عصفت بنا رياح التغير خلال موسم الربيع العربي كما عصف بدول عربية غيرنا كانت تقاسي وتعاني مكنا نعانيه وذهبت الأنظمة الرجعية القمعية التي حكمت أبان حكمها بالحديد والنار كانت تتشدق والتي كانت تتشدق بالوحدة العربية من المحيط الي الخليج وتنهق على منابر القمم العربية الفاشلة . لكن قواربنا اليمنية المتهالكة والتي أكلها الصدأ وتحمل على ظهرها الرفقاء والمتخاصمين وأعداء الأمس وأصحاب المصالح التي تسموا فوق مصلحة الوطن ذاهبون الي مؤتمر الحوار رحلة طويلة قد لا تنتهي الى طريق أو مخرج وقد تنتهي بتقاسم المتحاورين المراكز الجغرافية والسلطوية على مبدأ لا غالب ولا مغلوب كما جرت عليه المصالحات الحوارات اليمنية التاريخية في كل الأزمات . ومن يحاور من ؟ أن مؤتمر الحوار اليمني الذي ينعقد الأن في عاصمة التناقضات صنعاء هو ضرورة ملحة للخروج بالوطن من أزماته الطاحنة ولرسوا قواربنا المتهالكة على شواطئ الأمان والسلامة ، لكن حوارنا هنا هو حوار طبقي عنصري مناطقي ينقسم الي ثلاثة محاور هي كالتالي المحور الجنوبي وتشنجاته وتشعباته والمحور الحوثي ومتاريسه الجاهزة والمحور الشمالي ومشاكلة المعقدة من قديم الأزل ، مؤتمر تقوده الزمرة الجنوبية المطالبة بفك الارتباط من جهة والأحلام الخليجية التوسعية تارة والمتأملة للسكينة علي الواقع اليمني لضمان بقاء ثورة اليمن خامدة تارة أخرى والطاقم القبلي وبقايا النظام السابق وجزء من النخبة المجتمعية المشهود لهم والذين يمثلون 20% يندرج تحتها شباب الثورة وتلحق بها نسبة 30% للمرأة اليمنية50% هي للجنوب و50% لباقي المكونات المختلفة خاصة بعض المتحاورين من المحافظات الشمالية الذي يتبعهم الماضي الأسود في التخريب الوطني وليس الإصلاح الوطني فعندما يكون من ضمن المتواجدين في قاعة المؤتمر الشيخ صادق الأحمر والبركاني ماذا نتوقع من حوار وما هي اللغة السوقية التي ستستخدم للتحاور ؟ إما أن تحملنا سفينة المتحاورين الي شواطئ الأمان وعهد بناء الدولة المدنية الحديثة مهما كانت التقسيمة السياسية على ضوء الأقاليم مهما كان عددها، وإما سنضل نتحاور ونغالط أنفسنا وننتظر الأمل حتى يحين مواعد الانتخابات الرأسية القادمة ليقفز كل متحاور إلي مربعة القديم ويمتشق حصانه المسرج ويستل ما بقي معه من سلاح ليحصل على أكبر قد من المكاسب والشعب خارج المعادلة ، وأستغرب هنا من غياب أكثر النخب الوطنية وأصحاب الكفاءات العلمية والعملية اومن لهم رصيد وطني أوصلنا الي نقطة الحوار المفتوح غابوا أو بمعني أدق غيبوا قصر كما هي عادة حكومات اليمين في سياسة التغيب القصري والموت الفجائي والغياب السرمدي . span style="font-size:12.0pt;line-height:115%;Arial" ,"sans-serif";"=""فهذا حوار الساسة وليس حوار الشعب فبدل من أن يبدأ الحوار من القاعدة وصل للقمة الهرمية السياسية سلك الحوار الطريق العكسي التنازلي وليس التصاعدي ، أنا لست متشائما هنا لكن الواقع يرسل لنا هذا الرسائل التحذيرية ، نحتاج الي معجزة ربانية تنتشل هذا البلد البائس الفقير من مستنقع السياسة القذرة الخالية من أي مشاعر وطنية .