بإرادتك فقط يمكنك الخلاص من السجن الذى تقبع فيه و تنزع عنك قضبان الضعف و الخنوع و الذل "لشجرة القات" التى تنتزع منك الصحة و المال و الحرية و الكثير مما لا تشعر به الا عندما يمسك بك ألم العبودية بها. كثيرون جدا من متعاطي القات يدركون أضراره ، بل يعترفون أنهم غير راضون عن مضغ القات وعاداته وتتعالى أمالهم بلحظة يقلعون فيها عن هدر نصف يومهم على الأقل إن لم يكن أغلبه في مضغ القات ! و لكنهم لم يهتدوا إلى طرق تساعدهم على التخلص من ذلك فكل من حولهم يقبع خلف القضبان الخضراء يفكر بصوت مسموع و يطلق عبارات التمرد دون حراك. أتساءل كيف لا يدرك المرء بأنه سيد قراره و لا أحد سواه و أن القرار ينبع من إرادة فردية ترفض و تتمرد على العبودية أيا كانت ؟فالقات أحد صورها ، و ليس ذلك بالمستحيل فقد نجح الكثير من متعاطي القات في التحرر منه بعد أن ظنوا الصعوبات ، و بشجاعة و إرادة قوية تغلبوا عليها و استعادوا حريتهم، والكثير منهم اتخذ شهر رمضان كانطلاقه في قراره للتخلص من القات وعاداته . بالطبع واجهو الكثير من المصاعب إبتداء من إتخاذ القرار و الشروع في تنفيذه ، و المثابرة و الاصرار حتى النهاية ، و تحمل المضاعفات المرافقة للإنقطاع عن تناول القات_ الكنوز الخضراء كما يسميها البعض_ و التى تتمثل في التغييرات النفسية و البدنية من جراء الادمان المزمن، و لكن ما إن يربط المرء منهم الخسائر المؤقتة بالمكاسب الدائمة من صحة و عافية و توفير مال و إهتمام بالحياة الاجتماعية و الاسرية حتى تتلاشى الهموم و يزيد المرء قوة لمواجهة كل تلك الصعاب. و عندها يبدأ المرء بالتفكير في حياته و حياة أبنائه محاولا إيجاد السبل الملائمة لإسعادهم و الاهتمام بالحياة الاسرية بشكل صحي و هادف مدركاً أن الحياة لها معنى آخر يختلف تماماً عن طقوس القات. لذلك أعيد قولها المرء سيد قراره .. فإن أراد تحقيق حريته فهو الرابح ، و إن إستسلم و تعايش مع عبوديته للقات فعليه معرفة أنه الخاسر الأكبر من جميع النواحى الصحية و النفسية والأسرية و المالية و له القرار !