيعُه . وهو مَجَازٌ . وفي المَثَلِ أَنفُكَ مِنْكَ وإِنْ كانَ أَجْدَعَ يُضْرَبُ لِمَنْ يَلْزَمُكَ خَيْرُهُ وشَرُّهُ وإِنْ كانَ لَيْسَ بمُسْتَحْكِمِ القُرْبِ . وأَوّلُ مَنْ قالَ ذلِكَ قُنْفُذُ ابنُ جَعْوَنَةَ المازِنيُّ للرَّبِيعِ بنِ كَعْبٍ المازِنِيّ ولَهُ قِصَّةٌ ذَكَرَها الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ وأَجْدَعْتُ أَنْفَه : لُغَةٌ في جَدَعْتُ . وكانَ رَجُلٌ مِن صَعالِيكِ العَرَبِ يُسَمَّى مُجَدِّعاً كمُحَدِّثٍ لأَنَّهُ كانَ إِذا أَخَذَ أَسِيراً جَدَعَهُ . والحَكَمُ ورَافِعٌ ابْنا عَمْرِو بنِ المُجَدَّع كمُعَظَّمٍ : صَحَابِيّانِ رَضَيِ اللهُ عَنْهُمَا كَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ في العُبَابِ . قُلْتُ : ويُقَالُ لَهُمَا الغِفَارِيّانِ وإِنَّمَا هُمَا من بَنِي ثَعْلَبَة أَخِي غِفَارٍ نَزَلَ الحَكَمُ البَصْرَةَ واسْتَعْمَلَهُ زِيَادٌ عَلَى خُرَاسَان فَغَزَا وغَنِمَ وكَانَ صالِحاً فاضلاً وأَمّا أَخُوهُ رَافِعٌ فذَكَرَهُ ابنُ فَهْدٍ في المُعْجَمِ فقالَ : رافِعُ بنُ عَمْرِو بنِ مُجدَّع الكِنَانّي الضَّمْريّ أَخُو الحَكَمِ بن عَمْرو الغِفَارِيِّ ولَيْسَ غِفَارِيّاً وإِنَّمَا هُمَا من ثَعْلَبَةَ أَخِي غِفَار نَزَلَ البَصْرَة وله حَدِيثَانِ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بنُ الصَّلْتِ هكَذَا قالَ في اسْمِ جَدِّه مُخَدَّع بالخَاءِ المُعْجَمَة الجِيمِ فانْظُرْ ذلِكَ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.