يمثل الثاني و العشرون من مايو يوماً فاصلا في تاريخ اليمن و أملاً لجميع اليمنيين من أقصى البلاد حتى أقصاها تحت حلم واحد و قلب و احد ينبض بحب الوحدة اليمنية و لكن؟ مرت السنوات و تراكمت معها الاحداث ، و من أستأمنهم الشعب على حلمه لم يدركوا المعنى الحقيقي للأمانة و قداستها ولم يدركوا ان الشعب صانعها ، نعم كان حب الشعب للوحدة هو المحرك الجوهري لإنجازها (فكانت وحدة للروح قبل ان تكون خارطة حغرافية حاول البعض لاحقا بلغة المصالح ان يشوه بريقها ) فكان حب الوحدة ينبض في الدم اليمنى ويجسد كل يوم التلاحم والمصير المشترك كمفهوم راسخا وحقيقة لا تقبل النقاش ولكن ؟
لماذا قتلت احلامنا لماذا العبث بمكتسبنا الوحيد ( الوحدة) ولماذا لم نحافظ على المسيرة الطويلة في سبيل تحقيقها ؟
تدهور الحال و اصبح جيل 22 من مايو ينظر بإستغراب فالحلم الذى رسمه لم يكن كما حلم به أو كما حدثه عنه الأباء ، المعاناة طغت على حياة المواطن اليمني على امتداد مساحة الوطن وكل مسئول تخلى عن واجباته و قصص الظلم تتناثر هنا و هناك على كل شبر من بقاع اليمن يوماً بعد يوم حتى خيم التشاؤم في سماء السعيدة و بدا بأن الوقت سيقضي على الحلم الكبير بفعل الحاقدين على الوحدة ممن يقدسون المصالح الخاصة.
و لا نستغرب حين نسمع عبارات غاضبة تمقت هذا اليوم ، كم هذا مؤلم حين نقارن بين الواقع وبين بزوغ يوم الثانى و العشرون من مايو من العام 1990م .. شعرت بأن شيئاً ما عظيم حدث حولي ، دموع والدي وهو يشاهد الاحتفال برفع علم الوحدة ودموع الفرح تتراقص في عينيه ... لا تزال صورة حية ، سألته ماذا سيحدث بعد كل هذا ؟ رمقني بهدوء ،و قال هامساً : سيكون غدا أفضل فالشعب واحد والوطن للجميع .
و لكن للأسف ُاستبدلت عبارات الأمل و الحب و التفاؤل بالكراهية و البغضاء من جيل لم يرى الا فساد يتفشى في كل مكان يقصده ، ابتداء من المدرسة ومرورا بمنعطفات الحياة ومشقاتها فوجدوا أن حلمهم لم يكن سوى حلم أما واقعه فقد تمتع به كل من يعرف إقتناص الفائدة حتى من الهواء الذى يستنشقه المواطن لو أمكنهم ذلك ، وعم الفساد البر والبحر فكل مفصل من مفاصل الدولة مهترى و يتهاوى لأنه لا يملك اي بنية مؤسساتية ،، و لكن ؟
لازال في الأمل بقية و لازال تاريخ الوحدة محطة هامة لنعيد الامل ببناء هذا الوطن ولا بد من أن نحمل أملا جديداً وضميرا نابعاً من رحم المعاناة كي نبني و نحفاظ على مكتسباته تحقيقاً لحلم الأجداد ..وكل عام واليمن بخير